المرة الأولى.

593 27 6
                                    

رنّ هاتفك لتخرجي نفسكِ من أسفل الغطاء لتري 
رقمٌ غريب يتصل بكِ جلستي على السرير بإعتدال
وأجبتي على المكالمة"مرحباً" كان الطرف الآخر يتكلمُ بالإنجليزية لكنكِ تفهميها جيداً "مرحباً هل انتي الطالبة إليزابيث من ثانوية هيلتون؟"
"نعم انها انا مالمُشكلة؟".."اوه لاتوجد مشكلة لكنك قدمتي على بعثةٌ إلى جامعة آيڤي في سيؤول لهذا انا اتصل لأخبركِ انك قبلتي في الجامعة" اخبركِ
بالمعلومات والشروط وقبلتي بها وعندما اغلقتي الهاتف رميتيه واصبحتي تصرخين بأعلى صوت
حتى أتت والدتكِ ومعها المكنسة ظناً بأن هنالك لص ما وركضتي بإتجاهها واصبحتي تقفزين وتقبلينها
"مالذي يحصل؟هل هنالك لص أم فأر؟ لماذا تقفزين هكذا؟".."أمي من فضلكِ اقرصيني"
"ماذا يحصل لماذا؟".."لقد قبلت في الجامعة التي كرستُ حياتي الثانويةُ لأجلها"صرخت والدتكِ بسعادة وحضنتكِ ودمعت عيناها"عزيزتي التي تعبت كثيراً في الثانوية الآن تنالُ ماتستحق ان والدتكِ حقاً فخورةٌ بكِ حقاً الان اشعر بالراحة لانكِ تتلقين ما تستحقينه"اصبحتَ تمسحُ بلطفٍ على رأسك وخرجت لكي تعد الطعام.
كان هذا اخر اسبوع تقضينهُ مع عائلتك..مرت الايام سريعاً فكان يتوجب عليكِ السفر مبكراً لكي تبحثين عن شقةٍ مناسبة وقريبة للجامعة وتبدأي عامكِ الجامعي الجديد هناك.
عندما وصلتي المطار ودعتي اختكِ الصغيرة واخاكِ ووالدك وعندما اردتي توديع والدتكِ قالت"الا تريدين ان نذهب معك حتى تجدي مسكناً مريحاً؟"كان القلقُ يعلوها"امسكتِ يديها"سوف ينتظرني هنالك شخص من الجامعة حتى يدُلني على كل شيء ولن يتركني حتى اجد المسكن الملائم حقاً امي سأكون بخير"نظرتي الى اخوتك"يا إياكم وإزعاج امي وابي لو علمت بذلك فقط؟اعتبرا نفسكما في عداد الموتى هل تفهمون!!" "اوه حسناً لن نفعل شيئاً"
"اعتنوا بنفسكم جيداً الى اللقاء"لوحتي لهم وصعدتي الطائرة وكنتِ متوترة للغاية لانها اول مرة تركبين طائرة وكان بجانبكِ رجل لم تستطيعي ان تري ملامحهُ جيداً لانه كان يخفيها بالقناع وشعره المسدولِ على وجههِ  وجميع مايرتديه باللون الأسود قال لكِ
"من الواضح جداً انها اول مرةٍ لك هنا لذلك لاتفكري بشيء وخذي نفساً عميقاً واستمعي الى موسيقى مريحه وسوف تنسين ذلك" كنتي خائفة لانه شخصٌ غريب لكن لسببٍ ما شعرتي براحة بسبب نبرتُ صوتهِ المُطمئنة"اوه حسناً سوف أفعل ذلك..شكراً لك".
وضعتي سماعات واصبحتي تستمعين الى اغنيتكِ المفضلة وسلبكِ النُعاس فغفيتي من دونِ ان تشعري بذلك حتى استيقظتي على صوتِ المضيفة وهي تحركُ كتفكِ "عذراً!استيقظي من فضلكِ لقد وصلنا"
استيقظتي واعتذرتي وخرجتي من الطائرة لاتعرفين
الى اين وماذا ستفعلين حتى رأيتي شخص يحمل لوحةً عليها اسمكِ فتوجهتي اليه.."مرحباً انا إليزابيث"..اوه اهـلاً بكِ هل تريدين الاكلُ أولاً ام البحث عن شقة؟".."افضل ان نبدأ بالشقة وبعدها الاكل" مرت ساعة من بحثكم المتواصل حتى وجدتي الشقة المناسبة فهي تبعد عن الجامعة عشرون دقيقة فقط ويوجد سوبر ماركت ومكتبةٌ على بُعد شارعين.
لم تأكلي شيئا بسبب العمل في ترتيب الشقة وغلبكِ النعاس ولم تستيقظي الا الساعة الثامنة والنصف صباحاً

كيف امكنكِ فعل ذلك؟.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن