موت الحبيب

93 3 4
                                    

يهما أصعب الفراق أم الخيانة أم موت الحبيب ؟؟؟ طبعا هو موت الحبيب فمجرد وفاة من نحبهم يشعرنا بتفاهة هذه الدنيا في يوم هادىء و في أجواء تعمها الحيرة كانت راشيل و حبيبها دانييل يمشيان بالقرب من احدى الحدائق احتارت راشيل في أمر حبيبها الذي كان صامتا فليس من عادته أن ينسجم مع الهدوء هزها الفضول فسألته قائلة :" ماذا ؟ نحن على وشك الوصول و أنت لم تقل شيئا منذ الصباح هل من خطب ؟؟؟؟؟" ; بقي صامتا و كأنه لم يسمع شيئا مما قالته فزاد ذلك من فضولها فغيرت السؤال على أمل أنه سيجيب هذه المرة فقالت :" هل تحبني ؟؟؟" .لكنه لم يجبها ثانية فتوقفت عن السير متعجبة من عدم مبالاته بها فإلتفت إليها و أجابها بكل خيبة :" و كيف لا أحبك " ;ثم أكمل سيره فتبعته و هي تقول :" و هل تحبني بصدق ؟؟؟" فأجابها دون أن ينظر إليها :" نعم نعم !" ;صدمتها ردة فعله فقالت في نفسها :" كم هذا غريب ! هل هذا دليل على أنه لم يعد يحبني كما كان ؟؟؟" ثم سألته مستغربة :" ماذا يحصل معك ؟؟ لما تجيبني بهذه الطريقة ؟؟" فالتفت إليها بسرعة و قال :" كفى أسئلة ,إن كنت لا تثقين بي فلم يجبرك أحد على مرافقتي" .فجأة امتلأت عيونها بالدموع و لم تجرأ على قول شيئ لأنها لم تكن تنتظر هذا النوع من المعاملة بدأت الأفكار تغزو مخيلتها . في جانب طريق سيرهما كان هناك كرسي عمومي جلست علية راشيل و الحزن بادي على وجهها. نظر إليها دانييل و كان على وشك أن يقول شيئا لكنها قاطعتة مباشرة و هي تقول و الدموع تنذرف على خديها :" نعم أنا لم أعد أثق بالشخص الذي يقف أمامي الان ! هذا الشخص الذي يسكن داخلك . تغيرت كثيرا .لم تعد كما أحببتك لأول مرة .أين اختفت تلك الإبتسامة التي كانت تبعث في الأمان ! كل ما أريده الأن هو جواب صادق فقط و لاخر مرة على سؤالي هل مازلت تحبني أم لا ؟؟؟؟" . كان واقفا يصغي إليها ثم ضحك بقوة و كأنه يسخر من كلامها فقال :"هل تمزحين أم تمثلين ؟" ثم راح يضحك من جديد ... فلبثت تنظر إليه و هو يضحك من غير مبالات بدموعها التي على وشك أن تنفذ ثم وقفت و مسحت دموعها و قالت :" هذا يكفي سأقول لك الكلمات الأخيرة و بعدها سأخرج من حياتك تماما كما أردت أنت " قاطعها و هو يضحك بكل إشمئزاز ثم قال " هل جننت! من المؤكد لقد جننت ." فأجابته و هي تنظر في عينيه بكل صدق :" ربما جننت لكني لم أفقد وفائي كما فعلت أنت ;لم أعاملك و كأنك غير موجود ; أحببتك بصدق و أنت أكثر شخص يعرف ذلك ; لكنك لم تقدر ذلك ستحس بقيمتي يوما ما أما الان وداعا ;كل ما أريده هو أن تعتني بنفسك و سامحني على كل غلطة إقترفتها دون قصد وداعا . " و ذهبت و هي تبكي بشدة نحو طريق لتسلكه أما هو فجلس على ذلك الكرسي . ربما استغرب قليلا مما قالته لكنه لم يبالي فأخرج سماعات من محفظته ووضع واحدة في أذنه في حين أراد أن يضع الثانية في أذنه الأخرى حتى سمع ضجة لم يعرف مصدرها لكنه استغرب من رؤية الناس يتسارعون أين تجمعوا في مكان منتصف الطريق . أشده الفضول فأراد أن يرى ما سبب كل تلك الضجة .إتجه نحوها و هو في كامل هدوءه حاملا هاتفه في يده و سماعاته في اليد الأخرى و المفاجأة حين وصوله بعد رؤيته لذلك المشهد المأثر لم يتمالك نفسه و هرع في البكاء و الصراخ بعد أن سقط منه كل ما كان بيديه فحينما رأى جثة راشيل على الأرض و الدماء تحيط بها من كل جانب و الناس يتهافتون تذكر كل كلمة قالتها له .. يبكي و يصرخ نادما ...ركع إلى جانبها و قد فقد كل قوته و هو الأن ذليل أمام حبيبته . أمسك بيدها و هو ينظر إليها و قد إتسخت ثيابه بدماء راشيل نظر إلى الأرض فوجد هاتفها و كأنها كانت تكتب له رسالة لكن الحادث منعها من ذلك و كان نص الرسالة كما يلي : " دانييل سامحني على قول هذا !!لكنك تغيرت و كل ما أرجوه الان هو أن تعيش حياة سعيدة مع من إختارها لك القدر اسفة على ما قلته لك ! اعتني بنفسك و تذكر أني لم أغضب منك و لن أغضب الى الابد ". حينما قرأها عانق جثتها و هو يقول :" سامحيني!! حبيبتي أقسم أني لم أقصد ذلك لطالما أحببتك كنت أنت من وقف إلى جانبي حينما فقدت أمي ;أنت من مسح دموعي; أنت من شجعني و علمني كيف تكون السعادة ;و الان من سيفعل كل هذا؟ لماذا تركتني ؟ و هل لي غيرك ؟ " . فجأة جاء شخص من من كانوا قد شاهدوا الحادثة و منعه من البكاء و الصراخ ;طلب منه ان يترحم عليها لا البكاء و حقا هل ينفع الندم !! فالندم هو العقل الذي يحضر متأخرا . فيا إنسان أفق على غفلتك قبل الندم . و الان انتهت لحظة الألم لتأتي لحظة الوداع و لتشهد كل الدنيا بأنها النهاية .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 04, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

موت الحبيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن