البارت الثاني

454 44 16
                                    

باءت مخططاته بالفشل ، بعد أن كانت أمام عينيه وفي متناول يديه .. فقدها ... كيف سيجدها الآن ، هو لايعرف عنوان منزلها ، لايعرف مكان عمل كيبوم .. هو لا يعرف طبيعة عمله حتى ، أحس بنفسه يفقد آخر أمل بتأكيد شكوكه تجاهها .. أخر أمل يمكنه من معرفة حقيقتها ... سومي أم هيورين ؟!!....
هذا ما كان يفكر به .....خرج بعدها من مكتبه وأراد التوجه إلى مكتب كيرا ، و عندما وصل وجدها تهم بالذهاب لمكان ما ....
ييسونغ : إلى أين أنت ذاهبة ؟ ، كنت أريد التحدث معك بأمر ما !
كيرا بارتباك واضح : اوه ... حقا .... أنا ....أنا ... أريد الذهاب لمكان ماقليلا وبعدها سأعود إلى هنا ..لن أتأخر
ييسونغ : حسنا .... هل سمعتي ماذا حدث ؟
كيرا : ماذا حدث ؟!!!
ييسونغ : مدير المركز الضابط المسؤول قام بإخلاء سبيل كيبوم وزوجته
كيرا : وما الغريب في الأمر
ييسونغ : أنت أيضا !!
كيرا : لا تعقد الأمور يا ييسونغ ، الرجل لا علاقة له فعلا بأولئك اللصوص وكاميرات مراقبة الطرقات أثبتت برائتهم لذلك لا داعي لاحتجازهم عندنا بدون سبب
هز رأسه متصنعا تصديقها : ممممم حسنا ... فلتذهبي الآن لا أريد أن أعطلك
كيرا : لاعليك ... أراك لاحقا ، إلى اللقاء
ييسونغ : إلى اللقاء ...
سارت أمامه مبتعدة ، وهو يتفحصها بعينيه الضيقتين ...لقد شك بأمرها ، ارتباكها أثار فضوله ، إنها تكذب ... إلى أين سوف تذهب ولم ترد منه أن يعلم ، قطع شكوكه عنها ، وتوجه إلى سيارته ولحق بها ....

وصلت كيرا إلى ذلك الشارع الشعبي ، ركنت سيارتها بالقرب من تلك المكتبة وترجلت منها لتتوجه بخطاها الواثقة و وجهها الباسم وتدخل إليها ... جالت بعينيها المكان إلى أن وقعت عينيها عليه وهو يعيد ترتيب بعض الكتب المتناثرة ، لقد تراكم عمله قليلا في الفترة التي قضاها في مركز التحقيق ... أن يكون الإنسان أمين مكتبة ، هذا العمل يتطلب منه متابعة تنظيم الكتب وترتيبها وتنسيقها بشكل دائم ، وانقطاعه عن متابعتها ولو لفترة قصيرة قد يلخبط الأمور وتعم الفوضى فيها ........ فاجأته بصوتها ...
كيرا : مرحبا كيبوم ..
كيبوم : كيرا !!!! .... أنت هنا !!!
كيرا ابتسمت باستغراب : أهذا هو ترحيبك بي ؟
كيبوم : اوه .. أنا آسف .. لم أقصد ، أهلا بك .. ولكن ما الذي تفعلينه هنا ؟ ..... هل ..... ارتكبت شيئا خاطئا لم انتبه له ؟
ضحكت كيرا ساخرة ثم قالت : ولم تظن أني هنا في مهمة لإلقاء القبض عليك مثلا !!!
كيبوم : آسف ... ولكنني أظن أن المحققين لا يقتنعون بسهولة ببرائة المتهم !!
كيرا : إهدأ ... أنا هنا في زيارة عادية ............. كجارة قديمة ... هل نسيت ؟
ابتسم كيبوم بارتياح وأجاب : إذا كان الأمر هكذا ، لابأس إذا ... هل أحضر لك فنجانا من القهوة ؟
كيرا : أجل .... لا مانع لدي
احضر لها القهوة وجلسا يتسامران معا بعد طول انقطاع عن بعضهما بسبب ظروف الحياة ....
كيرا : أهكذا تمضي عليك الأيام ولا تتذكر أن لك جارة قضيت معها كل طفولتك لتسأل عنها في الكبر ؟
كيبوم : أعلم أنني ملام ، الذنب يقع علي ، أنا آسف ... ولكن .. تعلمين ، منذ انتقلنا من حيكم إلى حي آخر تتالت الأحداث والأمور علينا ، واضطررت أن أسكن بعيدا عن أهلي ووجدت عملا يناسبني .كما ترين ...أمين مكتبة ، تعلمين كم أعشق الكتب ...ثم ............(صمت بعدها قليلا ليجيب) ... تزوجت ....
ابتلعت كيرا غصتها : أجل .. لاحظت هذا (لطالما كانت معجبة به منذ الطفولة ولكنها عند ذكر زواجه حاولت تصنع اللامبالاة) .... لديك زوجة جميلة بالمناسبة !
كيبوم : اوه شكرا لك ...
كان الصمت سيد الموقف لعدة لحظات ، والعيون حائرة عن الكلام ... إلى أن كسرت حاجز الصمت وتابعت ...
كيرا : كنت أريد أن أعتذر عن زميلي في العمل وعن تصرفاته الغير مدروسة معكم ..
كيبوم : اوه ... ذلك المحقق ، ييسونغ على ما اعتقد ... صحيح ؟
كيرا : هذا صحيح
كيبوم : بكل الأحوال لم أعلم لم هو هكذا ، نحن فعلا لم نرتكب أي خطأ كان ليتصرف معنا بتلك الحدة...خاصة مع هيورين زوجتي ، لقد كان عصبيا وقاسيا وعنيفا .... نحن لسنا مجرمين ليعاملنا بتلك الطريقة !!
احنت رأسها كيرا وابتسمت بحزن : هو لم يكن هكذا ...اعذره .... لهذا أتيت اعتذر لك نيابة عنه ....لقد مر بظروف قاسية جعلت منه هكذا
كيبوم : ماذا تقصدين ؟ ، ما الذي حصل معه ؟
ضحكت كيرا بألم وقالت : هل أنت مستعد لتسمع قصته ؟.. هل تريد هذا فعلا ؟!!!
كيبوم بابتسام : لا مانع لدي ....... كلي آذان صاغية ..

قمري الضائع (ييسونغ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن