5-«اِعتِذّار.»

1.6K 119 21
                                    

سيليا POV
ايام تأتي واُخرى ترحل جميعها كانت ايامٌ مُمله خالِيه مِن الاحداث.. مازلتُ مَنبوذه في ذلِك المكان المُزعج المُلقب بالمدرسه.. -بأستثناء بيكهيون وصَديقآه اللطيفان-.. حتى جاء ذلِك اليوم.. اليوم المُميز.. يوم الحفلة.
تقدمتُ بِخُطى مُتثاقله نحو الباب الرئيسي لقاعة الاحتفال الذي امتلئ بألاصوات الصاخِبه تاركة فستاني الطويل ينسدل بأناقه.. حتى انا لا اعلم لِماذا قد قدمت؟ مالذي يخصني في هذا الحفل؟ لِمَ انا مهتمه جداً؟ لدرجة انني انقّت نفسي ووضعتُ مساحيق التجميل التي غطت على ملامحي الطفولية.
ثم مالذي سمح لمدرستنا بقبول اقامة هذا الحفل؟ هل لذلك المدعو بجونغكوك مكانة مميزه لدى المدرسه؟ هززت رأسي اطرد تِلك الافكار التي لازمتني لوقتٍ طويل.
-
كانَ الجَميع مَندمج بهذا الحفل, بعضهم مندمجين مع المُوسِيقى, واخرين يُفرغون جوعهم ببعض الكعك والطعام المُرتب على الطاولات, بينما البقيه كانُوا ينعَزلون على اشكال جماعات مُتفرقه. رُغم ان القاعة لم تَكن بذلك الضخم, الا انها كانت تتسع لهؤلاء الطُلاب.
دَخلت سيِليآ مَع شِفاهِ مُفرقه مِن المنظر حولها.. فكرت *هل هَذِه ِحَفلة تَرحِيب ام مَلهى؟*
لكِنها استفاقت مِن شِرودها واستدارت بسرعه حينما احسَت بيدٍ تتركز على كَتفّها. لكِن رُسمت ملامِح الراحه على وجهها عِندما رأت بيكهيون.
"اوه, اين كاي وسيهون؟"
عقد بيكهيون حاجبيه بأبتسامه غريبة
"يآه دعينا مِنهما اليوم, فلنَستمتع معاً."
تقدم بيكهيون ليظهر بأستقامته الرائعه وثيابه التي تُعطي انطباعاً عَن ثرائه. وَصاحَبَهُ شعرهُ البُني المرفوع يضيف جاذِبيةً لهيئتهِ.
بَعد مُدة شُبه طويلة مِن تَعلق نَظر سيليا بهيئه بيكهيون بشرود
قاطّعها بـ اِبتسامة واثِقه "هلآ جلسنا, ثُم تَستَطِيعِين التَمعُن بِوسامتي كَما تُريدين." اِبتسامة مُحرجه تسللت اِلى شفاه سيليا الوَردية ثم سارعت لتتفادى شك بيكهيون
"وَمن قد ينظُر لك. كُنت شاردة فَحسب."
اردف بيكهيون بتفهم مُزيّف "اهآ, هَكذا اِذن؟"
ثم قهقه بخفة تاركاً سيليا المُنزعجه خلفه تتبعه.
كانا قَد اِنعزلآ بطاولة صغيره في احد جواب المكان.
بعد مُده طويلة
قاطَع بيكهيون الصَمت المُربِك
"اِذاً هَل سَنبقى عَلى هَذهِ الحال؟"
نظرت لَه سيليا بِنظراتٍ غريبة.
"اعتَقدُ اَنك مَن اردتَ مِنا ان نَكون على هَذِهِ الحالة مُنذ البداية؟" انهت جُملتها بنبرة سؤال.
هز بيكهيون رأسه بأنزعاج.
"لَقد اردتُ مِنا اَن نَكون على هذِهِ الحال لأنكِ كُنت ممن يستقبل ان تكوني على هذِه الحال.." قهقه على جُملهِ الغريبه والتي لا تَحمل اية مَعنى ثُم بدلها بِجمل مفهومة
"اعنى انكِ شخص لا يُحب ان يستمتع فأردت ان نجلس لأرى هل ستملين مِن هذة الحاله ام لا؟ لكن تبيّن انكِ مُستمتعة جداً."
تجاهلت سيليآ جُمل بيكهيون الطويله لتفادي حُصول اية مُشكله مَع صديقها الوحيد هُنا ثم تمتمت "لكن بِحَق الله اَيِنَ صاحِب الحَفل؟ ألن يأتي؟."
لكن تنهد بيكهيون بنفاذ صبر مِن تصرف سيليا هذا ثم اخذ نَفسٌ عَميق ليتحدث..
"سيل اِسمعيني! لأيُمكنكِ العيش هكذا! عليكِ ان تتغيري.. فلنَفرض انكِ جئتِ لهذه المدرسه ولَم تلتقيني او التقيتني لكن شخصيتي كانت مُختلفه فسَتبقين وحيدة الى ان يبادر شخصٌ ما. عليكِ ان تتخلصي مِن عادتكِ المُنعزلة هذه وان تتحركي. كوني اِجتماعية اكثر! إلا تُلاحظين؟ انهُ حفل؟ قومي وارقصي واصرخي كالجميع.. اِستمتعي بِوقتكِ!"
تلاشت نظرات سيليا اللطيفة وهي تتمعن بكل جُملة قالها بيكهيون مُتجاهلة غرضها ومُتجاهلة انها كانت بصيغة نصيحه فقد اتخذتها كأهانه لها فقط!
بينما بيكهيون تغيرت ملامحه حينما تردد صوته لمسامعه وقد لاحظ ان كلماتهُ كانت جارحه بعض الشيئ.
لكنها بادَرَت بِصَوتٍ هادئ عكس صوت بيكهيون المؤنب
"هَل تَظنُ انني كُنت سأموت لو لم التقيك؟ انت او اي احدٍ اخر.. ثم هذهِ هي شخصيتي وانا اعتز بها. كذلك اُفَضِل ان اكون وحيدة على ان اكون مُنافقه وأختلط بأمثالي."
قالت جملتها الاخيره بنبرة مستفزه ونظراتها تكاد تخترق خاصته قبل ان تنهض مِن مكانها بسرعة.
مُتجاهلة بيكهيون والحفل بأكمله بينما عيناها اصبحت زُجاجية مِن دموعها المُتجمعه وهي تأمر نفسها الأف المرات *لا تبكي!* *كوني قوية*
كان هَدفها الباب الرئيسي لقاعة الحفله. لكن فور خروجها اصطدمت بأحدهم مما ادى اِلى رجوعها بِضعة خطوات الى الخلف. حسناً الأن ليس الوقت المناسب لقول كلمة اسفه او انتبه.
لكن حالما تلإقت نظراتهما وحالما تلاقت عيناها الدامعه مع خاصته الغامضه مرت سيليا مِن جانبه بسرعه مُتجاهله ماحصل بينما هو ظل متجمد في مكانه ليستوعب الامر.
POV جين
كآن الحفل ممتعاً نوعاً ما.. حتى انني تفاجئت مِن تواجد السيليا تِلك.. كانت تبادل الحديث مع بيكهيون بِودية, لكن فقط اريد ان اعرف لِم اشعر وكأني اطارد هدا الثنائِي دائماً؟ او رُبما هُما يظهرآن فَقط آمامي.
استدرتُ لألقي نظرة على الثرثارتين -مايوري وانيتا- اللتآن لَم تملا مِن الحديث.
احداث ومواقف سخيفة لم ارى اية موضوعية في محادثتهن.. *تباً اين اِختفى جونغكوك؟ هَل سيترُكني مع هاتين الثرثارتين؟*
استدرتُ بملل لكن عينآي بدأتا تُلاحقان تِلك الفتاة التي تمشي بِسرعة متهورة متوجهه الى الخارج.
*مابِها؟* فجأه ظَهر جونغكوك مِن امامها وهو يتجه للداخل..
لكنني فقط تجاهلتُ سعادتي عِند رؤيته ولازمني الفضوُل لسيليا.
اخذتُ نظرة سريعة عِندما اختفت سيليا مِن الحفلة اِلى بيكهيون الجالِس بِصدمة هناك وحده.
تبادلنا انا وجوُنغكوك النظرات بِصدمة.. لكنني فقط اتجهتُ نحوه.
وضع جونغكوك يده قرب وجهه ثم همس لي "اعتقدُ انني لديّ حفل, لذا اِنها مُهمتك."
تنهدتُ مستسلماً لهُ..
-
اطلقت سيليا الحريه لسيقانها بالجري. كانت تَود وبِشدة ان تعود للبيت لتنام وتنسى ماحصل لكنها كانت امنيه في الوقت الحالي.
اتجهت نحو اكثر مكان يُمكن ان يَفَهمها -حديقة المدرسة-
تركت جسدها ليقع على الارض العشبيه الخضراء متجاهلة تِلك الوخزات التي تلقتها فَقط قبل قليل.
ثم تركت دموعها لتسقي وجنتيها.
"لِمَ انا ضعيفة لِهذهِ الدرجه؟"
لكِن قاطعها ذلِك الصوت الرجولي المتردد لمسامعها مراتٌ عديده.
"هل حَصل شيئ سيئ؟"
عقد جين حاجبية واخذ ينعت نفسه بالغبي الاف المرات في عقله لغباء سؤاله.
مَسحت سيليا عيناها بسرعه مُتنكرة بالقوة.
تنهد جين لفَشَلهِ الدائم في اِختيار الكلمات.
تقدم بخطواتٍ بطيئه ثم جَلس قُربها بِهدوء.
"هَل تُريدين التَحدث؟ رُبما؟"
اجابتهُ بصوتٌ اشبه بالهمس
"لأ استطيع الان."
اومأ جِين بتفهم قبل ان يلتقط هاتِفها بجانبها ليُدوُن بعض الارقام.
كانت سيليا تُراقب افعاله بأستغراب
فكرت *مالذي يفعله؟*
انهى كل شيئ عِندما دَوّن اسم 'جين الوَسيم' على ذلِك الرقم في هاتِفها ثُم وضعهُ في مكانه السابق وهو يبتسم.
ادارت رأسها لتقابلهُ تماماً ثم سألتهُ بنبرة غريبه
"لِماذا اَنت؟"
عقد جين حاجبيه مِن سؤالها الغامض
"عفواً؟"
اجابتهُ بنفس نبرتهاُ السابقة
"لِماذا دائماً تراني ابكي؟ لِمَ انت بالذات؟"
كسرت صمت جين مرة اخرى
"لِماذا دائما اراكَ حولي؟"
اندمَجت نَبرتها الباكية مع كلماتها لتكون غير مفهومة
قاطعها بنبرة هادئه
"مالذي تَعنية؟ أن كُنت تَظنين بأنني مُتمرد واطاردكِ فأنتِ مُخطئه.. حتى انني لَم اُرد ان.."
صَمت جِين حالما تَذكر جونغكوك.
عض على شفتيه السُفليه بندم ثُم نهض بِسرعة حالما شَعر بأنها لم تَعد تُطيقه..
فهو مِن البداية لَم يكُن يُريد الذهاب اليها.. كما ان اهم شيء بالنِسبة لجين هو كبرياءه الذي لَم يَعُد يشعر بِه بعدما قالتهُ سيليا.
تمتم بِسرعة لأبعاد شُكوكها
"أرجو ان لا تسيئي فَهمي.. فأنا لن اجلس وأتوسل بِكِ الان.. كُلما اردتهُ هو مساعدتُكِ فقط."
اردف وهو يِبتسم بسخرية
"فُرصة سَعيدة. أنِسة لي سيليا."
تاركاً اياها وهِي غارِقة في تعابيرها المَصدومه.
أنزلت سيليا رأسها بأحباط وهي تُفكر
Pov سيليا
لِمَ انا موهوبة في اِفساد كُل شيء؟
ضعيفة ودموعي تنسكب مِن اتفه الاشياء ثُم اتظاهر بالقوة لأفسد كُل شيء؟
فقط لو ابتسمتُ وتَقبلتُ نصيحة بيكهيون وقابلتهُ بمزاح.. او فقط لَو اِخترتُ كَلمات مُناسبة اكثر واسلوب افضل مَع جين الذي اراد ان يُساعدني لا ان يُشعرني بالشفقة.
فقط لو لم اُركز على كُل شيء .. تباً!
اقضي وَقتي في افساد لحظاتي ثُم اُجمع كلماتي للأعتذار.
انا اسفة سيليا.. انا اسفة يا نفسي لأمتلاكي شخصية ضعيفة هكذا..
-
عادَ جين مَرةٌ اُخرى للحفلة ليُشاهد جونغكوك المُبتسم الذي كان يتحدث بِضع العبارات الرسمية.
لكن تلاشت اِبتسامته بسرعة حينما رأى تعابير جين وان سيليا ليست مَعه.
حاول جونغكوك تحرير نفسه مِن الطُلاب ليتجه الى جين..
"مالأمر؟ مالذي حصل؟"
اكمل جين سيره ببطئ
"اِنسى الأمر,لن تستوعب ولن نتفاهم ابداً!"
اسرع جونغكوك ليساوي سرعة جين ثم تمتم بنبرة استهزاء
"تُشعرني وكأنك ذهبت لتُصارحها بِحبك! كل ماكان عليك هوَ التحدث بِلطف فقط!"
ضَحك جين بأستهزاء
"وكأنني لم افعل. حَتى رُغم انني فاشِل في مِثل هذهِ الاشياء لكنني اعتقد انني تصرفتُ جيداً. الذنب كان ذنبها لتظاهرها بالقوة."
قال جُملته الاخيرة بصوتٌ عالي ليتمكن جونغكوك مِن سامعهُ لعلؤ صوت الموسيقى.
..
في المساء
كانَ جِين يستلقي على سريره وهُوَ غارِق في مُحيط افكاره.
تمتم بأستهزاء "تشه حمقاء."
لم تلبث ثانية حتى احس بأهتزاز هاتفه قُربه
يدل على وِصول رسالة
امسك هاتفة بملل لكن ملامحه تغيرت بسرعه قبل ان تلمع عيناه حينما قرأ محتوى الرِسالةِ.

' مساء الخير, كِيم سوكجِين..
حَسناً اعتقدُ انني كُنتُ في مِزاجٍ سيئ فلَم استطع اِختيار كلمآتي جيداً..
على كُل حال, انا شاكِرة لِمبادرتَك لِمساعدتي حقاً.. واسفه لسوء تصرفي..
لقد كُنت لطيفاً حقاً..
اعتذر مرة اُخرى.. وليلة سعيده.~
-لي سيليا.'
..
النِهاية
ميانهي عل تأخير :')
بس ماجان عندي وكت او واهس للكتابهxD
+شكراً عل تعليقات الحلوه عل بارت الرابع ❤
ღ♪ Nighty. .

  Missing...~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن