حالما بدأت الشاشة بالإمتلاء بالسواد التّام وظهرت الأغنية معلنةً إنتهاء البرنامج اللعين
إختلستُ النظر إلى الساعة المسنة المُعلقة على الحائط والتي تشير لمنتصف الليل تماماً
رفعتُ جسدي بثقل عن الأريكة بعد ترك حُفرة عميقة قليلاً لطوال مدة جلوسي عليها والوقت المهدر في متابعة التلفاز المهترىء هذا
ولكن ماذا يُقال " المجد للوهم والأوقات المهدرة والسجائر" أجل! السجائر
إتخذتُ طريقي للمكتب وألتقطت سجارة حالما أتصلت على أحد الشركاء المهمين،وظهر صوته العميق الغليظ " أهلاً امبروز،هل بدأت بالإشتياق إلي؟"
إبتسامة مزيفة مليئة بالبغض إعتلت شفتاي ثم أردفت بالقول "إشتقت لإحداث ضجة مجدداً لتصبح في أعلى عناوين الأخبار العاجلة إن اردت الصراحة تامبيوس"
سيطر الصمت قليلاً على خط المحادثة حتى كسره تامبيوس قائلاً
"تعلم أن خطوة خلف خطوة دون أخذ وقت قليل لهدوء الأرجاء سيثير الشك وسيشتد بِها إثارة شكوك الحكومة خاصةً لانريد أن نزيد من الأمر صعوبة أكثر وتزيد أعداد الحراسة صديقي"
علتّ ملامح الهدوء والبرود على ملامح امبروز
"هذا حديث الجوكر أليس كذلك؟ لما يجب علينا دوماً الخضوع لأوامره ذلِك اللعين المختل تخضعون له كالكلاب ماخطبكم ياهذا؟"
قهقهة هزت أُذناي من العاهر تامبيوس تبعها حديث صارم " لاتتفوه بحديث أكبر منك حسناً؟"
بعد شعوري بالإذلال لقلة الحيلة أمام المريب تامبيوس ودعته وأغلقت المكالمة التي لا تجدي نفعاً أبداً
حتى خطرت إلي فكرة ستجعلني أركل تامبيوس من كرسيه المبجل وجعله كلباً وذلك بطريقة وحدة وهي التقرب للمترأس وهو الجوكر لاغيره .
إستقمت من موقعي ذاهباً لإرتداء شيء مناسب لأُقابل مختلاً أكبر .
بعد مرور دقائق بسيطة ؛ إرتدى امبروز بدلته الرسمية وحكم بط ساعته الفضية وإرتشاش القليل من عطره الرجولي دون نسيان علبة السجائر والمفاتيح ، مغادراً شقته مهرولاً لمواقف السيارات راكباً سيارته الفاخرة فهو لايملك سلطة ولكنه يملك مالاً والمال سيرفعك منصباً فالمال واسطة لمعظم الأمور في الدنيا أو جميعها بالأحرى
رُفع صوت الموسيقى التي تلاها صوت أديل الفاخر وتناغم جسد مع لحنها ونقر أنامله فوق مقود السيارة وكأنها يحاول ان يتخلى عن مايجول بداخله لفترة وجيزة والتي هي الوصول للموقع المطلوب .فُتح الباب الأمامي لي
مُرحباً بي حارس القصر،ترجلت من خارج المركبة أخِذاً خطواتي للباب الذي رُبما هو بطول وإتساع منزل حالما طرقت الباب مرة فتحت لي المربية وإن حدث هنالك تساؤل بسيط في عقلك الصغير هذا فهو يملك ولداً يبلغ من العمر التاسعة أسمه جاكسون والذي هرع من السلالم ليحتضني مُنادياً "عمي امبر" إبتسامة شقت وجنتي حالما إرتخت يدين هذا الصغير " ألم أقل لك مراراً أن إختصارك لإسمي يجعل مني فتاة جاك؟"
قطب بحاجبيه وأردف الصغير" إذاً لما تقتصر إسمي لجاك فأنت تجعلني فتاة مدللة أيضاً عمي"
يذهب جُهدي في بلاهته"يقتصر ذلِك على الأسم عزيزي" إستقمت من جلوسي مبعثراً شعره وحالما إستمررنا بالتقدم في أنحاء الدور الأرضي أقبل المختل مبتسماً
"أهلاً بعزيزي امبروز هيا بنا للأعلى،فهنالك حديث يجب علينا خوضه"
نظر إلي الصغير جاك بقلق،ربتُ على ظهره منادياً المربيه لأخذه بعيداً،وتقدمت للأخ المختل متخذين طريقُنا للأعلى ،إلتزمنا الصمت أثناء صعودنا إلى حين وصلنا للمكتب إرتفعت يدي الجوكر لمنتصف ظهري متشاركين الدخول ، إتخذنا مواقِعنا جالسين حالما إتخذت الراحة بوضعيتي إنحنى إلي الحارسين ، إبتسمت بالمقابل وماهي إلا ثواني قليلة حتى طرقت يدي الجوكر المكتب ملتفاً بمقعده يميناً وشمالاً
"إذاً، هل لي الشرف بالسؤال ما مناسبة حضورك أمبروز؟ "
حدقت بعينيه مردفاً "حقيقةً لصلب الموضوع أريد أن أُشارك في المداهمة الأخرى للبنك الرئيسي وبرفقتك أنت!"
رُفع إحدى حاجبيه متفاجئاً قليلاً وعادت ملامحه طبيعية حالما أجاب على طلبي متسائلاً
"ولما ذلك؟"
أستقمت بظهري ،مشبكاً أصابعي ببعضها
"أريد ذلك،يجب عليك التغيير قليلاً ألم تمل من العجوز تامبيوس؟"
قهقهة الجوكر "حسناً،الآن أرى السبب الواضح"
رفع سبابته ليقترب أحد الحراس ثم همس في أُذنيه شيئاً ما
أطرق الحارس رأسه للأمام بخضوع ،متخذاً طريقه خارجاً من الغرفة ،بعد خروج احد الحارسين خطر على ذاكرته حسن الضيافة متقدماً على سطح المكتب بلطف مزيف
"ماذا تريد أن تشرب عزيزي بمناسبة حضورك الرائع هذا هل لي أن أقترح chateau lafite أوchateau margaux ؟"
إبتسمت ببساطة قائلاً "أياً كان ماتريد"
أومأ برأسه وأشار للحارس الآخر " زجاجة من chateau lafite مع كأسين "
حالما تفردّنا بالغرفة إلتفت إلي داخلاً لصلب الموضوع
"إتفقنا ستقوم معي بالمهمة ولكن هل لذلك صلة بشجار بينكما أو إحتكاك أم ماذا؟"
قطبتُ حاجبي قائلاً "لا،فقط أظن أنك لاتحتاج لذلك العجوز من بعد الآن"
فور ما أنهيت أتى الحارس مقدماً لي كأس من نبيذ فاخر واضعاً بِه مكعبين من الثلج وبذات الطريقة قدم لرئيسه وحين إنتهائه،إرتشف الجوكر من كأسه مستقيماً من موقعه آتياً للجلوس أمامي مخرجاً صندوق ووضعه فوق الطاولة وإرتفعت عينه محدقاً بخاصتي قائلاً "الآن سنبدأ اللعب عزيزي هل أنت مستعد ؟ "
إبتلعت ريقي واومأت له ،حينها إرتفعت يديه للكشف عمّا في داخل الصندوق وإمتلئت الغرفة بأكملها بموسيقى مريبة وأعتلت فوق شفتيه إبتسامته المعتادة قائلاً "هل تريد معرفة سر هذه الإبتسامة صغيري؟"
YOU ARE READING
ورقَة رابِحة .
Action" لاتثِق بيّ أو بِحديثي " ، حيرة؟ ، فُضول؟ ، تساؤل؟ ، لا أزال جاهلاً لكل ما يتحدثُ عنه ، ثم يُغادر تاركاً قهقهتُه المُريبة تتردد بِالأجواء ، رامياً بِطاقتُه الرابِحة "الجوكر".