بدأت قصةُ بطلتنا آنابيلا بحبها للرسم .
كانت أحزانها لا تخرجُ كالآخرين ، فكانت دموعها الفرشاةُ و شهقاتها الألواحُ و مشاعرها الألوانُ .
كما أنها عبرت عن فرحها بالرسمِ فكانت ابتساماتها الفرشاةُ و ضحكاتها الألواحُ و فرحتها الغامرةُ هي الألوانُ .هم يبدعونَ عندما يلتقونَ بأصدقائهم الذينَ يكونونَ كرةً أو مساحيقَ تجميلٍ أو حتى أدواتَ نحتٍ .
جميعهم يعبرونَ عن ما بداخلهم بمواهبهم لكنهم جميعاً لا يخرجونها للآخرينَ ، هل لو أن الفرصةَ سمحت لهم لاستطاعوا اخراجها ؟
نعم .. سيفعلونَ و سيخرجونَ ما بداخلهم كالجميعِ لأنهم أفرادٌ من كلمةِ مجتمعلكن المجتمعُ الذي يملؤهُ الجهلُ و التخلف ، المجتمعُ الذي ينبذهم هو من يزيدُ من حالاتهم سوءً .
فترى بعضَ الأهالي يبعدونَ أطفالهم عن أطفالِ التوحدِ و كأنهم مصدرُ خطرٍ للآخرين ..هل هم وحوشٌ ليفعلوا ذلكَ بهم ؟ لا واللهِ هم الوحوشُ بأفعالهم .
فابتسم يا ابنَ التوحدِ و امضي فماهم الا معاقينَ بأفكارهم .فلو أنكَ ترى ما يكتبهُ المصابُ بالتوحد سترى قصةً أجملَ من قصصِ المسنين ، فهم بداخلهم كبتوا ما يحملونهُ لسنين ..
و لا تنسى أن البشريةَ عانت من الجهلِ بطرقٍ مختلفةٍ لسنين ..
فكانت المرأةُ مضطهدةً ، و غدا الأسودُ عبداً للأبيض ، و باتت الشعوبُ تقتلُ بعضها .
اما الآنَ فلا زالوا جهلةً بأفكارهم .فمنَ الممكنِ أن ترى الأمريكيَّ يقولُ لهنديٍ مهاجر ، لكنهُ ينسى أنهم جميعاً مهاجرونَ و الأمريكيونَ الأصلي نَ يقفونَ تحتَ مسمى هنودٍ حمر .
فلا تزالُ هناكَ إعاقةٌ بأفكارهم .
و لن يكونَ مشلولاً معاقاً
و لن يكونَ طفلٌ مصابٌ بمتلازمةِ داون معاقاً
و لن يكونَ يكونَ شخصٌ يعاني من توحدٍ معاقاًو بأيِ حق يلقبونهم بتلكَ الألقاب ؟
و ما يكونُ الإنسانُ معاقاً الإ بأفكاره ، و كم كانَ ذو احتياجاتٍ خاصةٍ مفكراً أو ناقداً .
و لن ننتهي من هذهِ العنصريةِ و التمييزِ الا إن استعدنا إنسانيتنا التي فقدناها ، و لكم من حيوانٍ أكثرَ إنسانيتاً من بعضِ البشر .