بدايات الحرية

351 10 2
                                    

بعضنا لا يملك الموهبة للتعبير عن ذاته . و بعضنا لا يملك الثقة للدفاع عن نفسه . و بعضنا لا يستطيع المضي قدماً بسبب من حوله .
*flash back *
كانت اول سنة لي في المدرسة الثانوية . كنت خائفة من تكوين الصداقات . اخاف ان اقص شئ لاي احد . و لكن امي طمأنتني اني سوف اتعرف الي ناس جدد ربما اجد فيهم صديقاتي الحق .
و بالفعل ...
ذهبت للمدرسة في اول يوم و حاولت شق ابتسامة بين خدي . و حينما دخلت للفصل الخاص بي وجدت العديد من الفتيات فذهبت و جلست بمكان . اتت فتاه تسمي (ني ) فتاه بشعر اسود مجعد و بشرة شاحبة و عيون سوداء . كانت طويلة القامة و جسدها نحيل جدا و لكني شعرت اني اود مصادقتها .
بدأت بالتعرف عليها لاني اتبعت وصفات امي الذكية في تكوين الصداقات . و كانت اول وصفة هي الابتسامة و الالقاء التحية .
ماي : * مبتسمة * مرحبا .. كيف حالك ؟
ني : *ردت لي الابتسامة * بخير .. ماهو اسمك ؟
ماي : ماي .. وانت ؟
ني : ني .. من اين اتيت ؟
ماى : من نيويورك .. ماذا عنك ؟
ني : انا من واشنطن .
ظللنا نتحدث طويلا حتي بدأت اول حصة .
بعد انتهاء اليوم الدراسي الذي اعتبره يوم ناجح بعدما تعرفت علي ني و نوش . خرجت معهم من مبني الملعونة ، اسفة اقصد المدرسة .
ني : يا فتااه بحق الله ماذا يدور بعقلك اهناك جماعة من عبدة الشيطان ترقص في دماغك .
ماي : مااذااا ؟ ليس ذنبي ان الاستاذ " ترهلات " لم ير قدمي الممدودة بس بطنه العظيم . هذه مشكلته هو .
نوش : هههههه اذا سمع لقبك الجديد له صدقيني ستستمتعي بعطلة الصيف في المدرسة الحبيبة .
ماي : و ما الجديد ؟ انا اأتي هنا كل صيف مع البيكيني الخاص بي و بعض الحلوي لاسبح في ملعب المدرسة .
ني : هيا ايتها الفتاه الحولاء . لنذهب قبل ان يدهسنا استاذ ترهلات .
ماي : ههه نعم ...هيا ساراكم غداا .
عدت للمنزل سعيدة و لاول مرة انجح في تكوين صداقة .
و لكن كالعادة لا يمكن ان تكتمل فرحتي .
ماي : اممييي امممييي .. انا عدت .
امي : هيا حبيبتي انا هنا في المطبخ .
ماي : امي لن تصدقي .. لقد تعرفت علي العدييد من الفتيات اليوم منهم لورا و كير و انجلي و لكن اكثر فتاتين تحدثت معهم و صادقتهم كانتا ني و نوش و لونا و مريم انهن فتيات رائعات كاللهب . ظللنا نتحدث طوال الحصص و نهمس باشياء رائعة و مضحكة حتي اني قد قمت بعمل مقلب في استاذنا و اطلقت عليه لقب ترهلات هل تصدقين كم المتعة التي حصلت عليها اليوم ؟!!!!
قلت في نفس واحد حتي قهقت امي واوقفتني و قالت : ههههه حسنا حبيبتي . اولا تنفسي . ثانيا هذا راااائع * قامت باطلاق يدها في الهواء بطفولية *
ضحكت بسببها قم احتضنتها .
قاطع يوم استمتاعي دخول ابي .
ابي : ماي .. ابتعدي عن مصادقة الفتيات . فجميعهم يجلبون المشاكل و الخطر و السوء لصديقاتهم .
ماي : ماذا يا ابي؟ انهن حقا رائعات و لن يجلبن لي اي مشاق . و اذا لم اصادق فتيات ماذا تريد مني ان اصادق ؟! اولاد !!
ابي : و لما المصداقة .؟ ما العيب ان تظلي و حدك حتي تنشأي معتمدة علي ذاتك .
لم استطع الرد . لاني اعرف انه اذا تناقشت اكثر معه سينتهي بي الحال ملقاه علي الارض بسبب صفعة علي وجهي .
طأطأت راسي للاسفل و سحبت حقيبتي و دخلت غرفتي وانا اكتم انفاسي حتي لا اتهور و ابكي .
بعد دقائق . دخلت امي الغرفة و سحبتني من علي كرسي المكتب لتحتضني بعدما بالطبع اغلقت باب الغرفة بالقفل لانها تعلم اني اود البكاء .
و فعلا . اول ما لمس خدي صدرها كأنها اعتطني تصريح البكاء .
همست في اذني كلمات مازالت حتي الان تحفر في عقلي .
" ليست انت من تبكي بسبب ضعف لعين . اثبتي له و للعالم كله ما انت قادرة علية " .
~بعد مرور اسبوع ~
حاولت تجنب الفتيات قدر المستطاع . و لكنهن سألوني اكثر من مرة ماذا فعلوا حتي اتضايق منهم . و هذا كان يعطيني انطباع بالسوء تجاه نفسي . لاني و بالفعل سمحت لابي ان يمسح شخصيتي و ان يكون المسيطر في حياتي .
و لكني قد سبق و عاهدت امي اني لن اسمح له ان يفعل هذا بي .
كنت ممددة علي فخد امي تعبث بشعري وانا افكر فيما سافعل .
امي : يايو .. عزيزتي .. في ماذا تفكرين ؟
ماي : هل تتذكرين وعدي لك اني لن اسمح لابي ان يتحكم بحياتي .
امي :بالطبع اذكر .
ماي : كيف افعل ذلك ؟ اعني انه بالفعل من يتحكم في حياتي . ليست فقط حياتي . بل طعامي و شرابي و اخلاقي و تعاملاتي و صديقاتي و ضحكاتي و دموعي و ملابسي و اخوتي و كل شيء . كيف لن اتأثر به و لن ادعه يتحكم بي ؟
امي : هنا يكمن التحدي يا عزيزتي . هنا المعني الحقيقي لذلك الوعد . كيف ستثبتي ذلك و كل التيارات ضدك . هل تعرفين انك في حالة ما اثبتي نفسك مع كل التحديات تلك ستسعدي في حياتك اكثر . لانك ستصبحين اكثر خبرة و قوة من كل من في نفس عمرك .
و منذ تلك الليلة اصريت علي فعل ما ابغاه بدون طلب الاذن من الغول خاصتي .

في اليوم التالي ذهبت للمدرسة و تحدثت مع الفتيات بكل مرح و فرح . حتي دخلت علينا فتاه جديدة تدعي ندي . او كما تحب ان تنادي نودي .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 04, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Diaryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن