الفصل الأول

5.5K 367 73
                                    

...
وكان قلبي أكثر البلاد خراباً


يدخل كعادته بعد الظهيرة( وقت استراحته )
ليفكّ ربطة عنقه ..والإرهاق بادٍ عليه بشدة

"مالغداء اليوم؟!"

لتتكرر تلك الجملة والتي اعتدت على سماعها بشكل يومي.،

هناك الكثير من العبارات التي تمر على مسمعي والتي أكاد احفظها عن ظهر قلب كلها
فمثلاً هناك جملة شهيرة في قاموسه ويظل يرددها

"ربما سأتأخر اليوم .. لاتنتظريني على العشاء"

"تسريحة شعرك قديمة الا تستطعين تغييرها"

"اليوم كان متعب حقا سأذهب لأنام"

مع العلم بأنه كان يتأخر كل يوم .اي لاشيء جديد بالنسبة لي

كما أنني أسرح شعري كل يوم بشكل جديد -الم يلاحظ حتى الآن؟- بالنسبة للأيام التي يتعب فيها فهي ايضاً كل يوم حيث أنه لايريد ان يبعد ذلك التعب عنه ويخفف قليلاً من عمله ويأتي للمنزل باكراً
لسبب لا أعرفه ..

او بالأحرى اعلم ذلك السبب ...ولا اريد أن اتذكره فأنا على الرغم من ذلك مسرورة وأحاول ان اجعل نفسي سعيدة من أجله ..

كثيراً ما كانت أمي تحترم أبي وتنصحنا بذلك
"عليكي يا بنيتي أن تعاملي زوجك على انه أباكِ وتقديرنه وتحترمينه.فهو سندك في الحياة"

تراني قصرت بشيء حتى أعيش هكذا

لا زلت أتذكر يوم زفافي كنت في عمر العشرين حينها

"هل تقبل تلك المرأة التي أمامك والمدعوة (نسيم) زوجةً لك وشريكة لحياتك الى الأبد"

في ذلك الوقت والى الآن ما أزال أحاول فك رموز تعابير وجهه ذاك اليوم

..أقف محتارة امام تردده في قول تلك الثلاثة أحرف

صمت قليلاً ثم قال
"ن ع م .نعم أقبل"

"اذا اعلنكما زوجاً وزوجة"

أقف هناك وسط الحضور وأصوات التصفيق ..
والأزهار التي تتطاير هنا وهناك ومن فوقي

حينها .الشعور التي تشعر به الفتاة يوم زفافها الا وهو الفرح والسعادة ..لم ينتابني ابداً

ولم أكن متحمسة ذلك الحماس الرهيب

فقط كنت أبتسم للمجتمع الذي حولي

لم أرغم على الزواج منه ..ولم تجبرني أمي او حتى أبي..

كأي فتاة عادية ..قبلت بالزواج امتثالاً للعادات والتقاليد السائدة

صحيح أنني لم أشعر بالسعادة العارمة .ولم أكن حزينة يومها

ولكن كانت هناك لذة الفرح ..تلك التي افتقدتها
ذاك اليوم ..ولا أعلم لما؟!

حركت يدي باتجاه الطاولة ..مشيرة له على الطعام الموجود هناك

"حسناً"
قالها لي ثم ذهب نحوها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
. مسابقة العلامة
الفصل الاول
نشر في 3/6/2016



نِــســـيَــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن