18-خيانة.

582 51 135
                                    

#الراوية
داخل حدود الحرم الجامعى تحديداً الكافيتريا المكتظة بجموع الشباب، منهم الجائع، الشارد، السعيد والحزين. لكن جميعهم مشترك فى الصحبة على طاولة الطعام وسط الأصدقاء حتى لو كانوا مزيفين يدعون ذلك.

على طاولة كبيرة إلى حد ما تجلس لوراسيا مع جميع أصدقائها عدا ليام وصوفيا. تشرد بعقلها قليلاً إلى السبب وراء ما حدث مع ليام لكنها لا تجد أى داع لما فعله. حاولت التحدث مع صوفيا كثيراً لكنها لا تجيب؛ فعزمت أمرها على أن تذهب لليام ليلاً لتتحدث معه وتهون عليه حزنه.

تجولت بناظرها فى المكان ولاحظت شئ غريب وجيد بذات الوقت وهو اختفاء جاستن لعدة أيام؛ فهى لم تلحظ وجوده فى كليتها ولا حتى بجميع أنحاء الجامعة. شعرت بالسعادة لعدم تعرضه لها، واختفاء شخص من ضامرى الكره لها.

"مرحباً يا رفاق."

تحدث آدم شقيق إبريل التوأم فور وصوله لطاولتهم وأخذْ مقعد. وجه الجميع انتباههم له ليروا ماذا هناك.

"أعدت أخى الصغير."

قالت إبريل بصيغة مزاح ليقلب آدم عيناه بتملل؛ فلقد ذهب آدم مع رفاقه الشباب لرحلة صغيرة وها هم عادوا.

"لست صغير إب، أنتى أكبر بثلاث دقائق فقط!"

"مازلتُ أكبر."

"لا يهم هذا الأن. ما رأيكم عند انتهاء اختبارات نصف العام أن نخطط للذهاب لجزر الهاواى؟"

صمت الجميع لدقائق يفكرون، وتبادلوا النظرات ليتأكدوا أن جميعهم موافق.

"موافقون. عند انتهائنا جميعاً سنخطط ليوم يناسب الجميع."

تلفظ لوى نيابة عن الجميع، ليومئ بعضهم ويهمهم البعض الأخر. عادوا لأحاديثهم القصيرة وانضم لهم آدم، أيضاً شاركتهم لوراسيا لتريح عقلها قليلاً من كثرة التفكير.

___

تسير بدلال وغرور نحو طاولة محددة أمام عيناها، خلفها صديقتاها اللتان بالكاد ترتدان شيئاً مثلها تماماً. عيناها تشع شراً وحقداً فهى لا تضمر أى خير بداخلها، ترغب بتدمير حياة فتاة بالواحد والعشرون ربيعاً دون سبب يستدعى ذلك؛ فأسبابها لا قيمة لها نهائياً. وقفت خلف مقعد لوراسيا تخطط لإرعابها بما ستقول لكن الواضح أنها لم تصدق كون لوراسيا تغيرت جذرياً بعد.

"أهلا بالقاتلة."

تحدثت ميراندا بخبث منتظرة ردة فعل الأخرى. صدمت لوراسيا فعلياً وفتحت عيناها على مصرعيهما لسماعها بهذا اللقب مجدداً، صحيح أنها توقعت المتاعب من مجئ ميراندا لكنها لم تتوقع تفاهتها المستمرة بشأن هذا الإسم الذى تنعتها به؛ فلوراسيا لم تُرد أن يتكرر اللقب الشنيع هذا على مسامع أصدقائها من جديد، رغم اقرارها أن تخبرهم عن كل شئ كلوى وهارى لكنه ليس الوقت المناسب بمنظورها. أدارت رأسها ببطء لترى ميراندا خلفها واقفة بتعالى.

Past Follows Me | الماضي يلاحقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن