الرحلة 119

96 14 11
                                    

أخذ تذكرة للتوجه من العاصمة الى مدينة وهران ثم التحق با الرصيف المخصص للرحلة ....... وكان المكان مزدحم بحكم انها عطلة الأسبوع و جميعهم متوجه الى مضجعه ... فأنتبه لزاوية و كان بها عدة مقاعد للإنتظار... توجه هناك فجلس و اخذ جريدة يومية و بدأ يقلب االصفحة تلو الأخرة يرمي العناوين بقرائة سريعة هذا فذالك فا الأخر ... حتى أخر صفحة .. يرفع رأسه نحو ساعة كانت على واجهة الجدار المقابل ... لم يحن بعد موعد الرحلة فيأخذ سجارة و قداحة و يبدأ بممارسة هواية التدخين ... حتى اوشكت العلبة على الانتهاء... يحدق تارة لليمين و تارة للشمال .. .. يتأملى في الأشخاص من حين لأخر حتى حان موعد الرحلة ... و اذ به ينادون في الناس .. )سيداتي سادتي على المتوجهين الى مدينة وهران التقدم الى الرصيف بهدوء و الإلتزام با المقاعد المخصصة لكم .. شكرا ( ... و اذ بهم يتقدمون في زحمة و فوضى خانقة الكل يتدافع على أبواب القطار ... . فألتحق با المكان المدون على التذكرة و كان 119 فجلس ... ولم يلبث الى قليلا حتى اتى شاب في ريعان شبابه فجلس أمامه فألقى التحية و التزم الصمت .... فأنطلق القطار .....فنظر الشخص الى الشاب و كان وسيم حسن المظهر انهكه التعب... فبدأ الحديث...
با المناسبة ا أنت متوجه الى مدينة وهران!
فنظر اليه الشاب ضاحكا... با الطبع فهذا القطار له وجهة واحدة فقط...
فشعر با الخجل .. ثم أكمل كلامه ضاحكا هه نعم فرد الشاب و انت لماذا تتجه لوهران ...
لالا انا عادتا ما أذهب فلدي بعض الأعمال يجب عليا انهائها ...
و بلهجة عامية )ربي يعاونك( ....
و انت !!؟
نعم انا معتاد لزيارة وهران لأتلوى الفاتحة على قبر أبي ....بكلمات حزينة متثاقلة ..
فرد مسرعا اللهم ارحم جميع المسلمين لا تحزن فهذه سنة الله في عباده....
فقال ..لقد توفي في سن مبكر فلم يبلغ حتى الأربعين..... لقد مضت خمسة سنوات كاملة .... ولازال في ذاكرتي ...لقد كان شخص طيب ... مخلص ... و بدأ يذرف الدموع .... و أكمل قوله تمنيت ان امضي وقت كثير بجانبه ... نعم كان شغله الشاغل ان يرى الابتسامة على وجه امي .... فقال له ... كيف توفي اباك فأبتسم... لقد سقط في ميدان الشرف لقد مات دفاعا عن وطنه ..... كان جندي في سبيل الله يا صحبي......اعتاد ان يأتي الى العاصمة في نهاية الأسبوع لزيارتنا .... و ها انا ارد له الدين .......
قال .. و امك ...
امي... لم تفارق زيه العسكري منذ استشهاده لقد احترق قلبها على فراقه ...
فنظر الأخر الى زجاج النافذة و قال... اما الرجال فيسقطون في ميدان الشرف ... تاركين اهلهم
... اما الجبناء فيمتون في فراش دافئ..... لا تحزن يا صحبي فأباك سيخلده التاريخ و ترك زوجة صالحة و ابنى يدعو له با الرحمة و اظن انا هذا هو الفوز العظيم .... فعانقه و الدموع في عينيه .. و الله انه لقاء بألف معنى.... و افترقا الرجلان ...

🎉 لقد انتهيت من قراءة الرحلة "قصة قصيرة" 🎉
الرحلة "قصة قصيرة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن