"SHORT STORY"
تاي لِم ذهبت ؟ اخي تاي أرجُوك عد إليّ ، لم تركتَني ورحلت بعيداً؟ أصبحتُ ك ساقِ نبتةٍ تطايرَت بتلاتُها ما إن حلّ الشتاء ، هشِيمة ضعيفة هكذا هِي أنا دونَك "لاشيء" .
ألَم تعدنِي بالبقاء معي للأبد ؟ أينَ هي تلكَ الوعود الواهية التي لم اظُنَّ يوماً بأنها سوفَ تُنقَض؟ تباً .
أشعُر بالإختناقِ ، أودُّ لو أُبتَلَع إلى باطِن الأرض ، كم أُريد أن ارجِع لتِلك اللحظاَت عندَما كُنت نُطفةً في أحشاءُ والدتي ، أنا حقاً أريدُ الموت ، نَعم أريدُ الموت اكثر من أي شيءٍ اخر.
جميِعُ الأشخاص اللّذينَ أحببتُهم ، واللذِين ساعدتُهم ظننَت بأنهم يبادِلونَني تلك المشاعِر أو على أقلِّ تقدير يحترمونني ، ولكن ؟ كُنت فقط عالّة عليهم بمُدةٍ لم تكن بوجِيزة ابداً ، سُحقاً لهم جميعاً .
اتذكُر صديقَتي تلك التي لطالمَا ساندتُها ووقفتُ بجانبِها ؟ تخلّت عنُي بعد إنقضاء حاجتِها مني ! فورَها تراكمَت عليّ الديونُ لأنني من كانَ يدفَع أُجرة سكنِها بحُجة سوء حالتِها المادّية ولكِن تبيَّن لي جلياً بأنها استغلتنِي ! .
أتذكُر جونغكوك؟ ذلك الفتىَ الذي احبَبتُه ولرّبما لَم أُكِن لأحدٍ مشاعرَ مثله قَط ! رحلَ يوماً ما ولكَنه تفوه بكلمَات قبلَ رحيله لرُبما كانتَ هي أكثر ما حطَّمني ؛ قالَ بأنني خرقَاء ولستُ سوى دميةٍ مطيعة بين يديه يأمُرها وينهاها.
حتى لو لَم تذكرهم فلابُد أنك تذكر عمتي ؟ تِلك التي آوتنا بمنزلها بعدَ وفاة والدَينا ! وكانت تُعاملها كما لو كنّا اطفالاً من جوفِها ! ، بعد وفاتِك بفتره أصبحَت تُعاملني كالخدم ، توبخني وتضرِبني وتصرُخ عليّ كالخدَمِ تماماً، بعدها طردتنِي بحُجة أنه لم تعد تطيق وجودِي .
أصبحتُ بلا مأوى ، مشرَّدة في شوارِع المدينه ، أتسوَّل المال كَي احصُل على بقايا طعامٍ لا تكفينِي حتى ، ولكنها كفيلةٌ بقتلِ جوعي وإبعَاد ظمئي .
كفَى ! لقَد تحملتُ هذه الحياة بما فِيه الكفاية ، لم اعُد استطيع الصمُود مدةً أطول ، حاولتُ البقاءَ وهلةً ولكِن اعباءُ هذه الحياةِ تفوق كافة طاقاتي ، هذه الحياةُ اللعينه التي سلبَت منِّي سعادتي وبالمقابِل؟ زجَّت الألم والأسى في داخلي .
سأحذو حذوَك وأخطو خُطاك وأفعلُ كَما فعلتَ انتَ بدورِك تماماً ، انا سعيدةٌ لأنني سأبقى بجانِبك الى الأبد .
POV "الراوي"
ماهِي إلا دقائقَ معدودة حتَى إرتمَى جسدُها مِن سطحِ بنايةٍ ما ، سحبَتها تِلك القوه المسماة 'بالجاذبية' بشدةٍ مسرَّعةً عملية سقوطِها ، إرتطمَ جسدُها بقوةٍ على الأرض ، تناثرَت دِماؤها مشيرة لوفاتِها ، أمّا روحها فقد كانت سعيدةً متوجهة نحو عَنانِ السماءِ لعلّها تجدُ شقيقَها .-إنتهى-