عِندٓما يسْكن الصمت
وترسم الغيوم بدرًا خلفهّا
فيبكِي الفجر لشَمسًا لنْ يراها
لتَنكسر النُجوم على ليالٍ
فتغدو لذكرها شموعًا🌿
في ليلة سوداء مظلمة
غيومٌ رمادية أستولت على السماء
حاجبه ضوء القمر المكتمل ..
تلك الرياح العاصفه تدوي بصوتها المخيف
والبرق مع صوت الرعد
كون صورة متحركة تلاحق ناظريها
في تلك القلعة
التي بنيت فوق جَرفِ جبلٍ صخري
كان يحدها مع الجانِبين أموَاج البحر
التي تهتاج يمينًا و يسارًا
هذه الليلة
اللتي لم تنذر عن الحفلة التي تحدث
في بهٓوِ القلعَة
في منتصف قاعة الحفل حيث وقفت
نجمتنا " سِلينَا "
تتفقد مجرى إحتِفالية مولدِها
خطفت أنظَار الحضور
بشعرها المموج المنسدِل على كتفيها
ناصعةٌ البيَاض كالثلج ❄️
وقناعٌ ذهبىٍ رسم جمال عينيها الأخاذه
وأحمر شفٓاه القاتم
جعل شفتيها أكثر جمالًا
فُستانّها الأسود
الذي إلتف على تفاصيل جسدِها
مظُهرًا مفاتِنها الجذابة
بفتحه تقعل لِمنتصف ساقيها
شعٓرت بيدين مجُهولتين لُفت حولهٓا
وأنفاس تقتحِم عطرها
على رقبتِها هـٓامسًا
" هل لي برقصةِ ؟ "
ردت سِلينا بنفس درجة همسه
" وإن قلت لا "
لِيرد لهٓا قٓائلاً بِصوته الفاتن
" أعلم أنك تُردِين ذٓلك أكثر مني "
فأدارها بسُرعة فائقة فأصبحت بين ذراعيه
إلتقت عيناها المزرقه كلونِ البحر
بعينيه اللوزيه
تفحصت شكله من أخماص قدميه
إلى رأسه
كان يرتدي قناع فضي لامع
قد رسم جمال عينيه الواسِعتين
و بدلة سوداء قد زُينت
بزهرت اللوتس فِي منتصفها
أماءت لتهمس بخفيه
حينما أمسك بيدها
" لك ذلك "
أوقفها بمنتصف ساحة الرقص
لتبدأ الفرقة بِعزف سنفونية
بِيتهوفن التٓاسعة
لف يديه حول خصرها لِيرقصوا
بسلاسه على أنغامها الهادئة
إندمجت خطواتهم
لِتلتقي أعينهم في خَضم رقٓصهم
إبتسم لِيظهر أسنانه اللؤلؤية
فتبادله الإبتسامة بإشراق
توقف كل شي بالنسبة لها
لحظه سِرمديه كالنعيم
لتشعر أنها حلقت للسماء السابعه
فتلك القشعريره الدافئه إجتاحت روحها
في كل مره تلتقي نظراتهم
توقف العزف . . .
لتبتعد ، و تنحني كالأميرات القدماء
ليهمس بنُعومه ، و يقبل يدها
" تشرفت بالرقص معك سيدتي "
توجهم ، نحو الطاولة التي وضعت عليها
كعكة عيد مولدها ذات الثلاثة طوابق
تسلط النور نحو مكان وقوفهم
لتشتد أنظار الجميع نحوهم
" أشكركم لحضور حفلة مولدي
وبهذه المناسبة
أود أن أخبركُم عن خطوبٓتي "
حدقت إليه بتوتر لِيضع يديه حول كتفها
أكملت حدِيثها وصوتها يتغنج بنٓغماته
" أن هذا خطيبي ، جيمين "
لكن . . .
فجأة و بطرفة عين ، قطعت الكهرباء
أغلقت الموسِيقى ، حٓل ظلامٌ دامس
مع صوت هٓمسات النٓاس المرتعبة
إنطلقت أنفاس سِلينا بذعر
شدت ذِراعيها حول نفسِها
تحاول السّيطره على إرتجاف ساقيها
صدى الرعد بصوته لِيخيف الجميع بذعر
همست سلينا وصوتها ينخفض بتوتر
" ج .. جيمين ..أ..أين أنت ؟ "
سمعت همسه بجانبها
" هنا سِلينا "
شدت هي بالإمساك بذِراعه
بينما هو قربها إليه لِيقبل جبينها بدفء
ويتمتم محاولاً تخفيف رعبِها
" لا تقلقي ، إنه صوت الرعد فقط "
رغم أنه شَعَر بِشي ما . .
شي لا يتوقف في كونه إنقطاع للكهرباء
بِليلة مٓاطره فقط
أضاء البرق القاعة لثوانٍ عده
مع إشتداد هطول المطر الغزيز في الخارج
تلى ذلك صوت صرخه إنتشرت في القاعه
إرتبك الجميع
متسائلين عن مصدر تلك الصرخه
أشارت أحد النساء بينما تصرخ
" ج .. جثة "
ذعر الجميع ، وأثارت كلاماتها الفوضى
وبينما هم يسترقون النظر حولهم
أضاء ضوء البرق مجددًا
فإنتبهوا نحو المكان التي تشير له المراءة
حيثّ تعلق شي ما عند الشرفة المفتوحه
والتي تسللت من خلاها قطرات المطر للقاعه
بدأْ الجميع بالصُراخ
و التوجه للبوابات للخروج من المئساة
بينما ضْبت هي تمسك بجيمن
خوفًا من أن تفقده
وهي تتمتم مذّعورة مُٰضطربة
" ما .. مالذي يحدُث ؟ "
فجأءة .. عادت الكهرباء للقلعه
ودوى صوت عزف موسيقى مجّهولة
كانت موسيقى غرِبية ..
موسيقى مُرعبة لا معنى لها
دنى أحدهم نحو الشٰرفة
ليرى جثة الرجل الهامده
و حولها الكثير من الدِماء
صرخَات تتعالى و الفوضى تعم المكان
صرخت أحد النساء بتوتر
" بالتأكيد القاتل بهذه القاعة "
شُحب وجه الرجل عندما إقترب للجثة
لينظر نحو الحضور و يتمتم
" إنه إينْـزو ،
يبدو أنه طعن أكثر من مره في قلبه "
وقع ألم رنين ذلك الإسم
على قلب سِلينا
إتسعت عيناها، أُلجم لسٓانِها
بينما إعتلت ملامحها صدمه عميقة
همس جيمن من جانبها
بصوته المتفقد لحالها
" سِلينا ، هل أنتِ بخير "
في تلك اللحظة . .
شريط حياتِها مع والدها عاد كفِلمٍ حزين
منذ أن كانت صغيرة
وحينما ماتت والدتها ، كان يربت على ظهرها
و أخبرها أن سيصبح لها الأم و الصديق
وحينما يعود من السفر
ليجلب لها هدايها المفضلة لها
حينما يرفعها عاليًا و يحلق
بها كطيرٍ طليق في السماء
دائمًا يساعدها في تسريح شعرِها
و يعلب معها في وحدتها وظُلمت هذه القلعه
فصوت جيمن فتح محابس دموعِها
لم تتوقع أن هذه الليلة ستصبح هكذا