انتي :
بعد الإنتهاء ، وضعت المزيج المقزز في قارورة و أخذت أحدق فيها .. كان لونها بنياً و رائحته مقرفة !
أخذت القارورة إلى الغرفة .. كنت أفكر في شربها حالاً و لكنني تذكرت أنني لو شربتها سأتحول إلى طفلة و هذا بلا شك سيرعب عائلتي ! قررت أن اخبئها ... وضعتها تحت سريري و حاولت أن أنام و لكن لم يغمض لي جفن لساعات حتى نجحت أخيراً في النوم ...
في صباح اليوم التالي استيقظت من تلقاء نفسي .. لسبب ما كنت قد نسيت تقريباً أمر اللعنة و استيقظت كأنه يوم عادي كلياً !
أنا أضع ملصقاً عملاقاً لفرقة إكسو على جدار الغرفة ! كيف لي أن أعيش بدونهم؟!
خرجت من السرير و وقفت أمام الملصق و نظرت إليهم واحداً واحداً وقلت مبتسمة : صباح الخير يا أزواجي الوسماء !! هل نمتم جيداً ؟!
استعديت للمدرسة و بينما كنت أربط رباط حذائي ارتطمت يدي بشيء تحت السرير ... القيت نظرة لأجد القارورة التي تحتوي على المزيج البني المقرف الذي صنعته أمس ! فيمَ كنت أفكر !؟
و لكن لسبب ما وضعته في حقيبتي المدرسية حيث كان كتاب اللعنة هناك أيضاً ، فتحت صفحة عشوائية منه و فوجئت !
كانت الصفحة التي فتحتها غريبة ! لقد وجدت مجموعة من الصفحات مجوفة من قلبها بحيث تتسع لبوصلة غريبة الشكل ترقد في تجويفات الصفحات ! لكن البوصلة تلك لم تكن تشير إلى الشمال ! أخرجت البوصلة من مكانها و أخذت أقلبها بين يدي ، قلبتها لأجد مكتوباً على ظهرها "السهم يشير إلى أقرب مستذئب!" ، لعلها تساعدني على العثور على مستذئب! لكن أي مستذئب قد يحبني !؟! من يهتم ! سأعبر ذلك المطب حين أصله! أعدت البوصلة إلى مكانها ثم أغلقت الكتاب و وضعته في الحقيبة و حملتها على ظهري و خرجت ...
انطقلت في طريقي إلى محطة القطار ، فأنا أذهب إلى المدرسة بواسطة القطار ، فهي بعيدة نوعاً ما .. سرحت بأفكاري .. هل تلك اللعنة حقيقية ؟؟
ما أن جالت تلك الفكرة في بالي سمعت صوت أحد المار ة " انظر إلى تلك الفتاة ! ... أجل تلك ... عيناها صفراوان ! انظر! "
اخرجت المرآة الصغيرة من جيبي لأجد عينيّ صفراوين تبرقان من جديد !!
تباً تلك اللعنة حقيقية !!
خبأت وجهي بين خصلات شعري الطويل و أخذت أسير بخطوات واسعة ، لا بد أن أتخلص من اللعنة ... حسناً... قررت قراراً جنونياً
اختفيت في زقاق صغير بحيث لا يراني أحد .. فتحت حقيبتي و بحركة سريعة أخرجت القارورة المقززة تلك !
فتحتها و .. و شربت محتوياتها !!
ألقيتها أرضاً و هي نصف ممتلئة و سقطت على ركبتيّ ! أخذت ألهث بسرعة ... كان طعمها مقززاً !! مقززاً بالفعل !! لكنني بدأت أشعر ببعض الوخز و الألم !! شعور غريب و مؤلم ! استرخت عضلات جسمي كلها و لم أعد أقوى على حمله ! وقعت أرضاً و لم أكن قادرة على النهوض أطلاقاً ! لففت ذراعيّ حول جسدي كأنني اعانق نفسي بألم ! أغمضت عيني و ضغطتهما بقوة و بدأت أشعر بالدوار ! الأصوات حولي كلها باتت مبهمة و غير مفهومة بدأت أشعر بشعور غريب ... بعد ذلك بدأ الوخز يختفي .. و الألم بدأ يهدأ و عدت قادرة على التحكم بجسدي من جديد ... فتحت عينيّ من جديد ... ما زال كل شيء كما كان! ها هي القارورة ملقاة هنا .. و ها هي حقيبتي .. و ها أنا على قيد الحياة !
