الفراشة السوداء

90 8 11
                                    




· في غرفة مظلمة مغلقة هادئة تمسك هي بأذنيها بقوة لكي لا تسمع ذلك الصراخ القوي والأنين الذي لا يتوقف أبدا وصوت البكاء الصاخب الذي يتردد في مسامعها.والدموع تنزل من تلك العينان السوداويتان لتلاطف وجنتيها المحمرتين .هكذا كانت تجلس هانا كل يوم في تلك الغرفة المشئومة التي أصبحت كالسجن لها سجن مفتوح الأبواب لكن شيء ما لا يتركها تغادر.شيء هناك يؤلمها يريد أن يعذبها أن ينهي حياتها ,لكن ماذنب تلك الطفلة التي في ربيعها الرابع عشر أن تعيش كل تلك المعانات في غرفة مهجورة في قصر اسود يكاد يهوي على رأسها.قصر يعج بالخفافيش

· لكن إجابات كل أسئلتنا تكمن داخل ذلك القلب الذي يتألم فمن أحسن منها سيقدم لنا تلك الإجابات لكن هل ستتحدث ولماذا تتحدث وهي تحجز كل ذلك الحزن في داخلها.

· فجأة فتحت النافذة كغير سابق عهدها وتوقفت كل تلك الأصوات التي كانت تألم رأسها.وقفت هانا فانعكس نور الشمس عليها فظهرت الفراشة الجميلة صاحبت الشعر الأسود الطويل بثوبها الفحمي الذي تتوسطه دبوس فراشة حمراء كلون الدم الداكن.مسحت دموعها وتقدمت من النافذة لكنها لم تجد أحدا فظنت أنها الرياح من فعلت هذا .أمسكت بالنافذة لغلقها لكنها سمعت صوت يقول:هانا انتظري اريد التحدث معك...اندهشت هانا لكنها لم تخف أبدا وردت بصوتها الأنثوي :نعم لكن من تكون ؟أو من تكوني ؟وأين...قاطعها الصوت قائلا:انا هنا لكنك لن تريني بتلك العينان التي لا ترى إلا ذلك الماضي المحطم ,انا كنت هنا دائما وراء هذه النافذة اجلس واسمع نغمات بكائك التي لا تتوقف الى أن تنامي كنت أحاول ان أتحدث معك لكن أذنيك لم تكن تسمع إلا أصوات الماضي .ألا تكفين من انتظار الماضي أن يتغير وتخرجي من هذه الغرفة لتري الحياة فلقد تغير العالم .قالت بحزن والدموع تتهافت إلى خدها كالسيل:ولماذا اخرج ولماذا سأرغب بالنظر الى ذلك العالم لقد فقدت أحبائي وأعزائي فمن بقي لي غير هذه الذكريات لأعيش معها أخر أيامي .يلامس خديها يدين ناعمتين تمسح تلك الدموع لكنها لا تراها .قالت:أحق هناك من يقف هنا انت من تمسح دموعي؟ رد الصوت قائلا :أنا هنا وانتظرك لكي تريني .قالت بصوت متردد:وكيف سيحدث هذا ؟قال:عندما تؤمنين بأنك تستحقين أن تعيشي الحياة .قالت بنبرة غاضبة لكن بصوتها الأنثوي الراقي : أنت لا تفهم أنت لا تفهم لن تحس بألمي من خلال بكائي ولن تشعر بمقدار الوجع الذي يسكن قلبي ولا احد سيعرف هذا غيري تنزل دموعها وتواصل قائلة: قلبي الصغير تحمل الكثير ومازال يستطع التحمل فأرجوك ارحل أنا لم أتوقع أن هناك شخص من الخارج سيتحدث يوما معي و لهذا اقدر لطفك لكني لا أتقبل تلك الشفقة التي تبدوا في كلماتك .تسمع صوت قفزة ثم تشعر بشيء يحتضنها بقوة شيء دافئ جعل قلبها يدق بسرعة قالت بخجل : هل انت من تحتضنني ؟رد بصوت رجولي : نعم .قالت بخوف: لا تستغل هذا لتفعل كل ما تريد أرجوك ارحل

· قال بقوة:اصمتي سئمت من الانتظار كل تلك السنين وأنا أراك وانت لا وانا أسمعك وانت لا .هلا تركتي لي فرصة لأحاول ألا تظنين انك ببقائك في هذه العزلة انت تعذبيني تعذبين أخاك الأكبر.قالها بقوة لدرجة ان هانا سقطة أرضا تبكي مندهشة من كلامه اقترب منها وقد بدأت ترى شخص لكن ليس بوضوح ،اقترب وجلس الى جانبها وقال بحنان: هل قلت شيء ألمك أختي ؟قالت بتعجب وهي تبكي : هل أنت حقا أخي مارك لكن اخي مات كلكم متم في تلك المجزرة .تتذكر هانا وهي طفلة تقف وراء باب الخزانة ترى والديها وكل عائلتها تقتل من طرف رجال كثيرين بل وحوش في هيئة بشر.وفجأة قال وأيقظها من تلك الذكريات البشعة : الا تريدين ان تتوقفي من البكاء وتسمعي اخوك

قالت صارخة : لا تمزح معي هكذا اخي مات أتفهم .قال بحزن : إذا أنت لا تريدين ان تريني مرة أخرى إذا أنت تريدين موتي .وقف واقترب من النافذة .وهي ترى فقط شاب لكن ملامحه غير واضحة .قال : انا ذاهب لكني سأعود لاحميك .بقت تنظر إليه يعينان تريد أن تراه لتتأكد ان كان أخوها حقا.ابتسم وقال رغم انك لم تريني الا اني سعيد لانك مازلت تحتفظين بذلك الدبوس يا فراشة السوداء .يحاول القفز لكنها تمس بيده ثم تحتضنه وهي تنظر الى عينيه مباشرة وبكل وضوح باكية .قال وهو يمسح دموعها : حسنا توقفي من كل هذا البكاء سيتغير عالمنا معا قالت بابتسامة ساحرة وهي تحتضنه بقوة : نعم فلقد عدت اخيرا .قال في داخله وهو يبتسم لاخته بسعادة : بل انت من عدتي من ذلك اليوم الذي اخذك مني واخذ الكثير

النهاية

🎉 لقد انتهيت من قراءة الفر اشة السوداء 🎉
الفر اشة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن