.
.
من بين كل الناس كنت انا من يواجه هذا الصراع
لكن .... لماذا ؟!
لماذا كنت انا الوحيدة التي عانت من هذا الصراع ؟!
هل فعلت شيء كان السبب لهذا !!
لازلت اتسائل ولازالت اسئلتي تحيط بها استفهامات كثيرة
لانني واجهت صراع غريب ..
صراع قوي بين الجسد والروح ..
.
.
حور
كنت جالسة بغرفة الانتظار وبعد مرور مدة من الزمن بدؤ ينادون " نرجو من جميع المسافرين الى بلاد العراق ان يتوجهو لركوب الطائرات .. ثم كرر النداء و قال " نرجو من المسافرين الى العراق بلتوجه الى الطائرات قبل ان تقلع .. في تلك اللحظة لم اصدق بانني ساعود للعراق بعد تلك السنة المشئومة التي عشتها خارجه .. واخيراً سارى بلادي من جديد .. فشوقي لها قد فاق كل شيء ..
نهضت من على الكرسي ثم امسكت بحقيبتي وتوجهت للطائرة .. وبعد ان ركبنا قالو " الان ستقلع الطائرة نرجو منكم ان ترتدو حزام الامان وان تغلقو الطاولات التي توجد في المقاعد .." ثم اتت مضيفة الطيران وبدأت تعلم الركاب كيف يربطو الحزام جيداً وكيف يفتحوه وكيف يتصرفون في حالة الطوارء اذا تعرضو لدوار او اختنقو شيء من هذا القبيل ..
وبعد ان اقلعت الطائرة مرت ساعات ثم بدأت الطأرة تتعرج في حركتها ، تهبط فجئة وتصعد فجئة .. تحدثو في السماعات وقالو " نعتذر ايها الركاب يوجد عطل في الطائرة نرجومنكم ان لاتقلقو وان تلتزمو بتعليمات الامان ونرجو الهدوء .."
كان موقف مرعب جداً فلطائرة كانت مرتفعة جداً وحركاتها الغير منتظمة كانت تخيف للغاية .. كان جميع الركاب يصرخون بخوف .. اصلحو العطل لا نريد ان نموت .. حتى ان اكثرهم بدئو بلشتم .. حقيقة لا استطيع انكارها هي ..
الخوف الذي عشته في هذا الوقت كان لا يوصف .. فنحن على متن طائرة مرتفعة جداً وان سقطنا ماذا سيبقى منا غير الاشلاء الصغيرة .. طبعاً اذا لم تنفجر بنا الطائرة في السماء وتسقط اشلائنا كما تسقط قطرات المطر ..
اصبحت حركة الطائرة اكثر غرابة فقد بدأت ترتفع بسرعة كبيرة جداً كانها تريد ان تاخذنا الى الفضاء .. وخلال
ارتفاعها المرعب ذاك سمعنا المضيفات يقولو برعب " لقد فقدنا السيطرة .. لايوجد حل لنا غير الدعاء " اصبحنا جميعنا ندعي بصوت عالي وتوتر والعرق يتصبب من شدة الخوف والدمو تنهمر .. هل هذه النهاية ...!!
هل نهايتنا ستكون هنا ..!؟
في رحلة مشتاق الى عطر وطنه ..
سيدفن قبل ان يشم ذلك العطر ...
توقفت الطائرة فجئة ثم بدأت بالهبوط بسرعة كبيرة حتى اننا كنا نتألم فاذاننا كادت ان تمزق من شدة الضغط ..
قلوبنا لم تعرف كيف تنبض فقد سلمنا انفسنا للموت ..
فلم تمضي دقائق على ذلك الانفجار الكبير الذي حدث في اثناء الهبوط ..قتل به جميع الركاب
لكن الغريب هو ...
انني استيقظت بعد ذلك الانفجار ..
هل انا على قيد الحياة هل حقاً لم اموت !!!؟
كنت قد نهظت بصعوبة وانا مصدومة هل حقاً بعد ذلك الانفجار لا ازال حية !!؟
بدأت بل سير ووجدت سيارة الاسعاف تنقل الجثث توجهت الى احد الاشخاص هناك وقلت له بتعب : عفواً .. لكن اين انا.!!؟
سئلته ولم يجب اعتقدت انه لم يسمع صوتي لذلك كررت السؤال مجدداً لكن لم يجب حتى انه تصرف كان لا احد بجواره ..!؟ قلت له بصراخ : ماذا بك لما لا تجيب ؟!
لكن لم يلتفت حتى ..!!
اردت ان امسكه لكن لم استطع كانه يصعقني حينما احاول الاقتراب منه ..
ماذا يحدث هل انا في كابوس ..!؟
اجل هذا حلم ساستيقظ ؟!
يجب ان استيقظ ..
في اثناء وقوفي وتحدثي مع نفسي مر شخص وهو يحمل
حقيبتي ووقف بجوار احد رجال الشرطة وقال له : وجدنا حقيبة اخرى لاحد الضحايا .. لكن لانزال نبحث عن الجثة المفقودة ..
الشرطي : ابحثو جيداً فنحن لا نعرف من تلك الجثة المفقودة لان جميع الجثث مشوهة بلكامل بسبب الانفجار .. وخذ هذه الحقيبة وضعها بلقرب من جثة الفتاة التي كانت تحملها ...
حور
قلت للشرطي بصراخ : جثة ماذا .. ماذا تقول هذه حقيبتي.. انظر انا بخير لم امت .. ماذا تهذي جثت ماذا انا بخير .. انت ايها الرجل اترك حقيبتي انها لي .. انا لم امت ...
لحقت بلرجل الى ان رأيته كيف وضع الحقيبة بلقرب من احد الجثث .. نظرت للجثة بغرابة ثم قلت بصراخ : هذه ليست انا ..حتى انها لاترتدي نفس ثيابي .. هذه ليست انا .. انا لا ازال على قيد الحياة .. لما لا تفهمون انا لم امت ... انا
اقف هنا معكم اتحدث معكم ماذا بكم ... اسمعوني .. لم امتتتت
هل يمزحون معي !!!
ام هذا كابوس .. متى ساستيقظ فقد بدأت اخاف حقاً من هذا الكابوس ..
بدأت اسير وانا انظر الى الجثث بخوف .. كانت جميع الجثث مشوهة وبعضها مقطعة .. استمريت بسير لكن دون ان الاحظ انني ابتعدت عن مكان الانفجار وفجئة وجدت بعض اجزاء الطائرة في مكان بعيد يبعد عن الحادث اقتربت من تلك الاجزاء لكن الغريب انني وجدت فتاة هناك ..
توجهت نحوها بخوف ونظرت لها عن قرب لكن ..
لحظة ..
هذه الفتاة ...
مستحيل لا اصدق ..
قلت بصراخ وانا ابكي بشدة... فليكفي اريد ان استيقظ
لينتهي هذا الكابوس ..
لينتهي والله لا استطيع التحمل .. كان الرعب قد انتشر بجسدي .. حتى انني اصبحت ارتجف من شدة الخوف هل حقاً ما ارى ... هل هذه انا ..!!!
قلت بخوف وارتباك .. ممماذا ييحصل !! لما لا استطيع ان استيقظ ..
ازداد بكائي وبدأت اصفع وجهي بقوة لعلي استيقظ لعله ينتهي هذا الكابوس ...
لكن بعد ان صفعت وجهي عدة مرات ولم يحصل لي شيء لم افيق .. رميت بنفسي على الارض وكنت ابكي وابكي
وستمريت بلبكاء الى ان حل الظلام .. وبدأت اسمع صوت منخفض لمسيقى ...صوت لعبة طفل نهضت وتبعت ذلك الصوت ..
ماذا يفعل طفل هنا بوسط هذا المكان الاشبه بلغابة ..
اقتربت من الطفل ونحنيت لانظر له عن قرب ..
قلت له وانا ابتسم .. ماذا تفعل !!
عندما رفع رأسه لينظر الي اقتربت عيوننا .. ثم رجعت للخلف وانا اصرخ ..
قلت بخوف وبصوت متقطع .. يا الله يا ربِ ما هذا ...!! عيناه .!!؟ عيناه بييضاء .. كل عيناه لووونها ااببيض .. ااي طفل هذا ... ابتعدت عنه تدريجياً ثم بدأت بلهروب بسرعة .. كنت اركض وانظر للخلف وانا اتنفس انفاس متقطعة من شدة التعب .. لذلك وقفت في احد الاماكن لارتاح قليلاً
لكن صوت تلك المسيقى قد عاد وكانه يصبح اعلا في كل مرة .. بدات انظر حولي بخوف .. من الممكن الطفل يلاحقني لكن اين هو .. كنت ادور حول نفسي ببطئ لكي اراه اين هو .. هل اقترب مني ..
لكن كنت اسمع الصوت فقط فلم ارى الطفل .. لم اجده ..
ضربت على رأسي لانني من المحتمل اتوهم هذا الصوت من شدة الخوف ..
لذلك بدأت بتهدئة نفسي ثم اكملت السير ..
كنت اسير وانظر للخلف تارى والى الجوانب تارى اخرى لا اعلم لماذا اشعر بان هناك من يراقبني ..
لذلك بدأت بلصراخ .. اخرج اين انت .. الا يكفي هذا العذاب .. اخرج لاراك .. لماذا تلاحقني ..
في اثناء صراخي سمعت صوت شخص يهمس بأذني .. هل انتِ واثقة من طلبك هذا .. قال تلك الكلمات بصوت مخيف التفتت الى ذلك الصوت لكن لم اجد احد لذلك بدأت اجري بسرعة لكن في كل خطوة اتعثر واقع .. لا اعرف اي نوع من الكوابس هذا لكن حقاً سافقد عقلي بسببه ..
توقفت في مكان ما .. جلست على احد المقاعد التي توجد في ذلك المكان لكن بعد مرور دقائق احسست بان الحشرات قد تسلقت جسدي وقفت برعب وبدات انفض ثيابي وابعد الحشرات واصرخ ..
بتعدت عن ذلك المكان ودموعي تنهمر لما يحدث لي كل هذا ... يا الله لماذا تعاقبني هكذا .. ملذي فعلته ..!
ساجن والله ساجن لماذا تلاحقني تلك الاشياء المخيفة ..!
اين انا ...!
لما جسدي بغير مكان وانا امشي هكذا وأرى اشياء غريبة.!
ماذا يحصل لي ..!
يا الله اخرجني من هذا الكابوس ..!
اريد ان استيقظ .. يكفي فقد بكيت وخفت كثيراً اريد ان اعود .. استيقظ ..
.
.
بعد ان سئمت من البكاء والصراخ استلقيت على الارض واغمضت عيني متئملة الوقت الذي افتح به عيني وارى نفسي نائمة بغرفتي .. ارى هذا الكابوس قد انتها ..
مرت ساعات ولا ازال اغمض عيني لكن لا استطيع النوم ..
وعندما اشرقت الشمس نهضت بتعب وبيأس واكملت سيري الى ان وصلت لمكان تكثر به البيوت .. اه واخيراً خرجت من تلك الغابة ووجدت البشر ..
بدأت اسير بلهفة كانني سأرى شخص عزيز على قلبي ..
دخلت لوسط تلك المنطقة وكنت ارى الناس كيف يتحدثون ، يضحكون ، يعملون .. ارتحت عند رؤيتي هذا المنظر لذلك توجهت لاحد الاشخاص وقلت له وانا ابتسم : اهلاً .. انا احتاج مساعدتك .. اخي اقول احتاج مساعدة لم لا تجيب .. انا اتحدث معك .. اجب .. سئمت من هذه الحالة لذلك اردت ان اصفعه لكني صعقت .. قلت بصراخ .. لماذا !!
لا استطيع لمسهم ولا يشعرون بي .. هل انا شبح .!!!؟
لماذا يحدث هذا معي !؟
سمعت صوت همس بلقرب من اذني مجدداً لذلك قلت بصراخ .. اخرج لاراك .. انا متأكدة من كلامي اخرج الان ..
بعد ان قلت تلك الكلمات بغضب شعرت بشيء غريب يسير بأتجاهي ادرت رأسي للخلف وكنت اغمض عيني بسبب الخوف ثم بعد ان شعرت به اقترب مني فتحت عيني وكنت مصدومة .. عجزت عن الكلام بتلك اللحظة .. كان عبارة عن شيء ضخم يرتدي وشاح اسود بلاحرى ليس وشاح كأنه
عبائة تغطي كُل جسده .. حتى انني لم استطع ان ارى وجهه .. شعرت بخوف شديد لكن جمعت قوتي لنطق تلك الاسئلة : من انت !!؟ ولماذا تلاحقنني !!؟واين انا !؟ ولما انا هكذا !!؟ ماذا يحدث لي ؟؟!
قال بصوت مخيف : لم يحن الوقت لاجيب عن هذه الاسئلة.. كان صوته من شدة خشونته كان به صدى .. قلت له : ومتى ستجيب .!؟
سئلته هذا السؤال لكن كانت لحظة قد التفتت بها ثم اختفى لم اجده ..
اين ذهب !؟ ومن هو ؟؟
يا الله ماذا يحدث لي !؟
كنت اتحدث مع نفسي وفجئة ابتسمت لي طفلة .. فرحت كثيراً لان هناك من يراني ويشعر بي .. اه واخيراً .. تبعت الطفلة وامها .. رأيتهم دخلو الى احد البيوت .. لذلك دخلت معهم ..
جلست والدة الطفلة بجوار صديقتها وبدأو بلتحدث .. انا
توجهت للطفلة وتحدث معها ثم ضربت رأسي بيدي و قلت كم انا غبية كيف لطفلة ان تتحدث معي وهي بهذا العمر ..
كانت تبتسم لي فقط ..
علمت انني فشلت بمحاولتي الاولى لذلك جلست بلقرب منهم .. كنت اسمع كلامهم لكن ارى نواياهم وه ذا شيء ارعبني .. كانت الامرأة تبتسم وتتحدث بلطافة لكن نيتها خبيثة شكلها تغير واصبحت رائحتها نتنة كان كتاب سيئاتها قد انكشف لي .. لكن تلك ام الطفلة حقاً كانت صادقة وطيبة لكن لو بقيت مع هذه الفتاة ستتئذا حقاً لذلك اردت ان انقذها لكنني سمعت همس مجدداً كان يقول لا تلعبي بلاقدار .. قلت وانا متجمدة .. المرأة ستدمر حياتها ستأخذ زوجهة منها .. قال لي .. هذا امر الله فيه حكمة لها ..
صمتت لفترة ثم التفتت لذلك الصوت وقلت له .. اخرج اريد ان اتكلم معك ..
همس بأذني وقال .. اخرجي من هذا المتزل وستريني ..
خرجت بسرعة ووقفت ابحث عنه واذا بي ارى شيء ضخم اشبه بذلك الذي يرتدي عبائة سوداء لكن هذا عبائته بيضاء اللون ..
ذهبت له بتعجب ثم قلت .. من انت !؟
قال .. انا عملك الصالح ..
قلت بتعجب .. عمل ماذا ..!!!؟
قال .. لقد جمعت اعمالك الصالحة على هيئتي هذه
قلت بخوف .. ماذا يحدث لي اين انا ..!!؟
قال .. روحك خرجت من جسدك ..
قلت بصراخ وخوف .. مااااذا !؟
قال .. لقد اعطاكي الله فرصة
قلت بتعجب .. ماذا !!؟
قال .. اتذكرين حين نقذتي تلك العجوز الفقيرة .. حينما شتمت من صاحب المحل واتهمها بلسرقة .. حينما ضربها امام الجميع ...
قلت بتعجب .. نعم اذكر
قال .. حينما نقذتيها وبينتي الحق بانها لم تسرق بل اتهمت كذباً .. حينها بكت تلك العجوز ودعت الله ... والله لايرد دعوت المظلوم .. المكسور .. المسكين ..
لذلك الله عز وجل اجاب دعوت العجوز واعطاكي هذا الفرصة لكي تعرفي اخطائك وتصححيها ..
قلت بتردد .. كيف ساصححها وانا روح فقط ..!!!؟
قال .. ستعرفين جواب هذا السؤال حينما يأتي وقته الان الحقيني ..
كان يسير وكنت اتبعه لا اعرف اين يريد ان يذهب لكنه دخل لمكان كبير كانه بيت .. ووقف امام احد الابواب وفتحها ..
كان بداخل تلك الغرفة رجل يمزق بلنقود وهو يصرخ ويبكي ويقول .. افنيت عمري وانا اجمعها ونسيت بانها لاتنفع افنيت عمري وانا اطمع بها ونسيت ربِ وطاعته ..
كان يتذمر كثيراً ويصرخ ويبكي بحرقة قلب ..
سئلت عملي الصالح وقلت له .. اين انا ..!؟ ولماذا احظرتني هنا ..!!
قال .. انتِ في السرداب وهذه بعض قبور الاموات .. احظرتك هنا لكي تريهم ولاتصبحين مثلهم ..
نظرت له بتعجب .. ثم دخلت معه لاحد الغرف لكن الغريب ان في تلك الغرفة فتاة كانت تمزق صدرها كانها تريد ان تخرج عضامها .. التفتت لعملي الصالح وسئلته بتعجب .. ماذا بها ؟!
قال .. هي نادمة لانها انهت عمرهة وهي تفكر في الحب .. تريد ان تخرج قلبها لتمزقه فقد اضاعت عمرها بسببه ..
عجزت عن الكلام حينها لذالك خرجت بسرعة وتبعته ..
وبعد ان دخل لاحد الغرف رأيت مجموعة من الشباب والاطفال والرجال والنساء كانو يقفون بشكل صفوف ينتظرون دورهم ليدخلو يديهم في المثرامة كانو ينتظرون بهدؤ كانهم معتادين على ذلك الشيء الفضيع ..
كنت متجمدة في مكاني لا استطيع التحدث بسبب هول المنظر .. لذلك قال لي العمل الصالح .. لاتتعجبي فهذا ما حدث لهم بسبب الهواتف ..
نظرت له بتعجب ثم خرجت مرعوبة .. ويعدها اخذني لاحد الغرف كان فيها شخص يضع يداه على اذنه ويصرخ كان الدم يسيل من اذنيه .. قلت بتعجب ماذا به ..!!؟
قال .. كان يطرب بسماع الغناء ..
قلت له بخوف ارجوك اخرجني من هنا .. لا اريد ان ارى المزيد ..
اخرجني من ذلك السرداب ثم رحل .. لا اعلم اين رحل لكنه اختفى بسرعة .. لذلك اكملت سيري وانا مرعوبة بسبب المناظر التي رأيتها ..
وبعد ان وقفت امام احد الاماكن رأيت شيء كان كعين من الدم ..
فلدم يخرج من باطن الارض بسرعة يتدفق كلماء .. حتى ان قدماي قد اصطبغتا بللون الاحمر .. اكملت سيري برعب ..
وكنت خائفة من ذلك المكان فاصوات الصراخ كانت تتعالى به واصوات السلاسل وضرب .. قد ارعبتني حقاً لذلك بدأت اجري بسرعة لكنني عثرت وسقطت في وسط ذلك الدم
نظرت لحالتي تلك بهلع فكنت اتنفس انفاس متقطعة من شدة الخوف ..
ازداد ذلك الصراخ والاصوات الغريبة قد ارتفعت لذلك نهضت بسرعة وبدأت بلجري وانا مفزوعة اجري كلمجنونة لا اعرف اين اذهب ؟!
وبعد ان استطعت ان اهرب من ذلك المكان توقفت بلقرب من شجرة ثم جلست تحتها وكنت اخفي رأسي بين ركبتاي واجهش بلبكاء ...
كنت نادمة وحزينة على كل شيء
فقد امضيت حياتي دون ان افهمها ..
تجاهلتها وانا اعتقد بانني لازلت في بداية حياتي ولن اموت في هكذا وقت ..
كنت قد اخرت كل شيء ، توبتي ، صلاتي ، طاعتي لله ..
قد اخرتها وانا اعتقد بان لدي وقت كانني ضامنة حياتي ..
نسيت ان الموت يأتي على غفلة .. فلا يوجد موعد معين للموت ..
استمريت بلجلوس الى ان غابت الشمس حاولت النهوض لانني اصبحت ارتعب من الظلام لذلك ذهبت الى احد البيوت وجلست بلقرب منها ..
شعرت بشيء غريب حينما جلست هناك..
فقد ارتحت والاطمئنان انتشر بقلبي .. اه يا ربِ ماهذا الشعور الجميل .. التفتت لانظر الى النافذة واذا بي ارى امرأة تشغل القرآن في التلفاز وتعمل .. ذلك الصوت جعلني اشعر بأمان زال الخوف مني احسست براحة لم ارغب بلافتراق عن هذا المن زل .. حتى انه كان يشع بلنور ورائحته كلمسك ..
دخلت لذلك المنزل وبدأت انظر لتلك الامرأة كيف وجهها وابتسامتها تريح القلب ..
جلست هناك بضع دقائق ثم خرجت .. كنت اسير وابكي فقد اشتقت لمنزلي لعائلتي لامي لابي اشتقت لهم حقاً لم اتوقع ابداً بانني ساافارقهم بهذه الطريقة دون وداع حتى ..
في اثناء بكائي لمحت لشيء كان يسير بسرعة .. لذلك جريت نحوه بخوف ثم وقفت خلفه .. كان عبارة عن فتاة ترتدي ثوب ابيض وشعرها طويل اسود قلت لها بتردد .. من انتِ !!؟
وجهت انظارها لي وكانت تنظر بحدة ثم اكملت سيرها ورحلت ..
وقفت وانا مصدومة من تصرفها .. من تكون !؟ لماذا لم تتحدث معي ؟!....كنت اسئل نفسي الكثير من الاسئلة
لكن قاطعني ذلك الهمس .. لاتفكري كثيراً فهناك امور لايجب ان تعرفيها
التفتت للصوت ثم قلت .. هل انت عملي الصالح !؟
قال .. لا
قلت بتعجب اذاً من تكون ..!؟
بعد ان سئلته هذا السؤال خرج امامي ذلك الضخم ذو العبائة السوداء ثم قال بصوته المرعب .. انا اعمالك السيئة
نظرت له بخوف ثم قلت بأرتباك .. مماذا تفعل هنا انا اريد التحدث مع عملي الصالح ..!
قال .. انت من انشأني فانا كنت معدوم ولولا سيئاتك لما اصبحت بهذه الهيئة لذلك كيف تغضبين عند رؤيتي وانت السبب في وجودي ..
قلت له بتلعثم .. كنت غبية لا افهم حينما اقترفت كل تلك الذنوب .. وليتني لم اكن
قال .." ليت " لاتنفعك الان .. فلندم لا ينفع الان .. الله عز وجل قال : ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ﴾ "سورة النساء"
عندما قرأ تلك الاية عجزت عن الكلام لذلك صمت للحظة ثم قلت له بحزن .. ايمكن ان اطلب منك طلب ..!؟
قال .. ماذا !؟
قلت .. اريد ان ارى عائلتي
قال .. اتبعيني اذاً
بدأت اسير ورائه ثم توقف فجئة في احد البيوت ، التفت الي ودخل ..
وبعد ان دخلت ورائه رأيت امي وابي كيف كانو يبكون بحرقة واخواني حزينين جداً .. عندما رأيتهم بتلك الحالة امتلأت عيناي بلدموع .. جلست بلقرب منهم وكنت اتحدث معهم واحاول ان امسح دموعهم اهدئهم لكن لاينفع فانا روح فقط ..
بدأت بلبكاء ثم التفتت لسيئاتي وقلت له بصوت حزين .. اريد ان اعود لجسدي .. اريد ان اتحدث مع عائلتي انهم لايعرفون اين جثتي .. يبكون على فتاة غيري .. ارجوك اريد ان اتحدث معاهم .. لمرة واحدة ارجو اجعلني اخبرهم بمكان جسدي ..
قال لي بصوته المرعب .. لا يمكن
بدأت اتوسل به واتحدث معه الى ان قال .. توجد ثلاث طرق فقط .. تستطيعين من خلالها التحدث معهم ..
نظرت له وانا ابتسم ثم قلت .. نعم ماهي ..
قال .. الحلم .. يستطيعون رؤيتك في المنام
قلت له .. كيف سادخل لاحلامهم !!
قال لي .. انا سادخلك اذا كنتِ مستعدة ..
قلت له بفرح .. ااجل مستعدة
اغمضت عيني ثم انتظرت لحظات وبعدها رأيت نفسي في مكان مظلم .. بدأت اسير خطوات متباعدة لانني لا اعرف اين اسير حتى .. فلظلام كان يعم ذلك المكان .. خلال سيري رأيت شيء كانه ضوء بعيد .. بدأت اسير بسرعة تجاهه وحين وصولي رأيت احد اقاربي .. توجهت له بسرعة .. لكنه كان مرعوب .. اقتربت منه ثم قلت .. لا تخف انا حور .. نظر الي بخوف ثم بدأ يرجع خطواته للخلف كانه يريد الهروب .. قلت له بتوتر .. ماذا تفعل لماذا تهرب .. انتظر اريد ان اخبرك بشيء .. توقف
كنت اصرخ عليه لكنه قد اختفى .. فتحت عيني ثم قلت لسيئاتي بحزن .. لقد رحل لم يسمعني
قال .. اذاً الطريقة الاولى لم تنفعك
قلت له ماهي الطريقة الثانية ..!!؟
قال .. يمكن للاطفال ان يروك
قلت له .. وحتى ان رأوني من سيصدقهم ... جربت هذه الطريقة لكنها لم تنفع ..
قال .. اذاً لم تبقى سوى الطريقة الاخيرة .. لكن ..
قلت له بتعجب .. لكن ماذا !!!؟
قال .. ليس من السهل تطبيق هذه الطريقة ..
قلت له بتعجب .. لماذا !!
قال .. لانهم سيروك فجئة .. قد يتضررون او يحدث شيء لهم
قلت له لا لن يتضرر احد .. انا ساتحدث مع امي هي الوحيدة التي ستصدقني
قال .. اذاً انتظري الى ان يصبح الوقت بعد منتصف الليل ..
كنت انتظر وانا افكر ماذا سيحدث ماذا سأقول ..!؟ كيف سيصدقوني ..!! كانت توجد الكثير من الاسئلة في عقلي لكن جوابها ساعرفه بعد منتصف الليل ..
حينما دقت الساعة شعرت برعب لان هذه اللحظة ستحدد كل شيء ..!
وبعد مرور بضع دقائق نهضت وقلت لسيئاتي .. اصبح الوقت .. هل سنبدأ .!!؟
قال لي .. اتبعيني ..
بدأت الحقه وانا مرتبكة وفجئة وقف في احد زوايا البيت ثم اختفى اما انى كنت واقفة ابحث عنه .... يا الله اين ذهب اين اختفى فجئة هل يمزح معي ..!؟
خلال بحثي سمعت صوت .. صوت خطوات تقترب من ذلك
المكان الذي اقف به لذلك حاولت ان اخطو الى الامام لكن كانت مترددة لا اعرف هل اتقدم ام ابقى واقفة..!
حينما اقترب ذلك الشخص من الغرفة تقدمت لارى من هو .. وحينما رأيته توجهت بلهفة لكي احتضنه وقلت وانا ابتسم امي كيف حالك ..
لكن حينما اقتربت منها صعقت مجدداً .. ماذا يحدث هل لا ازال روح ..
حاولت لمس امي لكن كنت انصعق في كل مرة .. بدأت بلصراخ والبكاء .. ماهذا .. ساجن والله ساجن .. الى متى سابقى هكذا .. والله سئمت من حالتي هذه متى سينتهي كل شيء .. متى ساعود ..؟!
خرجت من المنزل وانا ابكي واجري بسرعة اريد الذهاب الى جسدي لعلي استطيع الدخول له .. لعلي استطيع ان انهي هذا الكابوس ..
في اثناء سيري قاطعني ذلك الهمس مجدداً .. قلت له
بصراخ .. ارجعني لجسدي ارجعني لا اريد ان اكمل هذا الشيء الغريب .. لا اريد ان استمر هكذا .. ساجن والله سافقد عقلي .. ارجعني ارجوك اتوسل اليك ..
سقطت على الارض وانا ابكي واردد بذلك الكلام .. ارجوك ارجعني ..
بعد مرور عدة دقائق ضهر عملي الصالح .. توجهت له بسرعة ثم قلت .. هل ستعيدني الى جسدي !!؟
قال لي .. اتبعيني ..
بدأت اسير ورائه الى ان توقف بلقرب من اجزاء الطائرة .. ذهبت بسرعة الى جسدي ثم حاولت الدخول لكنني صعقت .. حاولت مراراً وتكراراً لكن النتيجة واحدة ولم تتغير ..هي ان جسدي كان من يفوز بذلك الصراع ..
نظرت لعملي الصالح وقلت له وانا اجهش بلبكاء .. ماذا يحدث لماذا لا اعود ..!! هل سابقى هكذا ..!؟
لماذا لا تجيب ..!؟ اريد ان اعود ارجوك ارجعني لجسدي
فقد اتعظت والله ولن اخطأ ابداً اقسم بانني لن ارتكب المعاصي مجدداً حتى وان كانت اصغر المعاصي فانا ساكتفي بلعبادة فقط .. ارجوك ارجعني فقد اكتفيت من الذي رأيته .. ارجعني لكي اعبد الله .. لاصحح اخطائي لاتوب عن كُل ذنوبي .. ارجعني .. ارجوك
مرت ساعات وانا لا ازال انحب وابكي ..
هل حقاً ساخسر كل شيء ..!؟
هل ستكون نهايتي هنا ..!؟
يا الله ارجوك لا تجعل نهايتي هكذا ..!
فانت اعطيتني فرصة وانا عرفت كم هي ثمينة ولن اضيع هذه الفرصة ابداً ..!؟ لكن الم يحن الوقت لكي تسامحني .. لكي تعيدني لجسدي .. فقد اذنبت حقاً لكنك الغفور الرحيم
ارحمني يارب ..
.
.
الانسان لايعرف قيمة اي شيء الى حينما يفقده ..
للاسف هكذا نحن البشر .. دائماً نندم ونتذمر ونتمنى بان يعود الوقت لكن لماذا اعطينا انفسنا تلك الفرصة ..؟!
لماذا اعطيناهة الفرصة لكي تجعلنا نخسر كل شيء فقط من اجل ارضائها .. من اجل اسعادها .. من اجل اشباعها .. نسينا ذلك القول : " أَعْدَى عَدُوَّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ " وكيف لنا ان ننساه فقد خسرنا كل شيء من اجل ذلك العدو لكي نسعده ونرضيه ..
لكن بلمقابل لم يعطينا غير الندم والتذمر والوم المستمر
لذلك كان يجب علينا ان نفكر بالله قبل ان نفكر بانفسنا ..
فان الله عز وجل قال " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " ..
فيجب ان لا نعطي لانفسنا اي فرصة تجعلنا نندم بسببها ..
.
.
بعد مرور فترة من الزمن اتى ذلك العمل الصالح ووقف امامي ثم قال .. حاولي مجدداً
قلت له وانا ابتسم .. هل ساعود .!؟
قال .. حاولي ..
نهضت بسرعة وحاولت الدخول لجسدي لكن ..
الغريب هو انني لم اصعق مجدداً ..؟!
فتحت عيني بتعب ثم رأيت حطام الطائرة والمكان كان فارغ لا يوجد عملي الصالح ولا يوجد شخص اخر ..
وكنت اشعر بتعب شديد حتى انني لا استطيع رفع يدي من شدة التعب .. كنت ملطخة بلدماء فجسدي قد تأذى كثيراً بسبب الانفجار ..
اخذت نفس عميق ثم قلت والدموع تنهمر من عيني ..رجعت واخيراً .. الحمد لله الحمد لله ..
امضيت ذلك اليوم في نفس المكان لانني لا اقوى على الحركة ..
لذلك حينما استيقظت في الصباح نهضت بصعوبة وبدأت بالسير الى ان وصلت التلك المنطقة التي رأيت بها الطفلة وامها حينما كنت روح ..
اكملت سيري الى ان رأيت احد رجال الشرطة توجهت له بتعب ثم طلبت منه المساعدة ..
عندما رأني بتلك الحالة احظر سيارته بسرعة ثم نقلني للمستشفى ..
وبعد مرور عدة دقائق طلبت من الممرضة ان تساعدني في الاتصال بعائلتي .. وبعد ان اتصلت بهم ..قد استغربو كثيراً حتى انهم كادو يغلقو الهاتف ظناً منهم انها كذبة ..
لكن بعد ان صدقو سمعت صوت صراخ وفرح وضحكاتهم بدأت تتعالى ..
انتظرهم بلهفة والدموع تتجمع في عيني الحمد لك يارب حينما اعطيتني فرصة جديدة ..
الحمد لك ..
.
.
بعد مرور فترة من الزمن اتت عائلتي وعندما رأوني احتضنوني وبدأو يبكون ويتحدثون معي وانا اخبرتهم بما عشته طوال تلك الفترة من خوف والم وحزن ..
مرات الايام وانا كنت قد تغيرت فيها ..
تغيرت وغيرت .. اصبحت احذر الناس وانصحهم واخبرهم عن ذلك العذاب الذي ينتظرهم اذا بقو على نفس حالتهم هذه ..
اصبحت اعاقب نفسي على اصغر الذنوب ..
اعاقبها واحاسبها قبل ان اعاقب واحاسب ..
فقد مررت بفرصة لم يمر بها احد ..
لذلك يجب ان لا اضيعها فكما يقولون الفرص تمر مر السحاب ..
.
.
قد واجهت ذلك الصراع لانني كنت مذنبة ....مخطئة
وارد الله ان يعطيني فرصة يريني اخطائي وذنوبي بها
لكي " اتوب "
.
.
حقاً كان عالم الموت مخيف لم اتحمله ليومان او ثلاث وقال تعالى " وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ "
فكيف لي ان اعيش به كل تلك المدة وانا اتعاقب على الذنوب التي اقترفتها ..
لذلك لما لا ابني لي اعمال صالحة تنفعني في تلك السنين..
تخفف علي العذاب .. ترشدني الى الطريق الصحيح ..
بدل ان ابني لي السيأت التي تخيفني وترميني الى العذاب .
.
انت الان وحدك من يقرر كيف ستكون نهايتك ..
هل سيقف معك حسناتك ام سيئاتك
انت الوحيد من سيحدد كل شيء لذلك تذكر بان كل خطوة
تخطيها تسجل عليك فحاول دائماً ان تخطي خطوات لاتندم عليها .. فلحياة حينما تذهب لا تعود ..
والا ينفع الندم بعد فوات الاوان ..
لذلك صارع كل رغباتك قبل ان تصارعك هي ..
واجها بقوة قبل ان تحطمك ..
كن انت من يفوز دائماً ولا تعطيها اي فرصة للفوز ..
.
.
رواية 🔚 صراع ⚠
للكاتبة " رباب "