اللانهاية

279 28 157
                                    

صديقتي .. سأبحث عنك ، و إن لم أجدك :

سأجوب البراري و الأدغال بحثا عن كهف يحضن وحدتي من دونك

سأقطع ألاف البحار لأصل لغصن شجرة تعوضك و تمسح غيث أقداحي

سأضيع في مدن الدمار الكئيب علني أجد لك أثرا حتى و لو خطا على جدار مندثر.

سأحلق عاليا ، لأسد جوع قلبي من ثمار الغيم الرمادي .

حرب بيني و بين لقياك ، لم تكن يوما بمجرد حرب ، لم تكن يوما تعبيرا مزاجيا ، لم تكن و لن تكون مجرد صراحة أطلقتها كي لا أختنق.

الحياة ٱحتراق ، أجل إنها كذلك

تمنيت الموت عله يطفئ حرقتي

عله يمحي ذكراك الخالدة

حرب كنت فيها للخصم و الحكم و لكن فشل قرار الحكم بنهاية الدمار.

ربطت بعنقك سلامي النفسي

آمنت انه سيأتيني يوما ، و لو للحظات ، آمنت بذلك ، إنتظرته ، أعطيته ثقة عمياء.

لكن السلام لم يأتي و أنت لم تأتي .

قليل ممن أثق بهم أخبروني أن أبحث عنك و عنه .

كنت صغيرة حينها ، كنت أجوب الشوارع ليلا بحثا عنكما ، كنت أعلم أنكما تتجاوران.

كنت أعلم أنكما لا تفترقان .

أتذكر ليلة سهرتها على سطح المنزل ، أترقب مجيئك ، ليلتها خطرت ببالي مقولتك :

" أشعري صغيرتي ، فقط أشعري ، ستجدينني بإحساسك ، سنلتقي بالأفكار "

ليلتها ، رأيت الله ، شعرت بوجوده قربي أكثر من ذي قبل ، رأيته بقلبي الطاهر المشوه بسموم الدنيا .

كنت سعيدة حين رأيته ، سعيدة لدرجة أني كنت أقف على أطراف أقدامي الحافية ، إرادة في الوصول إليه ، إرادة في لمس السماء.

كنت ضعيفة لكنه زادني قوة

كنت وحيدة دونك ، لكني تعلمت أن أكون رفيقة لنفسي.

كنت طفلة مؤدبة ، خالطت من أصحاب السوء بعدك مالا يحتسب ، لكني لم أتغير .

كنت دائما أتشبث بكلامك و خاصة حين تقولين :

" لا تتغيري ، لا تفكري فلسفيا لحد الجنون ، بل أشعري فقط أشعري ، ستجدين نفسك في صميم المنطق و الصواب. "

علمتني أهم درس تلقيته ، و كنت دائما تكررين :

" السماء بعيدة و لكن الله قريب ، هو قريب لدرجة أنك لا ترينه ، لا تلمحين ظله بل فقط تشعرين بوجوده. "

و هذا ما كنت أفعله ، أتردد إلى الله كلما ٱشتقت إليك.

و كما كنت ترددين دائما :

" الأدب ، لم يكن لديني دور في تربيتي ، فالرب موجود و الإنسانية مزروعة داخلي ، جانبي الإنساني كان دائما ما يحثني على الأفضل ، جانبي الإنساني لم يجعل مني مجرد عبدة تتبع دينا معينا ، لا ، بل جعل مني إنسانة بفطرتها تتبع الرب.

إن الإنسانية يا صغيرتي ، يصحبها الخير

إن الإنسانية -يا صديقتي- في حد ذاتها دين يقودك لعبادة رب واحد ."

مازلت أعيش على أراضي الحزن في غيابك

حيث الثلوج لا تذوب أمام ٱشتعال القلوب البائسة ، و إنما تذوب تحت شمس الفرح الحارقة لتخلف وراء ٱنصهارها مياها جارفة تغرقنا .

لا أعلم إن كانت ذكراك تلاحقني أم أنني كدت أنسى ...

لكن ما أعلمه أنك تبقين - و بعد رحيلك - هبة من السماء ، جعلتني أفكر فيك أضعافا ، و أشعر بك أضعافا و الأهم ، أن أفكارك رغم عدوانيتها ، جعلتني إنسانة ترى الرب.

إنسانة ترى الرب بقلبها ...

فشكرا لكل راحل لم يود الرحيل
و شكرا لكل رائد للرحيل و لم يرحل
و شكرا لذاكرة مزدحة بك و بإنسانيتك ...

عظيمة يا أنت و ستبقين عظيمة كما عهدتك.

لا تتأخري في زيارتي

لا تجعلي للدرب الطويل نهاية

سنلقي يوما على رمال الغيوم

سنلتقي ...

* اللانهاية *

* اللانهاية *

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أهلا !

هذه ثاني قصة قصيرة أكتبها و أنشرها في هذا الشهر .

* العنوان

* الغلاف

* الوصف

* الأسلوب ...

* كلمة لي

* إنطباع حول "عواء روح" .

🎉 لقد انتهيت من قراءة عواء روح 🎉
عواء روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن