{ 1- سمك مقلي }

2.2K 53 232
                                    

على أرضٍ من الطوب الأحمر في ذلك الليل الحالك، بينما تضيؤه تلك المصابيح المتعلقة على الحبال ، و ضجيج الناس في كل مكان..

سارت بردائها الزهري والذي كان مزيناً بالورود البنفسجية (كيمونو) ، ثم حذاءها المصنوع من القش مع جوربيها الأبيضين ، بشرتها القشدية المتوردة قليلاً ، مع عينيها الرماديتَين ، شعرها الأسود القصير من الخلف والذي يغطي نصف اذنيها من الجانبين ويعتلي عينيها مباشرةً ، كانت ممسكة بتلك المروحة الحمراء التي تدور عند هبوب رياح طفيفة مع تطاير الشرائط التي عليها

ولصغر سنها وقصر قامتها لم ينتبه الرجل الذي أمامها بها فاصطدم بها ، لكنه أمسك بمرفقها قبل أن تسقط ! وقد اردف بأسف طفيف..

- أعتذر أيتها الصغيرة.

رفعت رأسها نحوه لتبتسم بهدوء ثم تنفي بوجهها قائلة..

- لابأس أيها السيد ..

ثم تركها وأكمل طريقه ، بينما هي أخذت تنظر الى المارين بِحيرة ، فلقد تاهت عن شقيقها الأكبر وهاهي الآن تبحث عنه على أمل أن تجده ، كانت واقفة وخلفها زُقاق مُهمَل بينما على جانبيها مِنصات تباع فيها الخُضر واللحوم وجميع ماقد يخطر في بالك إن كنت تعيش في عصر "ميجي"=عصر الساموراي..

أمامها المارة المتحاشدين منهم الرجال و النساء والأطفال وجميعهم يرتدون كردائها لكن هنالك شيء ما كان مختلفاً فيهم..

زفرت الهواء بهدوء مع قليل من التوتر،  همست بصوت خافت بينما البخار يتصاعد من فمها :

- أخي ، أين أنت .. ؟.

تابعت مسارها باحثة عن شقيقها .. بينما سننتقل نحن الآن الى مكان آخر !! >>>>

في نفس المكان تقريباً لكن لننحدر قليلاً بين الأزقة! ، أعني.. بين المنازل الخشبية وفوق الأرضية المُترِبة دماءٌ تنتشر عليها بانسياب وبلا توقف ! ، ثلاثة أجساد لأشخاص يرتدون كيمونو بني اللون، أسلحتهم ألا وهي سيوفهم ملقاة على الأرض بجوارهم ومحطمة بالكامل !..

كان قد تم تعذيبهم وتشويه وجوههم بشكل بشع للغاية ! ، الغِربان قد اجتمعت حول تلك الجِيَف وبدأت بإلتهامها بالفعل ورائحة الدماء تنتشر في كل مكان ، وسط هذا كله ! وقف شابٌ طويل القامة ذو رداء نيلي اللون وبه زينات لألعاب نارية صفراء وبيضاء ، قرطٌ على شكل جمجمة سوداء ونجمة فضية تتدلى منها ، شعرٌ سماوي قصير ، ابتسامة خبيثة لاتفارق وجهه ، عينان زرقاوان مشتعلتان! هادئتان بشكل مخيف..

في هذه اللحظة..

كانت تسير بخُطاً متباطئة فلقد تعبت من السير وهي تبحث عن شقيقها ، توقفت بجانب الممر وهي تلهث بتعب، كان الممر خالياً من الناس ، فجأة أصابتها رعشة مخيفة مفاجئة حينما استنشقت رائحة الدماء على جهتها اليسرى ! ، بدأت قدماها ترتجفان

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 05, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أنا وهذا السَّادي ! ⓔحيث تعيش القصص. اكتشف الآن