حـــــــــوار الحجاب

56 7 7
                                    

 سامي: ما رأيك في موضوع إرتداء الحجاب، بعد الإقتناع به؟

أحمد: نعم أوافق هذا الطرح، إننا في زمان صعبٌ أن ترتدي فيه الفتاة الحجاب دون إقتناع .

سامي: ذلك ممكن! و لكن دعنا نتعمق في فلسفة الموضوع !

يكمل سامي: أن نمتثل لكلام إنسان ما مهما إرتقى فكريا و نطبقه! فذلك يجب ان يتم عن قناعة تامة، لأن كل إنسان يخطئ و يصيب، هل توافقني الرأي؟

أحمد: كلامك لا غبار عليه يا سامي.

سامي: لكن الذي فرض الحجاب لا يخطئ و بالتالي لا نحتاج إلى الإقتناع في تطبيق كلامه و الأكيد أنه لا يريد لنا إلا المنفعة !، بل مسألة الإقتناع إنقاص من كمال الذات الإلهية ! فما رأيك أحمد!!.

أحمد: (بعد تمهمه و إضطراب) كلامك منطقي و مُقنع.

سامي: إذا نحن نتفق على وجوب إرتداء الفتاة للحجاب، دون حاجة منها للإقتناع بذلك، صحيح!!

أحمد: بالطبع فاللُبس قد حُلّت طلاسمه.

سامي: أنا لا أتفق معك في هذا كله!!

أحمد:...!؟ كيف؟ أنت قلت لالا.....! فهل ترجع في كلامك المنطقي!

سامي: إن إرتداء الفتاة للحجاب دون رغبة منها، كفرض ديانة معينة على شخص ما، هو لا يرغبها، فهو في السرّ كافر بها و في العلن مُدّع إعتناقها، فإن كثر هؤلاء أصبح لذلك الدين أتباع منافقون غير مخلصين وقت الشدة .

أحمد:....أأأأأأوف لم أعد أفهمك صديقي!

سامي: نعود لموضوع الحجاب يا أحمد، إن الفتاة إذا أحبت شخصا ما فإنها تفعل له كل ما يريد و يحب، بل قبل أن يهمس لها بذلك، تفكر فيه سائر اليوم و كل يوم، تطلق عليه أروع الألقاب، تناديه "حبيبي".

لماذا برأيك؟؟

أحمد: أكمل يا سامي، أريد أن أعرف إلى أين تريد الوصول!

سامي: ببساطة شديدة، لأنه يهتم بها و بمشاعرها و رغباتها و يفكر فيها كل يوم و سائره يعاملها بسلوك راق، ترى فيه رجلا على ذوقها، رجلا لطالما تمناه قلبها، و بالتالي فهو يستحق حبها و إهتمامها و تقديرها، تصير كريمتا معه في الحب، فالكريم كما نعرف يعطي بدون أن يسأل فكيف إذا سُئل!!

أما أن نأتي لفتاة ما و نقول لها يجب عليك أن تُحبي فلان، حبا صادقا و تلتزمي بخدمته و التفكير فيه طوال اليوم و سائر العمر، و تبذل في ذلك النفس و النفيس، دون ان تكون على معرفة به، و دون أن يكون له فضل عليها، فهذا ضرب من الوقاحة و التخريف.

أحمد: صحيح !! الحب أساس العلاقة بين الكائنات و بينهم و بين خالقهم، فالمثل يقول أطلب منهم و لا تأمرهم

يُكمل سامي: حتى تمتثل الفتاة لطلبات الله عليها أن تُحبها أولا، و حتى تحبه يجب أن تعرفه، و تعرف ماذا فعل من أجلها و مازال يفعل و ما هو مستعد أن يفعله في المستقبل إن هي بادلته نفس الشعور،. إن حُبّ شخص ما لنا أمر يخصه هو فقط، ما يعنينا نحن هو الفعل الناتج عن ذلك الحب، فلا حب بدون برهان فعلي

إن ورثة الأنبياء مقصرون في الترويج الجذاب لدينالله، فلو جمّلوا و حسّنوا بضاعتهم لتهاطلالبشر عليهم كلمطر، إنا الناس يشترون،منتوجا ما فقط لأن صاحبه أجاد إقناعهم بذلك،بل و يلتزمون بشرائه عن غيره ، بل أكثر من ذلك يروجون له، إن أشد ما يثير دهشتي هو الرواجالهائل و الضخم لكرة القدم رغم أنها موضوع أقل ما يقال عنه أنه تافه و لكنالواقفين وراء الترويج له اناس جد مبدعين في ذلك، أترك 

لتفكيركم إتمام بقية الحوار

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 20, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حـــــــوار الحجــــابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن