الجزء الأول

266 4 0
                                    

كنتُ جالسة بقربِها على نفس المقعدِ في المنتزه ..نظرت إليّ بِكُل أهتمام وقالت : ماذا تعني لكِ عشرة أعوام !!؟؟؟

فاجائني سؤالِها , وما فا جائني أكثر , من تكون هذه السيدة ؟

قُلتُ بعد برهة من الصمت و التفكير وعلامات الدهشة تسيطر على ملامح وجهي .!!

عشرة أعوام هي العمر بأكمله بــ النسبة للمرأة !

قالت مبتسمة : نعم , اليوم سمعتُ صوتهُ بعد مرورِ عشرة أعوامٍ من لقائِنا الأخير , أو عند فراقنا .

قلتُ : من يكون ؟

ردت : هو الذي كان ليّ كُل شيء, بعد كل هذه السنوات , اليوم ولأول مرة بعد فراقنا الأليم اسمع صوته .

(( أقشعر بدني من قصتِها , وشعور بدفئ الحب , من كلمات تلك السيدة ,ابتسمتُ في وجهها اللطيف التي توحي لي بأنها امرأة تعيشُ في نعيم الحياة )).

قلت : أكانَ حُباً عابِراً , أم لكِ قصة مُثيرة معه.

ردت بدهشة : كانَ خطيبي , وحبيبي و نور طريقي التي كنتُ أسير به ومعه .

إذاً ما الذي تغير حتى أفترقتما , ماذا حصل لكما ولحبكما .

قالت : هل سمعتي أغنية (( لو بتحب حقيقي صحيح كنت وقفت بـ وجه الريح , كنت ما سبتش قلبي جريح , وسط النار )) لــ هاني شاكر .

أجبت : نعم ... بتأكيد قد سمعته .!!

ردت مبتسمة : هذه كانت آخر أغنية أهديتهُ لهُ في يومِ زفافي .

أرتبكتُ قليلاً وسألتُها مُجداداً .. لما أفترقتما .

قصة طويلة , ربما نلتقي في وقتٍ لاحق وأخبركِ ما حلّ بنا .

قُلتُ لها : أتحدثتي إليه .؟؟

ردت : لا .. بل سمعتهُ وهو يتحدث مع قريبٍ لي , كان يسأل عن حاله.

أتدرين .. بات صوتهُ مُتعباً , مُرهقاً , جافاً , كاليلٍ لا يُضيئهُ نور القمر , وصحراءً مُتعطشاً لِنقطة مطر , وكأنهُ رجلٌ في السبعين من العُمر ..!!

ما الذي غير صوته .. ما الذي حصل له في الغربة .؟

(( كانت تتحدث وأنا أتأمل عينيها التي تسأل و تسأل ولا تعرف الأجوبة , ولا تستطيعُ العثور على ما فاتها من تفاصيل حياته أو ملخصٍ عن حياتهِ بعد فراقهم , كانت تشبه أمواج البحر تسأل بقوة وتنسحب بمرارة النفي , وتأتي بقوة أكبر وبعنفوانٍ أكبر كي تسأل .؟

واصلت ..... عندما سَمِعَ بأسمي ما الذي حصل له أو ما الذي كان يشعر به , أتدرين : كل هذه الأسئلة أنتابني في لحظة .. لحظة سماعي صوته ..وكأن هذا اليوم أصبح تاريخٌ أقتدي بِهِ , ولَه .

سألتُها : أما زلتِ ِتُحبينه بعدَ مرورِ كل هذه السنوات الطويلة .؟

لا أو لا أدري , لكِن لم يتحرك أحساسي ساكنة , وكأنني لم أعرفهُ أو لم أحبهُ يوماً في ما مضى , وكأنهُ من عامة البشر , ولم يكن لي يوماً كُل البشر .

أكملت مبتسمة : سبحان الله الذي يُغير ولا يتغير .

سبحان الله الذي يغير ولا يتغير .

ثم نظرت أليّ بدهشة وقالت .. أنا أسفة ..لَكنني كُنتُ أبحثُ عن شخصاً يسمعُني , وأنتي التي جلستي بقربي بـ محضِ الصدفة , ولا أدري ما شدني لكِ وللبوحِ ما يدور في خاطري من كلام.

أجبتُ : أنا لاأعرفكِ لكنني أجدُ نفسي غارقاً في بحرِ قصتُكِ .

عذراً سيدتي أريدُ أن تكوني لي خير دليل , في طريقي بـ متاهات الحب ِ.

ردت مبتسمة : غوصي في الحب عزيزتي , فما الحبُ إلا متاهاتٌ جميلة , نتوه به , ونحيا بِه , ونموت لأجله .

وهل هذه هي نصيحتكِ للمُحبيين .

ردت : بل نصيحتي هي عيشي حُبكِ لكن أياكِ أن تنسي بأن الفراق في نهاية الطريق ينتظركِ .

وَقفت وحَمَلت محفظتِها , وألتفتت إليّ قائِلة : لا تنسي بأنكِ مُفارِقه .

سعدتُ بلقائكِ صَغيرتي .. إلى اللقاء .

يتبع ......

حنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن