~
~وضعت اصابع قدماي العاريتان على الارض بتوتر ، لتسري رجفة برد الى كامل جسدي ، انا اغلقت الباب الخشبي بقوة ودخلت ولكن ليس بأمكاني سوى رؤية مؤخرة رأسه وشعره البني الغامق ، هل هو شاب ليفعل هذه الامور؟ الصبغة وماحولها ، اللعنه ، فقط اطلقت زفرة هواء من رئتاي وتقدمت لأجلس بالمقعد الذي امامه ، فور جلوسي انا نظرت له ، انه رائع ، وشاب حقاً ، ولكنه جميل جداً ، عيناه تملئها مشاعر لا استطيع فهمها ولديه تلك النظرات الحادة ، ابتسامته الجانبية ويداه التي تملئها العروق البارزه بمجرد تحريكها ، هذا كله فاتن للغاية ، انا ارتحت لوهلة ولكن بمجرد ان تذكرت لماذا هو هنا ، فقط شعرت بأنني اريد ضربه بقوة
"حسناً اذاً ، لنتعرف قليلاً قبل بدء كل شيء"
تحدث بصوتٍ عميق ومريح ، مهلاً ليس مريح
"لا اريد ان اتعرف ، انت بالفعل تعرف اسمي وهذا كافي"
اجبت ببرود وانا انظر اليه
"اذاً لا تريدين ان تعرفين اسمي على الاقل؟ لنصبح متساويين؟"
سأل بسخرية
"اذا عرفت اسمك فقط نحن لن نصبح متساويين ابداً"
اجبته وانا ارفع احدى حاجباي
"اوه اذاً لنبدء ، ييريم ، لديك اسم رائع حقاً ، وجه رائع ايضاً وجسدٌ كذلك"
تحدث وهو ينظر الي ، ومن ثم تفحص جسدي بعيناه الحادتان ، شعرت بالخوف قليلاً ولكن اعجبني هذا
"انتي لم تشعري.."
قال وتقدم الي ببطئ ، جلس بجانبي ووضع يده على كتفي
"بالاحراج ابدا صحيح؟"
اكمل سؤاله بالقرب من اذني ، بصوت هامس وعميق "بالطبع لم افعل"
اجبته وانا انظر امامي ، للفراغ ، وقشعريره تعلو ظهري "الى متى تستطيعين تحمل هذا؟"
قال وهو يقترب اكثر ، انفاسه تصطدم بعنقي ، فراشات بطني بالفعل بدأت بالتحرك
"الى المده التي بأستطاعتك انت تحملها"
قلت وانا اُدير رأسي اليه ، لتتقابل اعيننا ، وتفصل بيننا انشات قليله جداً ، انه اجمل من هنا ، انفاسه رائعه ايضا
"لقد كنت اقوم بتشخيص حالتك الجنسية ، يبدو انك تحبين الجنس بالفعل نظراً لجسدك الذي اشتغلت حرارته لمجرد كلمات ، والان لنكمل"
قال وهو يقف ويعود لمقعده ، بقيت صامتة لعدة ثوانٍ لعدم استيعابي قوله بوضوح ، ولكنني سرعان ماوقفت وتوجهت اليه ، دون الشعور بذلك يدي تقدمت الى وجهه ، وفقط صفعته بكامل قوتها ، رأيته يضع يده على خده بألم لذلك شعرت براحة تملئ داخلي
"والان لنكمل"
قلت وانا انظر اليه بمجرد جلوسي بمقعدي
"علي تحملك لأنك احدى مرضاي"
قال بهدوء وعاد ينظر لورقته
"يا!"
صرخت مما جعله ينظر الي
"انا لست مريضة! انا مُجبرة ان اجلس هنا! توقف عن معاملتي كالمرضى"
اكملت حديثي بنبرة تهديد وصوتٍ مرتفع
"وهل تظنين ان الاخرون يأتون هنا بأرادتهم؟ هذا فقط جحيم نعيشه سوياً"
قال بذات نبرتي مما اخافني قليلًا ، ما الذي يقصده بجحيم نعيشه سويا؟ حسنا لا يهم سأختصر ماحدث ، هو فقط استمر بسؤالي اسئلة لا افهمها لذلك تجاهلته طوال الوقت ، من الغريب انه لم يفعل شيء لجعلي اجاوب او حتى انه لم يعيد السؤال لكي اجيب! لقد اردت حقا الجدال معه ولكنه يتجنب هذا ، اللعنة تبقت ساعة ونصف وهو بالفعل انتهى من حديثه
"لقد مللت حقاً ، وتبقى ساعة ونصف لأنتهاء الوقت ، هل بأمكاني فقط الخروج الان بما ان الجلسة انتهت؟"
سألت بضجر
"لا"
اجاب ووقف ، استسلمت اعرف ان لا فائده من المحاوله
"قهوة؟"
سألني وهو يمشي
"لا"
اجبت بصوت مرتفع
"انتي تجيبيني الان اخيرا"
قال وابتسم ، شعرت بغضب وتأففت فقط ، لم افعل الكثير انا فقط استمريت بالتجول في الغرفة الكبيرة هذه ، الفيت نظرة على كل شيء هنا ، حتى مكتبه الخاص ولكنه لم يتكلم بل استمر بالكتابة ، اخيرا استلقيت على هذه الكنبة الرمادية ، اللعنة تبقت ساعة كاملة لماذا الوقت بطيء هكذا
~
~
فتحت عيناي ببطئ ليدخل الضوء اليها مباشرةً مما جعلني اغلقها بقوة مجدداً ولكن مهلاً اين انا؟ ، جلست ونظرت بانحاء الغرفة الكبيرة جدًا جدًا ، وجدت ذلك الطبيب وشخص يجلس امامه ، اللعنة هل نمت هنا؟ هل حقاً انا نمت هنا؟؟ اذاً لابد انه حقنني بشيء ما ، هذا الطب مخيف اه اريد قتل نفسي لماذا انام بكل مكان ؟ وقفت سريعاً لأمشي بسرعة اكبر واتوجه اليه ، هذه لم تحدث دون تفكير لقد فكرت ملياً ولم اجد خيار اخر سوى صفعه لذلك صفعته بيدي القوية ، هو لم يرد علي او حتى انه تجاهل النظر الي ، بل سرعان ما ودع مريضه واغلق الباب خلفه ليعلو صوته علي
"ما الذي تفعلينه بحق الجحيم؟"
سأل بغضب
"بماذا حقنتني لكي اتحدث؟ ايًا من الابر تلك اعطيتني؟"
قلت مؤشرة على الابر
"ماذا؟"
سأل بذهول
"هل تدعي التساؤل الان؟ انظر الي ايها الوغد ، اذا كنت اعطيتني اياً منهم فعليك التحدث الان"
قلت بغضب وصوتٍ مرتفع بينما انا امسكه من ياقة قميصه ، وهو عالٍ قليلاً بالنسبة لي
"انا لم اعطكِ شيء ، اقسم بذلك"
جاوب بهدوء بينما ينظر الي ، انا الغاضبة الوحيدة
"اذاً ماذا اعطيتني غير الابر تلك؟ ايًا من الادويه؟"
قلت بغضب والدموع تملئ عيناي
"توقفي انا لم اعطيك شيء"
تحدث بقلة حيلة ، لا اعلم ان علي تصديقه ام لا ، لذلك انا فقط تركته وذهبت لأخذ معطفي من الخلف ولكنني اشعر بألم داخلي ، هذا مؤلم حقاً علي البكاء ولكنني لا اريد ، الدموع تتجمع بعيناي لتمنع وضوح رؤيتي بينما انا ممسكتها بقوة وهذا يخنقي بحق ، اطلقت تنهيدة دون شعوري وارتديت معطفي وبسرعة توجهت للباب ، خرجت واغلقته بقوة سلكت طريقي لأخرج من كامل المنزل ولكن الان دموعي بالفعل قد جفت ، الثلج يضع طبقة على الارصفة واسطح المباني ، الشمس غربت بالفعل ، الشارع فارغ ومخيف وانا لارغبة لدي بالعودة للمنزل لذلك اخذت اتجول في هذه المنطقة واتنقل بين المقاهي دون طلب شيء ، واخيراً توقفت امام هذا المنزل مجدداً لأطرق الباب بخفة ، مرت دقيقة وفتح احدهم الباب ، انه هو
"لقد انتهى وقت المرضى"
قال وهو يضع يده في شعره
"ولكنني مريضة مميزة"
قلت ودفعته لأدخل واغلق الباب
"انتي تقولين الان بأنك مريضة"
قال ولكن لم ارد
"بالمناسبة انا حقاً لا اريد العودة للمنزل"
قلت بصوت منخفض ومتوتر ، التوتر واضح بالفعل
"لذلك ارجوك اسمحلي بالبقاء هنا"
قلت وانا انظر لعيناه التي يملؤها التساؤل
"لماذا لا تريدين العودة؟"
قال وهو يصعد الدرج لأتبعه بدوري
"هل اعتبر هذا موافقة؟"
قلتها وانا امسك يده وابتسم
"ليس ان لم تجيبي اسألتي"
اجاب وابتسم بدوره ولكنني عبست
"حسناً اذاً ، ليس وكأنني لم انم بالشارع من قبل ولكنه اليوم باردٌ للغاية"
قلت واخيراً دخلنا تلك الغرفة البيضاء الكبيرة مجدداً
"اذاً استخبريني لماذا لم تريدين العودة لمنزلك؟"
قال وهو يستلقي الكنبه ويمدد قدماه ، بطريقة غير مهذبة ليس مثل ماكان يجلس من قبل ، جلست امامه بدوري وحرصت ان اخذ راحتي ايضا مثله لذلك مددت قدماي ايضا ، رأيت ابتسامته وكانت حقاً جميلة
"فقط ذلك المنزل لا يروقني"
اجبت محتالة
"اذاً اخرجي انا لا اريد ان اجابات مثل هذه"
قال وهو يمسك هاتفه ، تأففت بقوه ليضع هو هاتفه
"حسناً الجميع يستمر بأنتقادي هنالك ومن ثم يتفقون جميعاً ان يتجاهلوني لذلك انا اكره ذلك المنزل بشدة ، اشعرفقط انني بجحيم"
قلت بغضب ولكن فجأة قررت الصمت لرؤيتي له ينظر الي باهتمام لحديثي
"من يعيش هنالك؟"
سأل باهتمام واضح ، لم اره ابداً في حياتي
"نحن خمسة اشخاص ولقد كنا معاً منذ ان كنت في المدرسة اي انني اعرفهم تقريبا منذ ست سنوات وهذا كافي جداً لنثق ببعضنا ونحب بعضنا البعض ولكنهم فجأة قررو التخلي عني لقولهم انني خطرة ومريضة وما الى ذلك ، بحثت عن منزل بالقرب ولكن لا شيء استطيع دفعه ، انا بخير مع المنزل المشترك لانني لا ادفع الا القليل من الاجار ولكن الان اصبحت اكرهه ومهلاً انا لا اريد التعالج لانني لست مريضة وحتى ان كنت كذلك لا اريد ان احصل على العلاج لان ذلك سيجعلهم سعداء ولا اريد رؤيتهم سعداء"
قلت بسرعة وبحقد واضح
"ما الذي فعلتيه ليطلقو عليكِ هذه الصفات فجأة؟"
سأل وهو ينظر الى عيناي
"انا لم افعل شيء"
قلت مما جعله يرفع حاجباً متعجب ، فلتبقى متعجباً للابد
"اراهن انكِ لم تتناولي شيء منذ الصباح صحيح؟"
سألني وترددت بالاجابه لذلك اعتقد انه فهم ، مهلا راميون؟
"هل كل ماتملكه هو الراميون؟ ماهذا بحق الجحيم؟"
قلت بضجر عندما وضع الطبقان على الطاوله امامي
"اذاً لا تأكليه لا بأس استطيع تناول كلاهما"
قال وهو يقرب طبقي اليه ولكن سرعان ما اخذته منه وبدأت بالاكل
"هل ترى انني مريضة بالفعل؟"
قلت فجأة بعد صمت لعدة دقائق ، مع النظر لعيناه بتردد
"لا اعلم ، انتي..."
تحدث مجاوباً ولكنني قاطعته
"هل انت طبيب ولكنك لا تعلم ان كنت مريضه ام لا اي طبيب هذا بحق الجحيم؟"
تحدثت بضجر معقدةً حاجباي
"انا لا اعلم ماهو مرضك لانني لم اشخصك بعد لانك غامضة للغاية ولكن الان انتي تعانين من اضطراب في السلوك وهذا مؤكد"
اجاب بضجر
"مهلا هل قلت انني غامضة؟ هذه سمة مميزة"
قلت وابتسمت ، وضع هو يده على جبينه في يأس مما جعلني اضحك ، ابتسم هو بدوره ايضاً
"هل تراودك اي احلام متكررة اثناء نومك؟"
سألني فجأة قررت تجاهله
"انا طبيب ، واخباري بهذا ليس كأخبار شخص عادي ، ييريم الامر ببرمته راجع اليك اذا ماكنتي تريدين التعافي ام لا"
قال وعاد لطعامه
"نعم"
اجبت بصوت منخفض
"اذاً كيف هي ؟"
سألني قاصدا الاحلام
"شيءٌ مثل انني امشي بطريق طويل غامض ولكن فجأة لا استطيع الحراك بسبب قدماي الاتي علقت بداخل الارض بينما احاول اخارجها واطلب النجدة الارض تستمر بابتلاعي ولكن المكان فجأة يتحول الى مارثون ليجري الجميع من حولي ذاهبون الى مكان ما بالامام بأقصى سرعتهم متجاهليني تماماً والامر لايفلح مهما طلبت النجدة
أنت تقرأ
The saddest
Randomاعيش بجحيم ، لا اعرف ماهو ، لا اعرف من انا ايضاً ، انا حقاً مشوشة واشعر بالارض تستمر بابتلاعي ارجوك ساعدني... مهلا هذا جحيم نعيشه سوياً الابطال : ييريم ، تيهيونق طريقة السرد : pov عدد الاجزاء : لم يحدد بعد اينجوي