1-«تَضّحِيه؟»

5.2K 220 45
                                    

كانت تَسير كالجماد.

بِلا روح, بلا مشاعر..

فـكُل مشاعِرها قد تَبخرت

كان قلبُها قد واجه ماقد يواجههُ البالغون,

وهيّ؟ هي حتى لم تكمل التاسعه عشر من عُمرها!

كانت البُقع الحمراء الداكِنه تُغطيّ قَمِيصهّا الأبيّض.. وَ تختَلط مع سُترتها السوداء مغمقة لونهُ.. دون ذكر بعض البقع التي كانت عالقه بأطراف بنطالها النيلي..

كذلك بضع اطراف خصلات شعرها الاسود المنسدل كانت قد تحولت للون الاحمر الداكِن بِفعل الدم.

حسناً لم تكُن طبيعيه ابداً!

اي شخصٍ يراها قدّ يفزع من مَظهرها.

لحُسن حظها كانت ليلة بارِده و مُظلمه .. فلم يُفضل احد الخروج في وقتٍ كهذا.

كانت خطواتها مُتعرجه, تسير كمصاصي الدِماء!

عِندما اكتفت بكُل شيء.. وأحست بأنه لا يُمكنها تحمل المزيد, بدأت خطواتُ تُبطئ

في كُل خطوه كانت تحاول الاقتراب من جدار ما لكي يساعدها -ولو قليلاً-

اراحت بظهرها على احد جدران احد المحلات.

خطواتٌ اخرى كانت حيه في نفس ذلك الشارع الميت..

استطاعت هي بدورها ان تسمع تِلك الخطوات و هي تقترب في كُل خطوه, لم تكُن خائفه, فكما ذكرت سابقاً.. كانت قد تبخرت مشاعِرها!

الان .. لا خوف.. لا حزن.. لا تردد.. لا اكتئاب.. لا فرح.. فرح؟ هذا قد يكون اخر شعور ستشعر بهِ ان كانت سابقاتها مُمكنه!

-بالصدفه- تِلك الخطوات اخذت مسارها لتنعطف ناحية الشارع الذي تقف به بعجز!

حالما التقت عيناهما من تِلك المسافه البعيده..

جسد طويل مع عضلاتٌ متوسطه-شعر اسود مندمج مع البني-قبعه حمراء-بنطال اسود بِلون سُترته-قميص سمائي-عينان بريئتان بنظرات غامِضه.. اذاً النتيجه فتى!

وفي الجهه الاخرى؟

فتاة مُثيره للشفقه-غارِقه في الدم-عينان ميتتان بنظراتٌ يائسه!

لو كنتُ مكان ذلِك الفتى اي مكانٌ ستختاره لتهرب ناحيته من الفزع؟ بالتأكيد اي شخص يراها كان سيهرب من ذلكِ المنظر..

اي شخص؟ لا!

لم تظهر اي تعابير تدل على الخوف على وجهه الوسيم.. فقط اكتفى بتعابير غامضه.. لكن.. ماذا عن قلبه؟ كان خائفاً! عكس نظراته البارده.. لكن لِمَ ارتدى قِناع البرود والغموض؟ من يعلم؟

  Missing...~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن