الفصل الأخير

3.2K 379 164
                                    

عندما تقاوم وتقاوم.وتصرخ كأنك في زجاجة مغلقة ،والجميع ينظر لك ولكن لايستطيعون سماعك،

هذا هو حالي منذ أن دخلت المستشفى ،لا أحد يصدقني أو يسمعني ،ميار حاول الانتقام بطريقة شنيعة وبشعة ،الى الآن مازلت مذهولة بما صنعه،كيف استطاع تزوير تقارير مرضي -فقدان الذاكرة-بهذه السرعة،وكيف الجميع انصاعوا له وصدقوه.

كل هذا لأنني لا أنجب،مابال هذا المجتمع يعامل الأنثى على أنها شيء شاذ او شيء ثانوي

فقط مجرد أداة للعمل .للمسؤلية .للانجاب

لايوجد اهتمام وعطف لايشعرون بي!!

كنت مستلقية على ذلك السرير الابيض
أكتب مذكراتي في دفتر صغير ،ربما هذا الشيء الوحيد المسموح لي،
لحسن حظي ،كان الطبيب ذكيا واستطاع أن يكشف مكر الملقب ب زوجي-ميار-ولعبته ؛هو الآخر مايزال مصدوما من هذا الفعل ،أي انسان يطاوعه قلبه وضميره لفعل ذلك!!

كان يعاملني بلطف ،ويطرح علي كل يوم بعضا من الأسئلة مثل ما اسمك؟،طعامك المفضل،والالوان والموسيقى ..

كنت أعلم أنه يفعل ذلك للتأكد من أني لم أفقد ذاكرتي،فهي أيضا طبيعة عمله

أخبرني يوما بأنه سيخرجني من هنا ،ويساعدني على الهروب ،لكن ليس حاليا ،بعد مدة ليست بطويلة

أخرجت ذلك القلم وبدأت أنثر تلك الكلمات المبعثرة قي عقلي ،وأخرج مابداخلي

-أبي إشتقت إليك كثيرا .أين أنت لترى حالتي الآن
الجميع افتكروني جننت لأني لا أنجب
لو كنت هنا بالطبع لن تصدقهم أنا متأكدة من ذلك

مسحت أدمعي التي تسابقت واحدة تلو الأخرى
تلك التي لم تفارقني طيلة شهر كامل
لقد أصبح البكاء لدي عادة يومية لاأستطيع التخلي عنها.
-أنا مازلت على يقين بأن هناك شيء جميل سيحدث وسأعيش بطمأنينة في عالم آخر لايوجد فيه ميار آخر ولا أناس يقفون بصمت عاجزين عن تصديقي ومساعدتي .أليس كذلك يا أبي؟؟
-أريد أن أبني ذلك العالم لوحدي ،وأتجول بين طرقاته النظيفة الغير متسخة بالظلم

-سيأتي ذلك اليوم

أغلقت دفتري وخلدت الى النوم .

في الصباح
تناثرت أشعة الشمس داخل الغرفة ،وبدأت تلك الطيور المتجمعة على النافذة واقفة بصف واحدة كأنها فرقة موسيقية بإطلاق سينفونيتها

بدأت أنا بالإستيقاظ وتحريك جسمي رويدا رويدا
فتحت عيناي بصعوبة

أين أنا؟؟
تسائلت

دخل شخص من الباب مرتديا ثياب تشبه ملابس الاطباء

تبسم لي وقال
"صباح الخير"

عقدت حاجباي
"من أنت؟؟و ماذا أفعل هنا؟

تفاجئ بدوره وبقي واقفا

تلفت يميني وشمالي وأخذت اتفحص المكان انشا انشا ،يشبه المستشفى

"أود أن أسألك سؤالا"
قالها لي وجلس أمامي على الكرسي
"تفضل ؛ولكن بعدها أخبرني من أنت وسبب تواجدي هنا"
ماهو اسمك؟"

سألني

"ماهذا السؤال هه اسمي هو ،هو .لحظة أنا أعلم ماهو اسمي انه سؤال سهل .اسمي هو لقد ،نسيت !!
لماذا لا أقدر على تذكر اسمي

"لاعليك ،اسمك نسيم"
قالها بهدوء تام
ما اسم زوجك؟؟
أردف

قشعريرة اجتاحت جسدي؛وقلبي أخذ يخفق بسرعة

"أنا متزوجة؟!"

قلتها ببطء

"نسيم لقد فقدتي الذاكرة حقا تحولت الكذبة إلى حقيقة!! ربما لتنسي مامر بك وربما لتنسيه هو أو لتنسي شيئا "

أنا أجهل تماما حقيقتي الآن ،ولاأعلم ماعلي صنعه لكن هناك راحة مبعوثة داخلي ،وإقبال على الحياة

شرح لي الطبيب حالتي .وأعطاني دفتر مذكراتي وأخبرني بأني كنت أكتب عليه أثناء مكوثي هنا

جلست أتأمل تلك الكلمات المليئة بالحزن والأسى
هل مررت بكل هذا!

قرأت تلك العبارة
"متى سيحصل ذلك الشيء الجميل يا أبي؟؟"

أغلقته وارتسمت على وجهي ابتسامة راحة وأمل

همست
"لقد أتى ،أهداني القدر نعمة النسيان،أنها نعمة ثمينة لايقدرها الكثيرون ،فأنا نسيت حتما ولا أذكر أي حدث مر معي،بداخلي شيء خفي شيء من الحنين الى الحياة الجميلة خارجا ،لحن شجي يتردد داخل أضلعي .. أنا نسيم ،نسيت لأعيش...

يجب علينا الإيمان بالكامل بأن الأشياء الجميلة ستحصل في يوما ما مهما طال قدومها ومهما تأخرت






الجميع سيوتقع نهاية سعيدة لنسيم وجميلة ايضا فهي تستحق.نعم تستحق .والقدر تبسم لها واحتضنها

نِــســـيَــانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن