أنا..سمراء... أملك عيون بنية قاتمة تسكن تجويف عميق داخل جمجمتي يقال عنها أنها جذابة ..شعري مجعد اشبه بالغجر ..
اليوم :6اكتوبر 2015
المكان: قاعة أُعدت لزفافي
أدركت تماما أن حقائب الدموع قد أجهشت بالرحيل ..وأن علي الرحيل معاها ..
أطلقني من هذا العناق ..لأني أدركت أيضا أن هاتنان اليدان القويتين لم يخلقا لحتوائي..
تعلم أن هذا القلب يهواك وأعلم أن هذا القلب يهواني ..ولكن مابيدي إلا أن أهرب بفستان عرسٍ نفره جسدي .. بقدمين حافيتين وشعر ٍ أشعر الأن برطوبته وعيونك تراقب بدهشة هذا الفرار لا تسأل ياعزيز... ف يداي خاويتين قاحليتين جافتين من كل جواب ..ركضت وركضت وكنت أتعثر بعيونهم وشهقاتهم.. لا أدري هل كانت تلك العيون الذاهلة أم هذا الفستان الذي اختاره والدتك ..
يأبى الهروب معي ويعرقلني ولو كنت أستطيع لتقيأه جسدي وأكملت بدونه ..
تركتك خلفي أنت وعرسك و حضورك وحضوري وانطلقت كيمامة بيضاء ..
جلت الشوارع بهذا الفستان والكل ينظر إلى فتاة الثلج ..التائهة بفستان عرس ثقيل تجره خلفها في تلك الشوارع الموحلة ..
كلما ظهرت أمامي فركت عيناي بشده .وكأني أصحقك لتتلاشا..أبتلعتني الشوارع الحزينة ..وبدأ التفكير يحل ربطة المنطق من عنقه ويفك أزرار المعقول خلع سترة الصواب ليسلم قيادة هذا الجسد المنهك المثقل بكتلة بيضاء إلى قدمين متربتين حائرتين وألقى بنفسه على سرير الغيبوبة ..
ليفزع بعد مده من الغياب ..أمام الصالة التي هجرتها صباحا .. القمر فوقي يقرأ تعوذة منتصف الليل التي أجهلها لكن أذني ميزت بعض تمتمته بها كان يردد هذه الجملة مراراً عاد النجم إلى مجرته وبتلعت السماء إياه بلطف ..
زحفت عيوني من شدة تعبها في الأرجاء جرف اليأس والملل كل من كان هنا ينتظر عودتي ..سواك أنت لاحظتك من بعيد تحرق لفافتك بشفتيك الملتهبتين ...
تنظر إلى السماء تغسل وجهك بمائها لتزيل خبيتك بها..
أصبحت أمامك تماماً ..ألقيت حلتي البيضاء بقربك وأرخيت رأسي الخمل على كتفك تحركت شفاتي بصعوبة لتقول
{ كيف للنجم أن ينفصل عن قبيلته}
لا أتذكر أنك قلت شيء أو ربما أن أذناي تثاقلتا على سماعه ..
فتحت بقعة من الاوعي مجراها أمامي ف
مددت أصابعي إليها فما كان منها إلا وأن هممت هي بلتهامي ..لأشعر بعد ثواني برتطام رأسي باللوح الخشبي الذي كنت تجلس عليه بعد نهوضك القاسي
...
