وتجلس كعادتها علي الكافيه ، بيضاء ذات أنف رفيع يتبعه فم محدد صغيروعيناها بنيتان تلمع في ضوء الشمس غارقتان في بحر الذكريات وجسمها رشيق ، ممسكة بكوب النسكافيه الخاص بها رفيقها الذي لا يفارقها أبداً ...
فلاش باك ٣ سنين :
- مريم انتي لازم تيجي شبكة ريهام اختي بطلي استهبال بقا !!
- يا بت بطلي تقفشي كدا اصلها هتبقي بالليل وانا مَش عارفة بابا هيوافق ولا لا !
- ملكيش دعوة انا هقول ل عمو وبابا كدا كدا هيوصلك انتي وبقيت الشلة .
- هههههههههههه يخربيت لمضتك خلاص خلاص هاجي بس عشان ريري متزعلش بس .
- وهي ريري بس الي هتزعل :( !
- لا وعشان عيون سلومتي حبيبتي كمان احلي صاحبة فالدنيا !
......
- مريم يا مريم يالهوووووووي مريااااااام !!!
- ها !! مي انتي هنا من امتا يا بت انتي !
مي : من زمان يا بلوة عمري ، انا نفسي افهم انا مجرد ما بسيبك خمس دقائق لوحدك دماغك دي بتروح فين !!
مريم : هتروح فين يا ميوش يعني ! مَش يالا بقا عشان منتأخرش علي المحاضرة .. ؟
- ييييييه ! دكتور عماد دا خنيق ورخم .
- ايوه ايوه .. ولو سمعنا دلوقت هنشيل المادة يالا يا بت امشي أودامي ..
- ههههههههههه حاضر حاضر يالا بينا .
مي من اقرب الاصدقاء إلي مريم منذ ان دخلت الجامعة وتحديداً كلية صيدلة وصداقتها قد آتمت من الأعوام عامين ف هما الان في الصف الثاني من صيدلة وفي نفس القسم ، ومريم شخصية تميل إلي الكتمان وتحمل المسئولية والذكاء ومرحة وطفولية أيضاً ولها اخ في الصف الثالث الإعدادي واسمه محمد والثانية هي منة ولا تقل جمالا عن مريم ولديها ابنة اسمها اميره ، قمحية اللون عيناها زرقاء اللون لها أنف محدد رفيع مثل بنات الروس وفم جميل جذاب يجعل ابتسامتها مشرقة دائما قريبة جدا من مريم في الجسم والطول وهي الوحيدة لأبوها وامها ..
وبعد اخر محاضرة في اليوم ..
مي : اوووووف ! ياللهوووووي دا حتة يوم نفخ انا تعباااااانة وهموووووت وأنام .
مريم : طب يالا يا ست الميتة عشان منتأخرش أكتر من كدا اليوم خلص اهو يالا ناخد المترو أسرع ..
- لا لا لا انا اتصلت ب بابا وهو هييجي ياخدنا .
- ليه يا بنتي تتعبيه كدا !!؟
- يا ستي لا تعب ولا حاجة هو كدا كدا لِسَّه مخلص شغل والوقت أتأخر اصلا مينفعش نروح لوحدنا !
يقاطعهما صوت بوق عربة حديثة نوع Kia لونها اسود لامع وينزل من العربة رجل يعادل ال ٥٢ عاما طويل القامة يغلب علي شعره اللون الأبيض وشاربه أيضاً قائلاً في صوت أجش :
- مساء الخير يا ولاد .
- مساء النور يا عمو عادل .
- مساء الفل يا حج .
والد مي :
- ازيك يا مريم يا بنتي عاملة ايه ؟!
- انا تمام الحمدلله .
مي مقاطعة : الله الله يا سي بابا لا انا كدا أغير ومفيش ازيك يا مي يا حبيبتي !؟
يضحك الجميع ويقول الأب :
- يا ميما دا انتي الي في القلب .
مي : ماشي ماشي كل بعقلي حلاوة طب مَش يالا بينا بدل وقفتنا دي ؟!
الأب ضاحكاً : يالا بينا
ويركب الجميع العربة ..
والد مي :
- مي مصدعانا بيكي يا ست مريم ، مبتتكلمش عن حد غيرك .
مريم :
- ههههههههههه ربنا يعلم انها زي منة أختي والله يا عمو .
مي :
- لا بقا احنا اكتر من اخوات كمان ، تعرف يا بابا انا بحمد ربنا أني مدخلتش طب وسمعت كلامك ودخلت صيدلة عين شمس عشان مكنتش هقابل مريم لو كنت دخلتها .
مريم : انتي احلي اخت فالدنيا اصلا .
والد مريم : ربنا يخليكم لبعض يا ولاد ويديم صداقتكم و محبتكم لبعض يارب .
مي و مريم في نفس الوقت : اميييين .
مي :
- ايوة هنا يا بابا بيت مريم .
مريم :
- شكرًا اوووي يا عمو علي التوصيلة دي ، يالا باي يا مي اشوفك بكرة .
مي :
- اشطا بااااي .
تصعد السلالم وهي تكره اللحظة التي تنفرد بنفسها بها وتحبها أيضاً فهي التي تذكرها به .. وايضاً بجرحها التي لم تداويه الأيام .. تحدث نفسها دوماً قائلة : ربنا أنعم علينا كلنا بالنسيان طب انا ليه مبنسهوش !! ليه !؟؟؟ ...
ترن الجرس لتفتح الباب اميرة ابنة منة التي لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات وبطفولتها البريئة قائلة :
- خالتو مريم جت خالتو مريم جت .
مريم :
- أهلاً أهلاً !! وحشتييييييييني يا ميرا .
تقبلها اميرة في خدها وتقول لها : انا كل يوم بقول ل ماما خديني عند خالتو روما تقولي اما تخلص أكلك وانا مَش جعانه يا خالتو .
تضحك مريم برقة قائلة :
- هي فين دي وانا اضربهالك .
اميرة ضاحكة :
- أهي جوا هي وبابا وجدو و تاتا .
تدخل مريم مبتسمة الصالة علي الجميع :
- السلام عليكم .
يرد الجميع :
- وعليكم السلام .
منة :
- أهلاً بالدكتورة بتاعتنا .
مريم بغضب مصطنع :
-بس بقا انا مبكلمكيش .
تضحك منة قائلة :
- ليه بس يا قمر ؟!
- بقا يا ندلة أسبوع مشوفكوش ..
- والله يا ميرا نادر بيبقي فالشغل طول اليوم اليومين دول مضغوطين وبييجي تعبان وانا مينفعش اسيبه كدا دا غير حضانة الهانم طبعاً .
نادر مقاطعاً : معلش يا روما عندي دي المرة دي .
مريم ضاحكة :
- صدرتيني للحكوووووومة خلاص براااااءة المرة دي .
يضحك الجميع وتنادي الام ل مريم من المطبخ :
- يالا يا مريم حضري السفرة احنا مستنيينك أهو عشان متزعليش .
- حاااااضر يا ست الكل .
وتناول الغذاء جميع أفراد العائلة وجلسوا في جو عائلي يضحكون ويتحدثون وانتهي اليوم وأنهت منة وأسرتها الصغيرة الليلة بقبلات الوداع مع وعد بمقابلة مثل هذه قريبة جداً ودخلت مريم غرفتها لتنفرد بنفسها كعادتها ...
أنت تقرأ
بحجة الظروف
Romanceمي عادل و امها ساميةً و احمد مجدي ومريم واختها منة و زوجها نادر وابنتهما ذي الاربع سنوات منة