Part:9

10.5K 306 18
                                    

الجزء التاسع

يا ألهي لما افكر الان هكذا ..
فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا ..
اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. - سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب ..
اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج ..
سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا ..
اخذت بعد هذا نفسا عميقا ونفضت كل الافكار من رأسها .. اتجهت نحو دولاب ملابسها وبدأت تختار ماذا سترتدي
للخروج مع والدتها .. اختارت قميصاَ ابيضا ذو اكمام طويله .. ومعه بنطال اسود .. سرحت شعرها وتركته بدون ان
ترفعه ووضعت بعض احمر الشفاه على شفاهها .. بدت جميله ببساطتها و هدوء ملامحها .. ابتسمت لنفسها بالمرأه ..
لقد احست بالراحه بعد حوارها مع كلارا .. لم تكن تتصور ان هذا ممكن ان يحدث .. ان تشعر بالراحه عندما تتحدث
مع غريمتها .. ولكن هذا ما حدث .. وضعت هاتفها في حقيبتها وحملتها .. عندما خرجت ارتدت حذائها ومعطفها
ولفت شالا ابيض حول رقبتها وخرجت لتنتظر والدتها في الخارج ..
كان الجو لطيف .. لقد بدأ فصل الشتاء .. والاشجار كانت عاريه تماما من الاوراق .. الارض ملونه من اوراق الشجر المتساقطه
ولم يحن بعد وقت هطول الثلج .. نظرت لحديقة القصر .. فكرت انها سوف تبدو رائعه عندما تثلج ..
ولاكنها لن تراها في ذلك الوقت .. عندما ينتقلون من هنا لا تريد العوده ابدا .. حتى للزياره لن تأتي ..
سارت قليلا في ارجاء الحديقه وهي تتمتع بمنظرها الخلاب .. كانت الارض رطبه بعض الشيء والجو دافئ ..
اخذت نفسا عميقا وهي تنظر للسماء .. تتذكر اول يوم دخلت فيه هذا القصر ..
لقد كان يوما مشؤما للغايه .. ولاكن عندما تتذكر الايام اللتي قضتها هنا تشعر بانها لم تكن بذلك السوء ..
لقد حدثت لها اشياء جميله ايضا هنا .. وكانت هناك لحضات جميله مرت عليها ..
حتى مع ادوارد و ذكرياتها معه هنا .. سوف تتذكرها دائما وابداً ..
_ هل ما أراه حقيقه .. لابد اني احلم ..
جائها صوته من الخلف ففزعت واستدارت لترى من هناك .. ابتسمت حالا عندما رأت آمون يسير نحوها ..
_ كلوديا هنا .. ما هذي المفاجأ ..
_ انا هنا منذ البارحه .. اين كنت انت ..؟
_ اااه .. منذ البارحه .. لم يخبرني احد .. لقد كان لدي بعض الاعمال ..
اخذ نفسا بعد هذا وقال - كيف حالك .. لقد كان الجو كئيبا جدا هنا عندما كنتي غائبه ..
_ حقا ..
بدت سعيده بكلامه فأكملت متصنعه الغرور - ولكن هل تعرف ..؟ هذ امر متوقع .. لانه لا يوجد احد يبعث السرور في النفس في هذا القصر
تعالت ضحكة آمون .. - ان هذا تجريح لا اقبل به
_ هههههههههههههه .. ارجو عفوك سيدي ..
_ لماذا انتي في الخارج اذن ..؟ الجو بارد ..
_ الجو ليس باردا بتاتا .. وانا هنا لأني انتظر امي .. سوف نخرج للسوق وهي الان تتحدث مع السيده كاميليا .. تأخرت جدا ..
_ لما لا تدخلين اذن .. تعالي لنرى اين هي الان ..
_ لا ..
ارتبكت قليلا .. لم تكن تريد الدخول .. لا تعرف بعد ان كان ادوارد وكلارا قد ذهبا ام لا ..
_ سأنتظرها هنا .. هذا افضل .. فالجو جميل جدا اليوم ..
_ ماذا هناك ..؟ ما بك لما انتي مرتبكه ..؟
_ لست كذلك .. ولكن حقا الجو جميل ..
_ حسنا تعالي لنجلس هنا ..
اشار على الكراسي حول الطاوله الموجودات في الحديقه فأتجهوا نحوها ..
_ كيف هي الامور الان ..؟
_ ايتِ امور .؟
_ انتي .. والدتك ..؟
_حسنا .. بخير .. سوف ننتقل من هنا بعد اسبوع .. اشعر بالراحه لهذا .. اعتقد ان كل شيء سوف يعود كما كان ..
بدت مرتاحه جدا وهي تقول هذا .. .. لقد نسيت كليا انه آمون ..
بدى الوضع محرج .. يبدو وكأنها تقصد ان العيش في هذا المكان يزعجها حقا ..
حاولت تصحيح الوضع - اقصد ان العيش مع عائله اخرى مربك بعض الشيء ..
قال آمون بأبتسامه - افهم .. اعتقد ان هذا صحيح .. خصوصا انك كما يبدو لي لست معتاده على هذي الاجواء
ابتسمت له .. مما فهمته انه يقصد اجواء الاغنياء والطبقه الراقيه ..
_ حسنا .. هذا صحيح ..
_ تستعملين كلمة (حسنا) كثيرا .. هل انتي متوتره ..؟
_ اه .. لا ابدا ..
_ لقد سمعت انك التقيتي بوالدك ..
_ اه .. نعم .. هذا صحيح
_ حسنا .. اكملي
لم تعرف ما تقول .. لقد كان ينظر مباشره الى عينيها .. انزلت رأسها للاسفل
وبدت تتحدث بهمس - لا اعرف .. لا اشعر بشيء .. بالاحرى لم اصدق المسأله بعد .. يبدو الامر غريب
اليس كذلك ..
_ بالطبع . اعتقد انه مضى وقت طويل على غيابه .. لم تعتادي على وجوده وهذا امر طبيعي .. ولكن يجب ان تقتنعي بفكرة وجوده الان
_ ولكن امي لا تريد ان تلتقي به حتى .. هي لا تريد ان تتحدث عنه اصلا فلما افعل انا
_ لانه والدك .. هناك مشاكل بينه وبين امك ولكن انتي مختلفه
_ لست مختلفه .. انا وامي لدينا معه نفس المشاكل
_ هل يجب ان تعترضي على كل شيء كلوديا ..
قال هذا بنفاد صبر .. - اسمعي .. يجب ان تفكري قليلا في مسألة ابيك .. يجب على الاقل ان تلتقي به مجددا
_ آمون هو لم يحاول ان يراني او ان يسأل عني مذ ولدت لما افعل انا هذا ..؟
_ لهذا السبب يجب عليك مقابلته .. على الاقل لمعرفت اسبابه ..
_ حسنا ..
قالت هذا دون اقتناع فرمقها بتعب وهو يتنهد - انتي صعبه جدا
ضحكت عليه ووقفت - سوف ادخل لأرى امي .. اعتقد انها نسيت موعدنا تماما
_ احاديث النساء .. عندما تبدء لا تنتهي
_ اوافقك الرأي تماما
ضحكا كليهما ودخلا للقصر .. كان آمون يشعر بشعور غريب تجاه كلوديا .. يشعر
بالمسؤليه .. يشعر بشعور دافئ عندما يراها تبتسم .. تذكره بطفولته ..
بالبرائه اللتي كان يعرفها قبل ان تتغير حياته كلها بعد دخوله عالم الشهره ..
انها تبدو غريبه على كل ما يحدث هنا .. ابتسم واستدار لها ليقول فجأ - كلوديا .. انا سعيد بلقائي اياك ..
_ اه ..؟
ابتسم لها بينما تفاجأت هي بكلامه .. ولكنها ابتسمت بعد هذا له وهي تستدير لتصافحه - انا ايضا سعيده جدا بلقائي بك .
_ هذا جيد .. لو انك لم تقولي هذا لكنت سأجن
_ ههههههههه
عندما دخلنا للقصر سمعت صوت امي والسيده كاميليا يتحدثان عند اقترابنا من غرفة الضيوف .. استأذن آمون
ليذهب لغرفته بينما طرقت انا الباب عليهم .. سمعت صوت السيده كاميليا تطلب مني الدخول فدخلت وانا اضع على
وجهي ابتسامه مشرقه .. عندما رأتني ابتسمت و رحبت بي - ااه عزيزتي .. لقد اشتفت الى هذي الابتسامه ..
اخجلني كلامهما ولكني القيت عليها التحيه و جلست معهم قليلا .. لم استطع ان اقول لأمي عن انها تأخرت ..
اعتقد ان الوضع كان سيبدو وقحا جدا .. ولكن حمدا لله ان كاميليا قامت بهذي المهمه عوضا عني ..
فلقد قالت لأمي بخجل - لقد اخرتك عن موعدك مع كلوديا .. سوف تتأخرين روزا ..
_ لا عليك .. لم نتأخر .. حسنا سوف نكمل عندما اعود ولكن انتي اطمئني سوف تكون الحفله على خير ما يرام ..
لا تقلقي نفسك بها كثيرا ..
ابتسمت كاميليا لامي وتنهدت .. يبدو انهم كانو يتحدثون عن تجهيزات الحفل ..
وقفت امي لتخرج فوقفت معها .. ودعنا السيده كاميليا وخرجنا لتبدأ كلوديا تأنيبها لأمها - امي هل هذي هي الدقائق اللتي
سوف تجلسينها مع كاميليا .. كنتي تستطيعين ان تخبريني انك سوف تقضين النهار معها ..
ضحكت روزا على ابنتها - اهدئي .. لقد اخذنا الحديث وكانت قلقه بشأن الحفله و اخذت رأي ببعض الاشياء ما مشكلتك
ايتها الصغيره ..
_ حسنا .. سوف اذهب لأرى ميا .. عندما تنتهين من ارتداء ملابسك وتجهزين اتصلي بي ..
_ حسنا .. كما تشائين .. اخبري ميا تحياتي ايضا
هزت كلوديا رأسها لوالدتها وذهبت للمطبخ لترى ان كانت ميا هناك ...
في طريقها للمطبخ مرت بمكتب ادوارد في المنزل .. سمعت صوت كلارا وهي تتحدث بطفوليه معه
_ ادوارد ارجوك هيا .. لقد تعبت وانا انتظر .. الا يمكنك ان تكمل اعمالك عندما نعود ..
سمعت تنهيدته ويبدو انه رمى بالورق على المكتب .. - الم تعودي تستطيعي الصبر قليلا .. لقد قلت لكِ لدي عمل مستعجل ..
_ ولكنك قلت لي اننا سوف نذهب اليوم .. لقد وعدتني اننا سنذهب في الاسبوع الماضي و كل يوم كان يأتي لك عمل جديد ..
وبالبطع انت لا تستطيع ان تبديني على عملك ..
انتفضت كلوديا من صوته وابتعدت عن الباب بسرعه عندما سمعته يقول بحده - لا تصرخي .. انتظريني في الخارج سوف آتي بعد قليل ..
ابتعدت بسرعه عن الردهه كي لا تراها كلارا عندما تخرج .. كانت تشعر بالأسى على كلارا من تصرفات ادوارد معها ..
لقد بدى صوته مرعب جدا .. لو كانت هي بمكان كلاارا لما بقيت واقفه هناك لدقيقه ..
اتجهت بدون توقف نحو المطبخ وهي تخاف ان يشعرو بوجودها .. عندما دخلت بسرعه واغلقت الباب خلفها سمعت صوت الخادمه العجوز .. - لما صفقتي الباب بهذي القوه .. هل تريدين ان تذهبي بسمعي للجحيم
فزعت عندما رأتها في البدايه ولكنها انحنت بسرعه بعد هذا لتعتذر - انا اسفه .. حقا اسفه لم اكن اقصد
كانت كلوديا تبدو خائفا منها بينما ميا كانت تقف خلف العجوز تضحك بصوت مكتوب على صديقتها ..
خرجت العجوز بعد هذا من المطبخ وهي تثرثر على كلوديا وكيف ان الشباب هذي الايام لا يحترمون ابد
احد ..
_ يبدو انك اغضبتها .. لقد بدوتي مضحكه جدا وانتي تعتذرين ..
كانت تكتم ضحكتها حتى لم تستطع الكتمان اكثر فأنهارت ضاحكه على صديقتها ..
_ هذا ذنبي انني اشتقت لك وجأت لأراكِ ايتها المعتوهه ..
_ ههههههه . حسنا حسنا .. ا نا ايضا اشتقت لك ..
بدأت ميا تأخذ نفسا عميقا لكي تنتهي من الضحك .. اقتربت بعد هذا من كلوديا واحتضنتها ..
_ لقد كان البيت كئيب بغيابك .. كيف حالك ..؟
_ اعتقد انني سوف اصبح مغروره .. الكل يقول لي ان المنزل كئيب بغيابي
_ صدقيني مجاملات .. الا تعرفين المجامله ..
ضحكتا مع بعض و اتجهتا نحو المقاعد لكي يجلسا ..
بدأت ميا بالحديث - حسنا .. اخبريني ماذا فعلتي عندما هربتي من المنزل ..هل تعرفين .. لم اتخيل انك سوف تقومين بهذا في يوم من الايام .. تهربين ..؟
بدت ميا مستغربه وهي تتحدث فقالت كلوديا لها بانفعال - اسمعي .. ايتها الحمقاء انا لم اهرب ذهبة فقط لبيت صديقتي
_ حسنا .. حسنا .. اعرف هذا ولكن مع هذا .. الامهم الان كيف هي الاحوال بينك وبين امك ..؟
قالت كلوديا ببعض من الحزن .. - لقد عادت كما كانت .. هي قررت عدم الزواج ..
_ قررت .؟ ام من اجلك ..؟
_ هل هناك خطأ ان كانت قد غيرت رأيها من اجلي .؟
وقفت كلوديا بسرعه وهي تصرخ .. فنظرت لها ميا مستغربه .. - كلوديا ما بك ..؟
_ الكل ينظر لي وكأنني فعلت شيئا بشعا برفضي لزواج امي .. لماذا .. هل يجب علي ان اتركها تتزوج
وتنساني .. حتى ان لم تنساني لن تكون امي كما هي الان .. سوف تهتم بزوجها وتتركني ..
سوف ابدو وكأنني اعيش عائق بينهم .. هل تفهمين ماذا يعني ان يتخلى عنك اخر شخص لك في الحياة
الشخص الوحيد اللذي تملكينه ..
وقفت ميا بسرعه وامسكت بكلوديا وهي تهدئها - كلوديا توقفي .. ارجوكِ كفى ..
بدت كلوديا بالتوقف تدريجيا وبدأت تتنفس بعمق وهي تحاول استرداد انفاسها بصعوبه ..
_ اسفه .. لقد ذهبتي بعيدا جدا .. لم يكن هذا ما اردت قوله .. اسفه حقا ..
نظرت لها كلوديا بخجل .. عرفت انها افرغت شحنت الغضب كلها على ميا ..
ابتسمت لها بعد هذا وقالت - انا اسفه .. لقد فجرتني بسؤالك
_ لم اعرف كيف اطفأك .
استغربت كلوديا من جملة ميا اولا ولاكنها انفجرت ضاحكه بعد هذا عندما فهمتها ...
_ كان يجب ان تضربيني كي انطفئ ..
_ لم اجرؤ .. اخاف ان تقتليني وانتي في أوج حماسك
ضحكتا كلاهما وحينها رن هاتف كلوديا وانطفئ فعرفت ان والدتها قد انتهت من تحضير نفسها للخروج ..
_ حسنا ميا .. يجب علي ان اذهب امي تنتظرني
بدت ميا مستائه - لقد كنت اريد ان امضي معك وقت اطول .. حسنا اراكِ فيما بعد
ابتسمت كلوديا لها واستدارت لتخرج .. ولكنها توقفت فجأ و نادت - ميا ..
_ ماذا هناك ..؟
_ لما لا تأتين معنا للسوق ..؟ سوف نتسلى كثيرا
ابتسمت ميا لها بتعاسه - ااه لو ان الامر سهل كما هو لك .. لدي اعمال كثيره يجب ان انجزها ..
وخصوصا ان الحفله سوف تكون بعد ثلاث ايام .. سيكون هناك الكثير والكثير من الاعمال ..
_ توقفي عن هذي الحماقات .. لن تتغيبي سوى ثلاث او اربع ساعات .. لن يكون هذا طويلا ..
كفاكي عملا و اخرجي قليلا لترفهي عن نفسك
_ حسنا .. سوف اتذكر هذا
قالت هذا وهي تبتسم لكلوديا فأقتربت كلوديا منها وسحبتها من يدها .. - هيا ميا لا تكوني تعيسه ..
ارجوك.
_ كلوديا ليس الامر وكأني لا اريد .. انه فقط انني اعمل هنا وليس لي الحق في الخروج متى شأت .. انه العمل .. الـ..ـعـ.ـمل ..
_ افهم انه العمل .. ولكني لم ارك يوما تأخذين اجازه او تخرجين من هذا المكان . الا تحبين الخروج . الا تحبين رؤية مافي الحياة ..
_ احب ولكني لست...
اوقفتها وهي تسحبها خلفها - حسنا حسنا .. انسي محاضرتك عن الاجتهاج في العمل الان ودعينا نستأذن السيده كاميليا لكي ..
طلبت كلوديا من السيده كاميليا ان تسمح لميا بالخروج .. كانت تضن انها سوف تجد اعتراض او اي شيء من هذا القبيل
من كاميليا ولكن ما حدث ان كاميليا فرحت جدا بطلب كلوديا ووافقت على الفور ..
فوق هذا كله قالت لميا ان تأخذ راحتها ولا داعي للعجله في العوده .. شعرت كلوديا
ان هذا اسعد ميا ففرحت هي ايضا وارتاحت لخروج ميا معهم .. اخيرا سوف تقضي وقتا ممتعا ..
عندما انتهت ميا من تجهيز نفسها كانت روزا تنتظرهم في الخارج في السياره .. لقد استعارت سيارة كاميليا للخروج بها ..
انها حقا سيارة رائعه .. شعرت كلوديا انهم من الطبقه الراقيه وهم يقودونها للسوق .. خصوصا انها كانت مع والدتها
وميا لوحدهم .. لم يكن هناك احد يخص عائلة ادوارد ..
_ جميل انك سوف تاتين معنا ..
هذا ما قالته روزا لميا عندما اخبرتها كلوديا انها سوف تذهب معهم للسوق ..
ابتسمت ميا واعتذرت عن مضايقتها لهم فقالت لها كلوديا - توقفي عن قول الحماقات .. سوف نقضي وقتا ممتعا ..
وفعلا هذا ما حدث .. امضو وقتا طويلا جدا في الاسواق .. قامو بشراء اشياء عديده ..
كانت روزا تنظر للملابس بينما كانتا كلوديا وميا يجربن جميع انواع المكياجات والعطورات ..
يقومان بالتعليق على كل شيء .. ويضحكان على اتفه شيء يقولنه .. وكأنهما يريدان ان يضحكا فقط ..
اتجها بعد هذا بطلب من روزا الى محل لبيع ملابس حفلات .. كانت الاثواب فيه رائعه وتبدو راقيه جدا ..
كما ان اسعارها مرتفعه بعض الشيء ..
علقت كلوديا فور دخولهم - امي .. اليس الوضع هنا مربك بعض الشيء . الا تشعرين ان هذي الاشياء غاليه جدا علينا ..؟
_ اخترن ثوبان من هنا ولا داعي للثرثره .. لدي ما يكفي من المال لفتاتان صغيرتان ..
ابتسمت لميا وهي تحاول ان تبعد عنها الخجل فقالت ميا مسرعه - اشكرك جدا سيدتي ولكن لا يمكنني ان اقبل ب...
قاطعتها روزا قبل ان تكمل .. - ميا عزيزتي .. سوف اهدي كلوديا ثوبا بمناسبة قدوم العام الجديد وسوف تكون هديتك ايضا من هنا .. ارجو ان لا تحرجيني بأرجاعها او رفضها فأنا اعتبرك كـ كلوديا تماما ..
امسكت كلوديا بيد ميا وتوجهت نحو مجموعه من الملابس - كفي عن التصرف بخجل .. هيا لنرى ما يوجد هنا ..
اسمعي .. لنختر اجمل ثوبين .. لنكون الاروع في الحفل ..
_ انا لا ارتي ملابس كهذي في الحفل .. يجب ان ارتدي شيأ رسميا .
_ لماذا ..؟ الكل سوف يرتدون ملابس كهذي .. لك الحق انتي ايضا في ارتدائها ..
_ انتي رائعه كلوديا ولكن عملي يتطلب هذا .. انه فقط القانون في عمل الخادمه ..
_ توقفي عن الثرثره اللتي لا تجدي شيء .. سوف نجد حلا لهذا .. هل ستحل كارثه ان ارتديتي شيئا جميلا في الحفل ..؟
_ دعيكي الان من هذا وتعالي لنرى هذا الثوب ..
جربت كل من كلوديا وميا اثواب كثيره .. كانتا تضحكان وتعلقا كل واحده على الاخرى عندما يرتديان شيء ..
بينما روزا اكتفت بمراقبتهما والابتسام لتسليتهما لنفسيهما .. في اخر المطاف اختارت كل واحده منهما ثوبا اعجبها ..
ذهبا بعد هذا لأحدى المطاعم ..
كان يوما جميلا بالنسبه للثلاثه .. ابتعدو عن اجواء الهم والكئابه اللتي كانت موجوده في القصر ..
بينما ارتاحت ميا وكانت سعيده جدا بهذا اليوم اللذي قضته بصحبة كلوديا ووالدتها ..
لقد شعرت انها فعلا مع عائلتها ..
_ هل استمتعتي ..؟
سألت كلوديا هذا وهما في طريق عودتهما فرمقتها ميا بنظره خبيثه وقالت - استمتعت .. معك ..؟ هل يعقل هذا ..؟
_ اه ..؟ ماذا ..؟ ايتهما الحمقاء .. امي هيا انزليها هنا .. فل تجد لها حافله في وسط هذا الزحام الان ..
_ ههههههههههههههه .. لا لا .. استسلم .. بالطبع استمتعت .. اعتقد انه اجمل يوم مر علي منذ مده طويله
شكرا لكما ..
انحنت لتشكرهما فأحست كلوديا بالخجل منها وضربتها بخفه على رأسها - لا داعي لأن تشكرينا ايتها الغبيه .. لم نقم باي شيء ..
بينما تحدثت روزا بلطف - لقد كان يوما جميلا لنا جميعا ..
عندما وصلو للبيت نزلت كلوديا بسرعه وهي تحمل اكياس المشتريات الكبيره
وتتحدث مع ميا وتضحك بصوت مرتفع .. بدت سعيده جدا .. ولكن ابتسامتها اختفت كليا عندما رأت ادوارد و كلارا امامها ..
كأنهم عادو للتو من السوق .. لقد جمدت بمكانها فجأ فأقتربت منها ميا وهزتها .. - هي .. كلوديا ..؟ ما بك .؟
_ اه .. لا .. لا شيء
ابتسمت واستدارت لتسير نحو المنزل ولكن صوت كلارا اوقفها ..
نادتها ولكنها لم تقترب .. اقتربت روزا من كلوديا وحملت الاكياس عنها ..
_ اذهبي وانظري ماذا تريد كلارا .. سوف ادخل قبلك ..
لم تكن كلوديا تريد هذا ولكن لم يكن هناك سبب تستطيع التعلل به .. لذا سارت هي وميا نحو القصر
وتوقفت هي عند مكان وقوف كلارا وادوارد بينما اكملت ميا طريقها للقصر ..
بجهد كبير استطاعت رسم ابتسامه فرحه على وجهها ولم تنظر لادوارد بتاتا ..
_ اهلا كلارا ..
نطقت بهذا بصعوبه وهي تقترب منهم فسارت كلارا نحوها بسرعه واخرجت العلبه الصغيره من حقيبتها ..
العلبه اللتي عرفت كلوديا فور رؤيتها لها انها للخواتم الخاصه بخطوبتهم .. لم تكن تريد ان تراهم ابدا ..
ليس الان .. شعرت بانها ان رأتهم لن تستطيع مجاملة كلارا باي طريقه .. سوف تنظر لأدوارد وستدمع عينيها .....

لن تعشقي غيري ...فانتي فتاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن