المقدّمه .

469 38 42
                                    



في احدى ليالي ديسمبر البارده ، وَقف طفلٌ في الخامسه من عمره بشعر مجعد وعينان زمرّديه أمام عربه المثلجات دون علم والدته ،  بيده ٧ سنتات ،

ضمّ كلتا يديه بالقرب من شفتاه ، نفَخ محاولاً اكتساب بعض الدّفئ .

أتى دوره اخيراً لـِ يطلب مثلّجه بـِ الموز والمكسّرات ، إنتظر الرجل الذي يعد المثلّجات بينما كادَ يتجمّد من البرد .
تقدّم الرجل وأخرج يده من نافذةِ العربه ، لـِ يقول ،
" احدى عشر سنتاً "

رَفع هاري يده وبإصبع اليد الاخرى يعد السنتات التي معه ،

عبَس قليلاً " سيدي ، انا لا املك سوى سبع سنتات "

" اذاً لا مثلجات " قالَ الرجل مشيراً بيده بمعنى 'اذهب' ،

تجمّعت الدموع بعينا الطّفل فقد كان يريد المثلجات للغايه ووالدته لم تكن لـِ تسمح له بسبب برودةِ الجو ، خوفاً على صحّته .

" ولكـ ..."

" عفواً سيدي " قاطع الاجعد فتى اخر بشعر بني وزرقاوتان صافيه للغايه ، التفت له ورآه يعطي الرجل ٤ سنتات ويأخذ المثلّجه منه ،

مدّ المثلّجه بـِ يده الصغيره للاجعد ، اتسعت ابتسامه ذو الزمردتين ، مسَح بقايا الدموع العالقه برموشه وباليد بالاخرى اخذ المثلجات منه ، من شدّة سعادته ، شكرَه مئة مره دون ان يلاحظ ، ابتسم الاخر وطلبَ هوَ مثلجه بالفانيليا والفستق .

اتّجه الطفلان الى احدى اشجار الحديقه وجلسا خلفها ، مبتعدان عن انظار والدتاهما .

" اذا ما اسمك ، وكم تبلغ من العمر ؟" يسأل ذو الزرقاوتين وهو يمرر لسانه على مثلجته بشكل عشوائي ،

" هاري ، وانا في الخامسه ، ماذا عنك ؟"

" انا لوي وفي الخامسه ايضاً " ابتسَم هاري بقوه الى ان ظهرت غمازتاه على كلتا وجنتاه ،

توقف لوي عن اللعق قليلاً وهو يحدق بوجنةِ هاري ، مدّ يده ووضع اصبعه الصغير على احدى غمازتاه .

" مُذهل !! كيف لكَ ان تُظهر هذه الحفره!! " تعجّب لوي بينما ابتسم بقوه محاولاً اظهار غمازه مثل هاري ، ضحكَ الاجعد بصوت عالي على شكله ،

لـِ يتمتم بعدها ، بينما مررّ لسانه على مثلّجته ،
" ليست لديّ اي فكره ، فقط ابتسم وتظهرُ بـِ دورها "


ومن هنا تبدأ قصتهما

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 11, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

SINCE I WAS LITTLE ~ LARRYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن