أفكار سوداء .. أفكار متشائمة .. أفكار حزينة .. كل ذلك كان يدور برأسه المدفون بين ركبتيه وهو جالس على أرض المشفى ، في الممر الذي تكون في نهايته غرفة العمليات حيث تقبع ملاكه الجريح هناك وعدة أطباء يحاولون إنقاذ حياتها ... منذ أكثر من ساعة ودموعه مازالت تغسل وجنتيه بسخاء ، عيناه احمرت لشدة البكاء ، وقلبه كل ذلك الوقت يتمزق إلى أشلاء ، قرب قدميه إلى صدره أكثر وهو يدعو ربه سرا برجاء ، أن يعيدها إليه سالمة ويخلصه من آلامه وعذابه ... بعد برهة ، انتشله من بحر تلك الأفكار والدموع صوت هاتفه الذي يرن بإزعاج ... نظر إلى شاشته بنظر مشوش لكثرة الدموع فوجده رقما غريبا ... تردد قليلا ثم أجاب بانكسار : ألو ...
- أنت في المشفى صحيح (بنبرة ساخرة)
- من معي (بتلعثم)
- لقد حذرناك كثيرا ، ولكنك عنيد ولم تسمع الكلام ، أنت هكذا ... لن تتعلم حتى تذوق الألم (بلهجة ساخرة وبضحكة مكراء)
- قلت لك من معي أجبني (بغضب)
- لايهم من أنا ... بقدر مايهم أنك تعلمت درسك جيدا .... وهو أن لاتقف في طريقي بعد اليوم أبدا
- أأنت من فعلها ؟!! ... أنت من أطلق النار عليها ؟!!
- قد أقتل الأمة البشرية كلها إذا حاولت الوقوف في طريقي (بسخرية) ليس هناك أسهل من هذا بالنسبة لي
- أيها الحقير السافل !!! ... شأنك معي أنا ، مادخلها هي حتى تورطها بيننا !!!! (بصراخ وغضب)
- (قهقه بسخرية ثم أجاب) وماذا يفيدني قتلك ... أنا أريد لك أن تدفع ثمن كشف أمرنا غاليا أيها الشاب !!!
- أيها الحقير !!! لن تنجو بفعلتك ... لن تنجو!!!! سأسلمك للعدالة ولن أدعك تنجو بجرائمك أبدا !!!!
- افعل ماشئت أنت لن تعثر علي أبدا هههههههه
أقفل الخط بوجه هيوك بعد قهقهة شريرة ساخرة ... اعترى هيوك نار غاضبة وسط دموعه الملتهبة فصرخ بأعلى صوته ورمى الهاتف من يده أرضى بكل ما اوتي من قوة ، وكأنه يعاقب الهاتف على ماسمعه منذ قليل ... فجأة فتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب ، ركض إليه هيوك متلهفا : كيف حالها ؟ ، أهي بخير ؟ ، متى يمكنني رؤيتها ؟ ، متى ستصحو متى ستخرج من هنا ها ؟!
أمسك الطبيب كتف هيوك وحادثه بلهجة هادئة : إهدأ قليلا يابني أرجوك .... هدأ من أعصابك واسمعني جيدا ... أريدك أن تكون شابا قويا وأن تتفهم ما سأقوله لك جيدا .... كن عاقلا وتقبل كل مايواجهك بقوة ، أرجوك تماسك يا بني
نفض هيوك يد الطبيب من على كتفه ونظر له بعيون حادة كالصقر ممتلئة بالدموع وكلمه بلهجة غاضبة : لم تتفوه بكل هذه التفاهات ؟!! ، أخبرني فقط ما حالتها الصحية ودعني أراها .... أنا أعمل ممرضا وأعلم عن الطب الشيء الكثير لذا لا داعي لكل هذا الكلام .... فقط أخبرني ... كيف هي الآن ؟!!!!
ابتلع الطبيب لعابه وتنهد ثم قال : للأسف ... لقد فقدنا المريضة .... لقد فارقت الحياة ... بذلنا كل جهدنا في الداخل ولكن ...إصابتها كانت خطيرة جدا وفقدت الكثير من الدماء .... تماسك أرجوك ... أعلم أنه ليس بالخبر السهل ولكن....
قاطعه هيوك مبتعدا وهو يهز رأسه نافيا مايسمعه ... عادت سيول الدموع تنهمر من عينيه ، قدماه لم تعد تقويان على حمله فخر على ركبتيه أرضا وملامح الفراغ والدهشة تملأ وجهه الباكي ... وضع يداه على أذنيه وهو يهز رأسه يمينا وشمالا مغمض العينين : لا ..... لا .... هذا كذب .... هذا كذب .... أنا لم أفقدها .... هي لم تمت .... مازالت حية .... لا .... لا .... لن أصدق هذا الأمر أبدا ... أنتم تكذبون .. جميعكم تكذبون ........(علت شهقاته وازدادت حرقة بكاءه) .... بسببي ... كله بسببي ... أنا قتلتها ..... أنا السبب في موتها ..... ماتت بسببي ..... لو أنني أغلقت فمي اللعين لما حصل ماحصل .....كله بسببي .... أنا قتلتها أنا !!!!! (يخبط على صدره بحزن وأسى) .... أنا قتلتها ..... أنا .....لا ......لن أعيش بدونها ......ك.كيف سأعيش أصلا .... لقد ماتت بين يدي ......دماؤها كانت تغطيني .....صعدت روحها للسماء أمام عيني ...... لااااا ....... لا ...... هي لم تمت .... لم تمت ......
أنت تقرأ
تعويذة ماطرة لأجل الحب
Romance"حب طاهر باغتني بسهام العشق امطرني بلحظات عدة تملكني بمشاعر جياشة لملمني بدموع حارقة بعثرني لتعويذة ماطرة سلمني ودقائق خمس تجمعني بحبيبة قلبي تودعني وعشق ابدي يفارقني وبعدها القدر يكافؤني بغادتي ومحبوبتي تفاجؤني بظهورها الملائكي تأسرني بقبلة ممسكة ت...