Chapter 1.

122 2 0
                                    

- الجمعة 2013/12/6 -

استيقظت لاستوعب ما اراه ، اغمضت عيناي و فتحتهم بقوة .. لاعلم انني لست بمجرد كابوس مرعب ..

اصوات تآوهات من كل مكان .. الغرفة قذرة بكل معنى الكلمة .. ظلام .. مليئة بالدماء و اصوات الشهقات و البكاء..

صرخت بقوة لاشعر بلاصق يوضع على فمي

" أهلا ، اهلا بالجميلة " رأيت شخص يتقدم الي ثم يصب فوقي دلو ماء بارد لانتفض و يتقشعر جسدي ، يبدو ضخما نوعاً ما و ملامحه لم تكن واضحة بتاتاً بسبب الظلام الدامس ، بدأ جسدي يرتعش ، و دموعي تنهمر من الخوف الذي دب بي ، ثم ازال اللاصق

" لماذا انا هنا ماذا فعلت اخبرني " قال لاسمع قهقهته الغير جذابة بتاتاً و اشعر بأن جسدي ليس مني ، بكل ضربة يلقيها علي اشعر بأن روحي تخرج مني، و شهقاتي تزداد ، كل شيء يصبح اسود بالنسبة لي، كل شيء لكنه يمنعني بصب دلو ماء آخر علي لارتجف من البرد .

" امممم دعيني افكر .. نعم .. اوه .. لا سبب " قال بسخرية و سمعت خطوات تبتعد ، أرجعت رأسي الى الحائط بألم ، اعني من كان يتوقع ان يحصل هذا ، انا بمكان اجهله ، اجهل الاشخاص المتواجدة معهم ، فقط اعلم انني مختطفة.

" هذا باكر ، لتشعري بالألم " قالت فتاة بجانبي ، لكنتها ايرلندية مئة بالمئة و نبرتها عميقة و يائسة للغاية.

" ماذا تقصدين " قلت و انا لا ارى شيء بها غير شعرها الطويل لدرجة انه يسبح بدماء الارض ..

" انا هنا من شهران " قالت ببساطة

" كيف وصلتي لهنا؟ " قلت لتضحك بسخرية

" انا لا اعرف دندي جيداً ، اعني لقد بعثت برحلة عمل فأردت ان اتجول في شوارعها ، أصبحت امشي هنا و هناك الى ان تهت ، و ذهبت لشارع مقطوع قذر لا شبكة خليوية به ، و كان المكان هو هذا ، لكن اتعلمين ماذا؟ اصبح الضرب جزءاً من يومي! " قالت بهدوء و قهقهت بسخرية في الآخر ، انا متفاجئة حقاً تتكلم و كأنها تتحدث عن وصفة

" هذا مخيف " قلت

" اوه نعم ، ماذا عنك؟ كيف وصلتي لجحيمك؟ " قالت بسخرية ، تحب السخرية كثيراً هذه الفتاة.

" انا ......"

FLASH BACK

- الخميس/2013/12/5-

خرجت من الحفلة الغضب يتطاير من عيناي كالشرار ، ببساطة كنت في حفل مولد حبيبي و كان هناك شاب يغازلني و يتبعني و يحاول ان يرقص معي ، و هو لم يهتم للاسف، وضعت كفاي بجيوب معطف الفرو خاصتي البخار يخرج من فمي كالدخان، بالطبع اول ايام شهر ديسمبر.

الشارع لا يوجد به الا بعض الاشخاص الثملين يساندوهم اصدقائهم بالصعود الى سياراتهم، لا يوجد حافلات او سيارات اجرة الآن ، اتجهت لمحطة القطار القريبة من هنا ، القطارات خطرة أيضاً في هذا الوقت المتأخر بأسكتلندا ، لكن و ما باليد حيلة.

امشي و قلبي انقبض من شدة الخوف ، لا يوجد أحدا غيري و غير شخص يجلس على كراسي الانتظار يرتدي ملابس ثقيلة باللون الاحمر القاتم كلون الدم ، اخذت طريقي للعاملة مسرعتا لانها بدأت تغلق .

" لو سمحتي قطار المؤدي الى حي بيل كم يريد ليصل ؟" قلت و ابتسمت بتوتر لتخبرني بابتسامة بشوشة

" خمسة عشر دقيقة فقط " قالت فأومئت و جلست على كرسي الانتظار المواجه لكرسي الرجل، الذي يخيفني به انه يجلس كالميت مخفض رأسه و مكتف يديه ، تحركت بعدم راحة و سعلت لينظر لي و لكن ابدا كأني شبح هنا.

وصل القطار و أخيراً رفع رأسه و نظر لي لثانية ثم توجه نظره للقطار ليصعده بسرعة ، ترددت بالركوب لكنني ركبت بسرعة بما انه حلي الوحيد .

كان فارغ ، نعم فارغ ، لا يوجد به غير انا و الرجل و السائق الاصهب الذي لم يريحني أيضاً ، جسده مملوء بالوشوم ،جلست في المقعد الامامي مريحة رأسي على المقعد و قلبي يرتعش من الخوف ، هذا فقط مرعب بحق.

مرت ربع ساعة و مازلنا لم نصل الا يجب ان اصل بخمس دقائق فقط؟ القيت نظرة من النافذة لاتيقن ان هذا ليس طريق منزلي و الخوف يشتعل بداخلي نهضت لاقول للسائق و نفسي بدأ بالضيق

"انزلني هنا ارجوك" ثم شعرت بشيء يتغلغل داخلي و اطلق صرخة من اعماقي ، ثم لا شيء.

END OF THE FLASH BACK

" هذا مثير للاهتمام " بسخرية و اكملت بنفس النبرة

" اذا ما اسمك؟ يبدو اننا سنتكلم مع بعضنا كثيراً هذه الايام " فأجبتها

" ميكانزي ، ماذا عنك " سألتها، لكن اعتقد ان هذا ليس وقت التعارف صحيح؟

" باولا ، كنت اود ان اصافحك لكن تعلمين ما باليد حيلة " قالت بسخرية بالطبع فقهقهت قليلاً و قلت

" نعم انتي ايرلندية صحيح " قلت قاطع حديثنا رجل و لم يكن صوته نفس صوت الرجل ذاك

" بناء صداقات اذا " نبرته باردة للغاية ، انا اعنيها ، للغاية .

" الفطور " قال ثم شعرت بوضع صحنين امامي انا و باولا

" ما هذا و كيف سنأكل " قلت

" اكتشفي بنفسك " قال ثم وضع لاصق على فمي و على فم باولا و سمعت خطوات تبتعد ..

بحق اللعنة كيف سنأكل؟ حاولت دفع اللاصق بلساني و اسالة لعابي ليطرا و نجحت بهذا ، بحثت برأسي على الصحن ، نعم ف انا مربوطة الايدي و بالتأكيد لن ابحث عن الطعام بأرجلي، وجدته اكلت زيتونتان و قطعة خبز اعتقد بحجمهم ، بحثت بلساني عن المزيد لكن لا يوجد ، سأموت جوعاً حتماً .

" ستعتادي على هذا ، رجيم رائع " قالت باولا

" هل يوجد اشخاص غيرنا هنا؟ " قلت

" اوه اتقصدين في هذه الغرفة فقط؟ الكثيرون و اعتقد ان هناك غرف اخرى " قالت لاتنهد بعمق و اعلم ان هذه حقا ، هي بداية جحيمي.

Heavy Dirty Soul | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن