..

258 10 4
                                    


في ذلك اليوم
حبرٌ أسود ، وقع على ثوبٍ ناصع البياض
محاولاً اكتساحه بتمدده
ليتمكن منه بتلويثه .

نقطة تحوّل في حياتها
أول درس في حياتها ، ولا ذنب لها
سوى انها أحبت بإخلاص لمن لايستحق
لاذنب لها ، سوى انها وفت مع ادراكها انه لايستحق بذل قلبها له .
هو لاشيء سوى انه حيوان متفطل ، كدودة القلب
تلتف حوله وتملأ جميع فراغاته حتى تميته

هي لاشيء بالنسبة له ، سوى محطة توقف عندها وهو في طريقة
ليعاود بعد مكوث السير

فراقهما : هي دعوة ام في جوف الليل
أن يبعد الله عن قرة عينها من أراد بها السوء ..

هو لم يكن لها ابداً ، وكان قلبها ملكه ابدا ..
ليكن بعد عقود من الزمن ان يستجيب الله دعوات الأمهات
ليُستأصل حُبهُ من جسدها وتكون بلا قلب ينبض له ، ولا قلبٍ يحنُّ له
لتنذر أن تكون لنفسها اولاً !
حاولت جاهده نسيان حبها له متغاضية عم يصرع فؤادها
لكن حبه كمرض خبيث
انتشر في اطراف جسدها وملأ اعماقه
كمس من ساحر عليم
عند محاولتها لنسيانه
يغتال شوقها له روحها

حتى تسقط ويقع اللوم عليها ، كانت تعرف انه مشكله عندما دخل الى حياتها
وهاهي الان مستلقيه على ارضية خذلانه البارده
تحاول استعادة توازنها للقيام مرة اخرى
بينما هو يقف متزنا ويذهب الى البعيد
كأنه شيئاً ، لم يكُن

لا شيء سوى انها كانت تعرف انه مشكله
في النتيجه لم تبقى بقلبه ولم يحبها ابدا
اتخذها سخريه ، وكانت الاضحوكه

وهاهو الان ، يقف بكامل اتزانه ليتبع النور البعيد
بينما هي مستلقيه في ظلام دامس ، في كهوف حبه المزيف

خُتمت الحكايا ، واغلقت الكتب ، وانتهت المسرحيات
ليعود كل شيء لواقعه
لم تكن سوى قصص تتكرر عبر الزمن

لم نأخذ العبره ممن سبقنا ، وها نحن الان ندفع ثمن ماجنيناه بحق قلوبنا

لنفتح الصفحات البيضاء من جديد ، لنبدأ حياة اخرى ، مختلفه عن سواد الحياة الفائته
لنطهر قلوبنا ونحب الحياة من جديد
ونرتدي الثياب الناصعه مره اخرى بلا تدنيس ، ان ننذر السعاده لانفسنا اولاً ، ونرسم على الجراح وجوهاً باسمه !
"لذا لاتحقد على من احببت وخذلك ، فقط احلهم الى جمادات ، هذا يوفر عليك مشقة الالتفات الى الوراء ، ويرفع الثقل عن كتفك"*

هي لم تحله الى جماد ، هو نقطة سقوطها ، ونقطة ضعف قلبها
ونقطه سوداء في حياتها
هو المرض الخبيث بحد ذاته اصابها
لعل ألم خذلانه تكفير لذنب حبها له
تستمر بمحاولات النهوض للحاق به
بالرغم من ايقانها انه سيعود ليبصق على وجنتها مجددا
مُرضت بحبها له ، ولعنها خذلانه لها

ظناً منها انه فارس احلامها ، ليتضح انه نعجة امه !

مستمرة امها بالدعاء لقرة عينها وفلذة كبدها
في آناء الليل ، بين الاذان والإقامه ، في وقت غروب الشمس حتى الشروق
نهاية كل صلاة وفي كل حين

ان يبعد كل حزن عنها وكل سوء ، ان يطهرها وان يعفو عنها
ان يجبر كسر قلبها ، ان يبعد عنها كل من اراد بها السوء

ولو بعد حين
يستجيب الله دعوات الامهات
لتطرده من قلبها غير مباليه ، وتبني على ذكراه ذكريات الازمان السعيده
، تجعل ذكراه احادية اللون وتلون حياتها من جديد دون النظر اليه
وترمي ذاك الاشتياق الى ذاك المستنقع ، متخليه عنه تماما

ليعود قلبها ، مُشبع الحُمره
وثوبها ناصع البياض ..

🎉 لقد انتهيت من قراءة مُشبع الحُمرة 🎉
مُشبع الحُمرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن