البارت السادس

265 22 2
                                    

لقد كانت ليلة ماطرة .. جلست الفتاة فيها في غرفتها لتكمل بقية قصتها بدأت بالكتابة : مذكراتي العزيزة .. أتعلمين .. ذلك الجو في الخارج يشبه الجو الذي في جزء اليوم ...
~'~عودة إلى الماضي ~'~

لقد كان يوما مملا آخر في المدرسة .. كنت أحمد الله أن شيزوكا ما زالت مريضة و أن الأمر لم يزدد سوءا ...
بدلت ملابسي وجلست على السرير ابحث في التلفاز عن أي شيء أشاهده .. تركت القناة و ذهبت لأحضر كوب الماء من على المكتب حين سمعت مذيع نشرة الأخبار يقول : بدأ الجفاف ينتشر أكثر و أكثر .. بدأت انتاجيات المزارع من الحبوب تقل تدريجيا .. فقط المزارع التي حول النهر سوف تصمد .. أما المزارع الأخرى من المحتمل أن تنهار كليا بسبب هذا الجفاف المخيف ..لا أحد يعرف ما ستقبل عليه المملكة ...

سمعت هذا الخبر و بدأت أفكر : أليس هذا من اختصاصي ! لكن كيف أن أوصل الأمطار إلى هذه المزارع دون أن أعلم كيف و أين و متى يجب أن أقوم بذلك .. إن حدث شيء سوف أكون أنا الملامة الوحيدة !

نزلت إلى الحديقة وانا أفكر بكل تلك الأشياء و جلست انظر إلى السماء .. وأنا فكر ما الذي بمقدوري فعله ..
جاء تومويا بعد أن رآني في الحديقة و بدأ يناديني : أري .. أري ... أري
قلت له بعد أن استعدت تركيزي و انا افسح له المجال ليجلس بجانبي: نعم .. آسفة
تومويا : ما الذي يشغل بالك أري؟
أنا : انه الجفاف .. كل الأماكن في المملكة بدأت تصاب بالجفاف .. قد تنهار المملكة .. لا أحد يعلم .. كل شيء على عاتقي الآن .. لا أدري كيف يمكنني المساعدة !

تومويا: إلا يمكنك إنزال الأمطار عليهم؟
أنا : لا أعلم كيف أنزلها من على بعد تلك المسافة ! أنا حتى لا أعلم أين تقع هذه الأراضي
تومويا : أظن أنني أستطيع المساعدة
انا : حقا !
تومويا : انتظريني على سطح القصر .. سآتي بعد قليل
انا : حسنا
صعدت إلى السطح ولم تمر بضع دقائق حتى جاء تومويا و معه خريطة و بوصلة و كتاب أيضا ..
تومويا : الآن .. أريدك انت تسقطي المطر على الناحية الشمالية من الحديقة
انا : حسنا

وضعت يدي على قلبي بدأت أتذكر إحدى الأغنيات الحزينة مما جعل السحب تتكاثف شيئا فشيئا في الجهة الشمالية من الحديقة وكان المطر على وشك الهطول عندما أخبرني تومويا بأن أتوقف
انا : اذا ؟!
تومويا : أريد أمطارا في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة
فعلت ما فعلته في المرة السابقة لكن بدلا من أن تسقط الأمطار على ذلك الجزء من المدينة اسقطتها فوقنا

تومويا : ماذا تفعلين !
أنا : ماذا
تومويا : هذا ليس الجزء الجنوبي الشرقي .. هذا فوقنا تماما!
انا : آسفة .. لكنني لا أعرف كيفية تحديد الاتجاهات من هنا كما أنني لا أعرف كيف اتحكم في الطقس من مكان بعيد !
تومويا: حسنا .. هل تقدرين على تحديد الأماكن في تلك الخرائط؟
أنا : بالطبع
تومويا : هذا جيد .. من هذا المكان هل تستطيعين رؤية النهر ؟
أنا : نعم
تومويا: هذا ممتاز .. النهر دائما يتجه إلى الشمال .. حاولي إسقاط الأمطار من جديد في نفس تلك المنطقة !
حاولت من جديد لكن لم يفلح !
تومويا : ليس مجددا
انا : انا لا استطيع ذلك مهما فعلت ..
فتح تومويا الكتاب و بدأ في التقليب بين صفحاته و قال لي : حاولي مجددا مع الإشارة إلى تلك المنطقة بيديك
انا : حسنا
حاولت من جديد .. لكن الأمر لم يفلح مجددا
انا : لا استطيع.. انا يائسة
تومويا: حاولي مجددا لكن تخيلي الأمطار تطل في ذلك المكان
انا : حاضر
حاولت من جديد .. كاد الأمر ينجح
تومويا : هذا جيد .. من جديد
انا : حسنا
ظل تومويا يدربني إلى أن حل الليل و تعبت .. لكنني نجحت في النهاية

☆أميرة السماء ☆ sky princessحيث تعيش القصص. اكتشف الآن