تاويون و جي دارغون

510 17 4
                                    


"عليك أن تهتم بأختك بنى, نحن سنتركها فيحمايتك, عليك رعايتها فهي لاتزال صغيرة وتحتاج إليك.. كما عليك الحفاظ عليها حتى تسلمها لزوجها, أنها أختك, لا تنسي يوماً أنها أختك, ولا تفكر بها بغير ذلك, انت وعدتني بنى, والان سنودعكما.."

اتجاه الوالدين نحو الباب، فلحق بهـما ذلك الطفل مسرعاً يسحب والدته من ملابسها قائلاً.." ولكن الى اين تذهبان وتتركنا؟؟"...كان طفل صغير, في المرحلة الاعدادية من تعليمه, كان طفلاً نابغاً, يدرك ويتدارك الأمور بسرعة ,كما كان متفوق في درسته وذلك دليل على ذكاء عقله, الذى اوصله إلى حقيقة مغادرة الوالدين وإلى الأبد, وكأن لديه الحاسة السادسة ليعلم بأنها اخر مرة سيراهم بها, فتشبت بهم متوسلاً, باكياً, مصراً على فكرة اصطحابهم معهم..

"وداعاً.." قال الوالدين معاً, ليخرجا من المنزل ولا يعودا مرة اخري, فكيف لهما ان يعودا وهما قد غادرا هذا العــالم..

ففي ذلك الـيوم.. قرر الوالدين الموت معاً, بسبب حبهما النقي والقوي لبعضهما, الذي يرانه أعظم من ان يتواجد على هذه الأرض, لذلك قررا أن يحتفظان به بعيداً عن سطح هذا الكون, وتخبيئته في باطنه بدلاً من سطحه..

متجاهلان, ذلك الطفل الذي لا يزال يحتاج إلى حنان الأم وعطف الأب ليكمل حياته بطريقة سليمة مثل باقية الأطفال, وتلك الطفلة التي لا سبب لإنجابها على هذه الحياة, طالما لن يعيشان معـها..

"عزيزي انا احبك", ,"عزيزتي انا احبك"

هذه كانت اخر كلمات ذلك الثنائي المحبْ, ليقفزا من المروحية تركان اجسادهما تسقط إلى الأسفل ,لتختفي ولا يجدو منها ما يذكر.. ليكون ذكرى لأبناهم حتى..

..."هل يوجد من بتلك الأنانية, ليفعل ذلك!!.." ارتسمت ابتسامة ساخرة, يسخر بها من نفسه ليكمل.. "وما يمنعهم؟؟"

يفكر بتلك الحادثة كل ليلة وكأنها تحدث كل يوم, ذلك يجعل رأسه يشتعل من التفكير, يبحث بداخله عن عذر واحد ,واحد فقط, يمنحه لهما على فعلتهما.. شرد بتفكيره الى ابعد الحدود.. لم ينتبه حتى لتلك الجالسة بجانبه..

تايون " أوبا , هل تسمعني!!"

جي دارغون "اه ماذا؟"

تايون "أوبا, لما انت تفكر كثيرا, عليك ان تريح عقلك قليلاً"..

استرق نظراته إليها, نظر مطولاً بها, فاستغربت من فعلته.. "ماذا؟" ,

انتبه لتصرفه " ماذا تردين؟"

تجاهلت ذلك واردفت.." غدا لدي اختبار, عليك الاستيقاظ مبكراً لتصلني, وتنتظرني لأكمل ونذهب من بعدها إلى المشفى, فلدي مراجعة",, كانت كلماتها سريعة جدا. جعلته يعود لينظر إليها بتلك الطريقة.. متى تعلمت الحديث, كيف كبرت بهذا الشكل ومتى؟ ,وكيف مضت تلك السنوات عليهما بتلك السرعة؟؟

 ♡تخيلاتي ♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن