"هجوم يا رجال!" صاح أحد أولاد القرية معلنا الحرب بين حزبه والحزب الآخر.
تعالت أصوات السيوف الخشبية وتحولت إلى أغنية رتيبة في أذني .
وأخيرا أعطى سيد الحزب إشارة بالانسحاب.
فانتشر الأولاد بسرعة الرياح ليختبؤوا وراء الأشجار متناسين أنهم كانوا السبب في بدء هذه الحرب.
لكن الحزب المعادي يأبى الاستسلام لانسحابهم، فيركضون خلف العدو بخطة محكمة تسائلت عن كيفية اختراعهم لها ، لكن من يدري؟ ربما أحسب أنهم خططوا لذلك ، فللأطفال قدرة عجيبة لارتجال الخطط وتقليد بعضهم البعض لينسجموا مع بعضهم كالعجين.
راقبت عيناي حركات الأولاد وسرعتهم الفائقة كما لو كانوا يحلقون سعادة .
أو بالأخص ، راقبت طفلا ذو صوت جهوري كان هو القائد ، علمت ذلك من عبائته الحمراء ، كان يركض خلفه طفل آخر يرتدي عباءة زرقاء وقد أوشك على إمساكه.
لسبب ما .. رجوت أن لا يقبض عليه في داخلي .
ولم يخيب الطفل ظني ، فردات فعله السريعة فاجأتني وأشعلت حماسي .
وفي لحظات انعكس اتجاه جريهم لأعلم ان المدى الذي وصلوه هو نهاية مدى اتساع ساحة لعبهم.
وأثناء عودتهم وركضهم باتجاهي ، توقف القائد فجأة أمامي وبدون سابق انذار مما أربك العدو ، لكنه أربكني أنا أيضا ، فقد ضرب التحية بابتسامة ثم تابع الركض ، ليتدارك عدوه نفسه بالمقابل ويركض خلفه طالبا التعزيزات.
ابتسمت على حركة القائد العفوية ، فمن النادر أن يلقي أحد الأطفال التحية على شخص غريب وأثناء لعبه.
" سيدتي - سيدتي "
التفت لأبتسم للبائع من خلفي بلطف ، امتدت أصابعي لأخذ أصابع المثلجات التي ستشعرني بالانتعاش خلال هذا اليوم الصيفي شديد الحرارة.
واتجهت نحو سيارتي الحمراء المكشوفة ، ثم تحركت بها بسرعة فائقة كانت كفيلة بتبريدي أكثر.
وبالطبع ، لم أنس إلقاء التحية على ذلك الصبي.
أنت تقرأ
رحالة
Short Storyإنها قصة يوميات شخص خيالي قد يكون رجلا أو أمرأة قد تمر الأيام مرور الكرام عليهم كما يمر سحاب الصيف ، يمر ولا يمطر قد لا ترتبط الرحلات ببعضها وقد لا تنتهي وتتعدد ال(قد)