part 1

1K 101 18
                                    







إفيلين بلاكبورن لم تكن فتاة مختلفة أو استثنائية, كانت تعيش في عائلة عادية, ليست غنية ولا فقيرة. حتى قبل عام 2020, العام الذي ظهر فيه مصاصو الدماء و قرروا منافسة البشر في السيطرة على العالم, كانت عائلتها كأي عائلة, جوها لطيف, جميل و عادي.

و كأي عائلة أخرى, أصبحت عائلتها ضحية العنف و سفك الدماء خلال سنوات الحرب الطويلة بين البشر و مصاصو الدماء.

السنوات ما بين 2020 و 2030 كانت من أصعب السنوات التي مرت على الكرة الأرضية.حياة العديد من البشر تدمرت في تلك الفترة,  عاشوا في الشوارع و عانوا من البرد القارس الذي لا يرحم, لم يكن لديهم المال الكافي لشراء الطعام. الباقون على قيد الحياة كانوا يأكلون بقايا الطعام من النفايات أو حتى من جثث الحيوانات الصالحة للأكل, أو حتى جثث البشر.

حب التملك و السيطرة كان يحتل عقول حكام البشر, كانوا أنانيين وواصلوا الحرب لكي يحافظوا على مراكزهم و لكي لا يخسروا أمام مصاصو الدماء, واصلوا الحرب دون أن يهتموا لمعاناة الناس, همهم الوحيد كان سلامتهم هم, و فقط هم.

الدمار, الحزن و العذاب الذي عان منه الأبرياء في تلك الفترة هو من التاريخ, و التاريخ اندفن و أصبح من الماضي. قصتنا تبدأ بعد نهاية الحرب, بعد أن دمرت الأرض و أعيد بناءها من جديد. قصتنا هي قصة أمل, قصة فتاة ضحت بنفسها من أجل العالم.

إفيلين بلاكبورن ولدت في الأول من سبتمبر سنة 2420, أي بعد 400 عام من الحرب. لقد كانت محظوظة, هي تعلم بأنها محظوظة. فقد ولدت في عائلة محترمة, وضعهم المادي مقبول و أجدادها كانت مراتبهم عالية, مع أن هذه المراتب اختفت بعد الحرب إلا أن السمعة الحسنة بقيت ليومنا هذا.

عائلة بلاكبورن كانت من العائلات القليلة التي لم تخضع لمصاصي الدماء, و رفضوا أن يكونو عبيدا لهم. مصاصو الدماء سيطروا على جميع الأراضي, العالم كله كان ملكهم, الشركات, المصانع، المدارس و مؤسسات العمل كلها كانت تحت سيطرتهم.

استطاعوا احتلال العالم عن طريق السيطرة على الشيء الضروري الذي يريده الجميع: المال.

مع أنها حقيقة مؤلمة إلا أنها صحيحة, المال هو نقطة ضعفنا.

البشر, مصاصو الدماء و كل مخلوق اخر يعلم هذه الحقيقة,غلطة البشر الوحيدة هي أنهم جعلوا المال أساس حياتهم ,سمحوا للمال بالسيطرة عليهم و على عقوله, اهتموا بالمال و أغمضوا عيونهم عن الأشياء التي هي أهم.

رغم أن والد إفيلين كان أحيانا يواجه مشاكل و مصاعب في تموين العائلة بسبب قلة الموارد المالية إلا أنهم لم يشعروا بالجوع أبدا, و لم يخضعوا لمصاصي الدماء و لم يعانوا كجميع البشر من حولهم. لكن ضمير إفيلين لم يسمح لها بأن تتغاضى عن الظلم من حولها, كانت دائما تشعر بالشفقة على المظلومين و تحاول مساعدتهم قدر الإمكان. كانت تعلم بأن مصاصي الدماء ظالمين و غير عادلين, و كرهتهم كثيرا.

إفيلين و أختها نورا كانتا يدرسان في المنزل, لقد كبرتا في جو معزول عن العالم الخارجي لأن جونثان, والدها كان يعتقد بأنه بهذه الطريقة يحمي بناته دون أن يتعرضوا للعالم القاسي في الخارج. و بالفعل, نجحت خطته بالنسبة لنورا, فقد بقيت معزولة في المنزل كما أراد والدها دون أن تهتم لجميع الأشياء التي تحصل في الخارج, أما إفيلين فرفضت الإنعزال,و راقبت العالم الخارجي و فهمت كل شيء.

فهمت بأن البشر في الخارج هم لا شيء سوى وجبات دم متنقلة, طعام لمصاصي الدماء, فهمت بأن الحياة صعبة في الخارج و بأنه كان من الصعب كسب الأرزاق و عيش حياة كريمة دون إذن من الحكومة, و التي يترأسها مصاصي الدماء.

أجل, هكذا أصبح العالم. عالم يتكون من طبقات, في أعلاها مصاصي الدماء و أسفلها البشر, حتى إن الحيوانات كانت في مقام أعلى من البشر.

عائلة بلاكبورن كانت تعتقد بأنها بعيدة عن الخوف و الظلم الذي يعانيه الاخرين, هذا ما اعتقدوه قبل أن يأتي ماركوس فاليريو, أحد أمراء مصاصي الدماء ويطلب يد ابنة عم إفيلين, أليس بلاكبورن.

أليس رفضت بالطبع. لكن من يهتم لرأيها أو رأي عائلتها؟ من يهتم لرأي البشر أساسا. ماركوس مصاص دماء و أليس بشرية, و مفهوم ضمنا بأنها لا تستطيع الإعتراض.

--
آسفة، ما كان عندي وقت غير اني أترجم بارت واحد فقط..
لو صار في فوتس على هالبارت بكرا رح أنزل ترجمة البارت التاني و الثالث
بتمنى تعجبكم القصة و شكرا ❤️

dark and dangerous love بالعربيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن