قصيدة للإمام علي فيها العبرة والعجائب
ذهب الشباب فما له من عودة
و أتى المشيب فأين منه المهرب
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا
و ذكر ذنوبك و ابكها يا مذنب
و اخش مناقشة الحساب فإنه
لا بد يحصى ما جنيت و يكتب
و غرور دنياك التي تسعى لها
دار حقيقتها متاع يذهب
و جميع ما حصلته و جمعته
حقا يقينا بعد موتك ينهب
و الروح فيك وديعة أودعتها
ستردها بالرغم منك و تسلب
و الليل فاعلم و النهار كلاهما
أنفاسنا فيها تعد و تحسب
تبا لدار لا يدوم نعيمها
و مشيدها عما قليل يخرب
لا تحرصن فالحرص ليس بزائد
في الرزق بل يشقى الحريص و يتعب
و اختر قرينك و اصطفيه تفاخرا
إن القرين إلى المقارن ينسبو احرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها
شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
و أحفظ لسانك و احترسمن لفظه
فالمرء يسلم باللسان و يعطب
و كذاك سر المرء إن لم يطوه
نشرته ألسنة تزيد وتكذب
واجه عدوك بالتحية لا تكن
منه زمانك خائفا تترقب
و احذر من المظلوم سهما صائبا
و اعلم بأن دعاءه لايحجب
و إذا أصابك في زمانك شدة
و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فالجأ لربك إنه أدنى لمن
يدعوه من حبل الوريد وأقرب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما يباع و يوهبقال الشاعر :
هي الدنيا تقول لمن عليها ***حذار حذار من بطشي و فتكيفلا يغرركم حسن ابتسامي ***فقولي مضحك و الفعل مبكي
منثور و منظوم قال:
عجبا عجبت لغفلة الإنسان **** قطع الحياة بذلة وهوان
فكرت في الدنيا فكانت منزلا ***عندي كبعض منازل الركبان
مجرى جميع الخلق فيها واحد *** فكثيرها و قليلها سيان
أبغي الكثير إلى الكثير مضاعفا *** و لو اقتصرت على القليل كفاني
لله در الوارثين كأنني *** * بأخصهم متبرم بمكاني
قلقا يجهزني إلى دار البلا *** متحفزا لكرامتي بهوان
متبرئا حتى إذا نشر الثرى *** فوفى طوى كشحا على هجراني
و قال
نل ما بدا لك إن تنـ *** ـال فإنما تعطي و تسلب
و اعلم بأنك غافل *** في الغافلين و أنت تطلب
و المشكلات كثيرة *** و الوقف عند الشك أصوب
يبغي المهذب في الأمور *** جميعها و من المهذب
و روي أنه وجد على باب مدينة يا ابن آدم غافص الفرصة عند إمكانها و كل الأمور إلى مدبرها و لا تحمل على نفسك هم يوم لم يأتك فإنه إن لم يكن من أجلك يأتي الله فيه برزقك و لا تكن عبرة للناظرين و أسوة بالمغرورين في جمع المال على المال فكم من جامع لبعل حليلته و تقتير المرء على نفسه توفير لخزانة غيره .
و قال الخليل
يا جامعا لاهيا و الدهر يرمقه *** مفكرا أي باب عنه يغلقه
جمعت مالا فقل لي هل جمعت له *** يا غافل القلب أياما تفرقه
و لأبي العتاهية :
أصبحت و الله في مضيق *** هل من دليل إلى الطريق
أف لدنيا تلاعبت بي *** تلاعب الموج بالغريق
و قال أيضا :
نظرت إلى الدنيا بعين مريضة *** و فكرة مغرور و تدبير جاهل
فقلت هي الدنيا التي ليس مثلها *** و نافست منها في غرور باطل
و ضيمت أحقابا أمامي طويلة *** بلذات أيام ق:صار قلائل
و قال :
و من امرئ دنياه أكبر همه *** لمستمسك منها بحبل غرور
و قال آخر :
طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب *** و ما نلت إلا الهم و الغم و النصب
و أسرعت في ذنبي و لم أقض حسرتي *** هربت بذنبي منك إن نفع الهرب
و لم أر حظا كالقنوع لأهله *** و إن يحمل الإنسان ما عاش في الطلب
كان علي بن الحسين زين العابدين يتمثل بهذه و يقول :
و من يصحب الدنيا يكن مثل قابض *** على الماء خانته فروج الأصابع
كان أمير المؤمنين عليه السلام عنه يقول اللهم إني أسألك سلوا عن الدنيا و مقتا لها فإن خيرها زهيد و شرها عتيد و صفوها يتكدر و جديدها يخلق و ما فات فيها لم يرجع و ما نيل فيها فتنة
'''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''
محمد مهدي الجواهري
••••••••••••••••••••••
أي دبدبي تدبدبي أنا علي المغربي
أي طراطرا تطرطري تقدمي تأخري
تشيعي ، تسنني ، تهودي ، تنصري
تكردي ،تعربي ،تهاتري بالعنصر
تعممي تبرنطي ،تعقلي تسدري
كوني - إذا رمت العلا - من قبل أو دبر
صالحة كصالح عامرة كالعمري
وأنت إن لم تجدي أبا حميد الأثر
ومفخرا من الجدود طيب المنحدر
ولم تري في النفس ما يغنيك أن تفتخري
شأن عصام قد كفته النفس شر مفخر
طوفي على الأعراب من باد ومن محتضر
والتمسي منهم جدودا جددا وزوري
تزيدي تزبدي تعنـزي تشمري
تقلبي تقلب الدهر بشتى العبر
تصرفي كما تشائين ولا تعتذري
أي طرطرا إن كان شعب جاع أو خلق عري
أو أجمع الست الملايين على التذمر
أو كحم النساء حكم الغاصب المقتدر
أو صاح نهبا بالبلاد بائع ومشتري
أو نفذ المرسوم في محابر واسطر
أو أخذ البريء بالمجرم أخذ طرطر
أو دفع العراق للذل أو التدهور
فاحتكمي تحكمي وتحمدي وتؤجري
أي طرطرا تطرطري وهللي وكبري
وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري
وسبحي بحمد مأفون وشكر أبتر
أعطي سمات فارع شمردل لبحتر
واغتصبي لضفدع سمات ليث قسور
وعطري قاذورة وبالمديح بخري