العم الحقود .......

699 36 35
                                    

بعد ذالك ذهبت وفاق وستلقت على السرير وهي تفكر بأخاها الذي تركها وهي صفيرة ،ولم يعد لحد الأن ،

ناسيآ ان لديه أختآ هي أحوج ماتكون أليه ، ولكنها لم تنسى الذي كانت تدعو أليه بالهدايه على طول الخط ،

ثم تلتفت إلى الباب وتقول : ياألهي ارحمني فبعد قليل سوف يستأنف عمي عمليه التعذيب ، ويعاود كلمات التهديد ، وأنك تعلم يارب أنه حبسني في غرفتي منذ يومين ، بعد ذالك أستسلمت وفاق للنوم ،

ولكن إغفائها تلك لم تستمر سوى فترة قليلة فقد أستفاقت على صوت عمها وهو يقرع النافذه بصوته الحاد :
ألا تزالين نائمه ياعجوز القرون الوسطى ، فنهضت مذعورة وأجابت بأنكسار :
نعم يا عماه فقد أخذتني سنه من النوم .

قال العم وقد حاول أن يلطف صوته :
أراك منبسطة الوجه في صباحك هذا ياوفاق؟ لعلك قد عدت إلى الحقيقه وتركت وراءك عالم الخيال ؟

حاولت وفاق ان تبتسم ،ثم قالت :
لقد كنت أعيش دائما في عالم الحقيقه يا عماه .

قال العم :
ولكنها حقائق القرون الماضيه ، وليست حقائق القرون العشرين ، والأن .فأذا كنت قد علمت عن فكرتك العفنه ، فتعالي لأفتح لك الباب بيدي هذه التي سوف تفتح لك أبواب السعاده في الحياة .

قالت وفاق :
أنا لا أريد ان تفتح لي أبواب النعيم الدنيوي لتسد أمامي أبواب الرحمه والغفران ، أنا لا أبيع آخرتي بدنياي ياعمّاه فارحمني ودعني وما أريد .

فزمجر العم قائلا :
أنا لم أدع الفرصه تفلت من يدي بسهوله ، أنالا أريد أن تبقي في صومعتك هذه متلفعة بالاغطيه السوداء منطويه على نفسك مع الكتب والأوراق ، أنك تجلبين علي العار .

فتهدج صوت وفاق وهي تقول :
أنا هكذا كنت وهكذا سوف أبقى يا عماه .
قال :
إذن أخرجي من بيتي فلم أعد أطيق بقاءك وأنت على ما عليه من أسلوب منحرف في الحياة .

فرفعت وفاق وجهها نحو السماء وكأنها تطلب المعونه من الله ثم قالت بقنوط هل تعني ما تقوله يا عماه ؟
قال :
نعم يكفيني ما سببت لي من مشاكل وما كدرت علي صفو حياتي بأفكارك ومثلك ، أنك مخيره بين أن ترضي بهذا الشاب زوجا او ان تخرجي من بيتي على ان لا تعودي اليه ، لأرى مدى ما تنفعك مفاهيمك ، ومدى ما ينصرك إسلامك الذي تدعين ، قرري مصيرك يا وفاق .

فأطرقت وفاق برهة ثم قالت : لقد قررت.
قال : أترضين بهذا الشاب إذن ؟

فقالت وفاق : بصوت رصين :
لا ، أنا لن أبيع ديني بدنياي .

فثار العم وأندفع نحو الباب يفتحه ويقول :
إذن تعالي واخرجي فلم يبق لك مكان في هذا البيت ، اما وإني لآسف على ما بذلته في سبيلك من جهود ، اذهبي وفتشي عن إسلامك أو عن اخيك ألذي أهملك وتركك بعد أن عرفت كيف يعيش ، اخرجي بسرعه ، فلم أعد أطيق بقاءك في البيت .

ماذا سوف يحصل لوفاق ؟
هل لديها مكان آخر تذهب أليه ؟
هل ستبحث عن أخاها الذي تركها أم لا ؟


ألَصٌمَوِدِ .....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن