الغرق ..

12 2 0
                                    

بعد انتهاء الفُسحه ذهبوا إلي الفصول لاستكمال ما تبقي من الحصص 4 حصص وينتهي اليوم وينتهي لقاء محمد مع ماري .. كان ما يهون عليه هذه المدرسة ماري .. وأصدقائه بدون أي منهما سوف تكون حياته عباره عن جحيم .. وعندما انطلق أخر جرس في اليوم ذهب كل الطلاب الي خارج الفصل وتبقي بولا ومحمد لتجميع باقي اشيائهم .. وعندما انتهوا من جمعها كان الفصل كله خالي تماماً نظر محمد إلي المكان الذي تجلس فيه ماري وأبتسم
وقال :: تخيل يوم بدونها لا أطيق أن أتخيل حتي !! ثم خرجوا من الفصل ثم الي السلالم و منها الي الباب الاسود الكبير ثم في نهايه المطاف الي خارج المدرسه .....
انا أعرف لماذا صرخت فينا يا صاحبي
قالها بولا إلي محمد ..
لم ينظر له محمد بل نظر إلي السماء وقال أنا أريدها هي .. هي فقط .. هل هذا كثير !!
قال له بولا :: لا تُغير الموضوع !!
لم يرُد محمد هذه المرة !!
بل ظل صامتاً وشارداً ..
قال بولا :: ولكني كنت معك في أتخاذ هذا القرار !!
نظر إليه محمد وقال له :: ماذا !! هل تتكلم بجدية !!
قال له بولا :: نعم .. لأن عندما يذهب أخوها إليها أو إلي اي معلم .. ويقول ان محمد واصحابه قاموا بضربنا .. ماذا سوف يكون مظهرك أمامها .. لو كانت حدثت هذه المشكلة كانت ستكون بمثابه الطفرة في العلاقة بينكم .. طفرة إلي الاسوء .. هل كانت ستود التعرف علي شخص ضرب اخاها !! في رأيي لم تكن تود أبداً !!
نظر إليه محمد وقال في سره :: كم تفهمني يا بولا .. ادامك اللّه لي يا صاحبي .. سار محمد ليبحث عن أخته ليجدها مع صديقاتها ودع بولا وأخذ أخته ورحل ..
عندما صعدوا إلي السيارة قال عم أحمد :: كيف كان يومك يا استاذ محمد
رد عليه محمد :: كان فظيعاً إلي أبعد الحدود مثل عاده الأيام !!
در عليه عم أحمد :: لا يا بني هذا خطأ من المفترض ان تقول الحمدلله حتي ولو كان يومك سيئاً !!
قال محمد في سره :: نعم أحمد الله كثيراً لأنها في حياتي .. لا أتصور حياتي بدونها !!
ثم قال في العلن هذه المرة :: استعفر الله العظيم .. الحمد لله الحمدلله
وانتي يا دكتورة سلمي ماذا عن يومك !!
قالت سلمي :: الحمدلله ولكني لا اطيق مستر عماد الذي يُدرس مادة الدراسات
رد محمد عليها :: لا أحد يطيقه ..
ضحك عم أحمد وضحكت سلمي .. ولكن محمد لم يضحك .. لأن عقله في هذه اللحظه لم يكن معه .. لماذا !! لأنه لمحها .. بشعرها الاسود الذي ينسدل علي كتفيها .. تأملها محمد قبل انعطاف السيارة
وقال في سره :: أجمل ختامِ لهذا اليوم !!
عادوا إلي البيت .. استقبلتهم الأم والاخ الاصغر بسعادة .. جلسوا والقوا الحقائب علي الارض ..
فقالت الأم :: انا لم اقل لكم ان مكان الحقائب ليس هنا !! قالوا لها :: نحن في غايه التعب يا امي !! قالت :: هيا الآن خذوا الحقائب الي مكانها قبل أن تأتوا بها من الشارع !!
فنهضوا سريعاً واخذوا الحقائب الي مكانها وقاموا بتغير ملابسهم وجلسوا سوياً للغداء .. انتهوا من الغداء وذهبوا الي النوم .. جلس محمد علي سريره يُفكر .. ويتذكر شكل ماري قبل ان تنعطف السيارة و ابتسم وتسأل :: هل سيكون مستحيلاً ان تُحبني كما احبها !! ولم يعي شيئا سوي صوت أمه وهي تقول له افيق يا استاذ محمد ان الساعه الان السابعه !!
وتذكر محمد ان لديه اليوم درس ولم يُكمل الواجب
نهض سريعا ودخل الحمام وخرج وهو علي عجله من امره .. اخرج كل كتبه بعصبيه واضحه وكان صوت أمه من الخارج تقول :: كان أمامك أسبوع كاملاً ولا تحل الواجب إلا قبل ان يأتي المعلم ب نصف ساعة !! حتي وجد الكتاب والكشكول المناسبين وأخذ يحلُ المسائل حتي انتهي منها !!
اتي المعلم وانتهي الدرس .. واتي الوالد من العمل .. او كما يدعوه باقي اعضاء الأسره الحج ..
جلسوا علي العشاء ..
وقالت الأم أثناء الأكل :: محمد !! هل كل شئ علي خير ما يُرام
رد عليها محمد :: نعم يا أمي بخير ولكن لماذا !!
قالت له :: لا أعرف ولكن احساسي يقول أنك لست بخير
قال لها :: من الممكن انا اريد النوم ..
قالت له امه :: تريد ماذا !!
قال لها :: أن أنام ..
قالت له :: انت تنام اكتر مما تستيقظ !!
هل هذا خوف ام هو هروب من واقعك و مسؤولياتك !!
قال في سره :: العشق يا أمي يجعل القلب يذبلُ .. والروح تنتفض !!
ولكن قال في العلن لها :: لا يا امي ليس هذا او ذاك !!
قال الأب :: أنه خمول .. لابد ان تتحرك ولا تبقي في مكانك !!
قال محمد :: حاضر يا ابي سوف اقوم باخذ الدراجة والنزول !!
وعندما سمع طارق كلمه الدراجة .. صار يلح علي الأم والأب ان ينزل مع أخيه .. قالت الام :: لا انت لا تزال صغيراً !!
ولكن كان للأب رأيي آخر فقال :: لماذا لا ينزل ما هو المانع !!
محمد خذ اخيك معك لكي يعرف الناس في الاسفل ويتعرف اكثر علي الشارع لأنه سوف يُريحك في يوم من الأيام !!
لم يُجادل معهم محمد وأخذ أخيه بعد العشاء ونزل .. اتي بكل المتطلبات .. لم ينسي شيئاً .. ولكن في اثناء رجوعه الي البيت كانت هناك سيارة قادمة وكان محمد مشغولاً في رفع أخيه الي معقد الدراجة الامامي !! ولم يتمكن من رؤيتها .. ولكن كانت هناك دعوة من الأم تقولها دائما وهي :: استودعكم اللّه التي لا تضيعُ ودائعه .. و بعنايه المولي عز وجل قام السائق في اللحظه الأخيره بالانعطاف جانباً ليتفادي محمد وطارق ..عادوا إلي المنزل وقال محمد لأبيه انا لا اريد ان اخذ معي طارق في اي مكان بسبب هذه الحالات ليس أكتر اني اخاف عليه !!
قال له الأب :: جعلكم الله دائما في كتف بعض ..
قام محمد بتبديل بعض الكتب وادخلها في الحقيبه لان الحصص لم تكن مثل بعضها كل يوم ..
ما كان مثل بعضه كل يوم هو حب محمد لماري ولكن لم يكن مثل بعضه بل كان يكبرُ في قبل محمد وينمو وكان محمد يغرق كل يوم اكثر من اليوم الذي قبله في حب هذه الفتاة ..
استيقظ محمد كالعادة في صباح يوم ككل يوم دخل الي الحمام ولم يتناول الإفطار او يأخذ معه واخذ اخته وخرجوا وبادر بالتحية لعم أحمد :: وذهبوا في طريقهم وصلوا الي المدرسة باكراً وهذا لا يحدثِ كل يوم دخل الي فناء المدرسة وجلس هو وأخته
قالت له سلمي :: محمد انا صديقتي وفاء ها هي هناك سوف اذهب لاجلس معها
هز محمد رأسه بالموافقة فذهبت سلمي
وجلس هو يُفكر .. لم يُفكر سوي فيها طوال الايام والاسابيع الماضيه .. وانتظر علي احر من الجمر ان يراها ثانيه هذا اليوم هو يحسب الساعات والدقائق وربما الثواني لكي يعرف في اي وقت بالتحديد سوف يراها .. انتظر صاحبه بولا وصاخبه باسم الذي كان غائباً يوم امس .. اتوا وبادروا بالتحية وذهبوا الي الطابور ثم الي الفصول جلس محمد يتأمل مكان ماري الفارغ فهي لم تصل بعد !!
بدأ يقلق قليلاً فهي لم تتأخر من قبل !!
مرت الدقائق الي ان اتي المعلم !! وهي لم تأتي
ظل ينتظر وينتظر حتي فقد الأمل في ان تأتي وقال في سره :: هل سوف اتحمل يوم كاملاً بدون ان تتأمل عيني وجهها !!
ولكن في هذه اللحظه :: قام احدهم بالطرق علي الباب ولا ارادياً قام محمد بالنظر الي الباب وقام قلبه بالدق بسرعه بالغه !!!!
تري من الذي يطرق علي الباب !!!!??

Golden❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن