فتحَ عينيه بتعبِ شديد فاتضحت له الرؤية بشكلِ ضبابي ،
كانَ يأمل بشغفِ عميق أن يكونَ وضعه حلماً عابراً سينتهي مثلَ كوابيسه المرة التي تراوده ولكن ما أخبرته به عيناه ونطقَ به إحساسه هو الواقع الحقيقي الذي يعيشه .
شعرَ بثقلِ كبير في رئتيه الصغيرتين وتمنى بلهفةِ يائسة أن يبتلعَ كتلةَ هواء محلّاة بطعمَ الحرية التي كانَ فيها بدلَ هذه الجدران القاسية التي تحيطُ به والظلمة التي تغلفُ جسده مكونةً ظلالاً مخيفة تنفذُ إلى قلبه الصغير .
أخذَ يكرر بضعف محاولة تحريكُ جسده علّه يتحرر من تلكَ السلاسل الصدأة التي تقيدُ يديه وقدميه بدونِ أدنى رحمة
وكأنما قامَ الفاعلُ بصبغها بخليطِ من اليأس وهذا ما كان فعلاً فـ صغيرنا لم يستطع أن يزحزحَ قاعدتها الثخينة إنشاً واحداً .
أسقطَ نفسه على شقه الأيمن بوهن بعدَ محاولاتِ فاشلةِ زينتها حبيبات اليأس الرمادية , لامس خده الأرضية الصلبة التي بعثت في جسده شحنة من البرودة القاسية التي انتشرت بشكل سريع في جميعِ أوصاله .
بدأ يشعرَ برغبةِ شديدة في البكاء فبدت دموعه تسيلُ على وجنيته بحرقة وذكريات تلكَ الليلة التي فقد من خلالها الدفء تعودُ إلى ذاكرته الصغيرة تدريجياً .
كلُ شيء في تلكَ اللحظة كان معتماً بالنسبة له لا يرى سوى تلكَ الأعين الحمر التي تخفتي وتظهر في ثواني قليلة وسيل من الدماء الذي لطخ أرجاء
المكان , وآخرها هو شخصٌ لم تتضحُ له رؤيته من هول ما حدث يأخذه ويبعد ناظريه عن أجساد من كانَ يعيشُ معهم والتي قطعت ومزقت بوحشية .
هذا كل ما يجولُ في خاطره والبرد يتسللُ إلى أطرافه .
أنت تقرأ
سٓلاسِل مُقيّدة بِالدِمَاء .
Short Story..لماذا لم تقتلني معهم ؟! .. لماذا أبقيتني على قيد الحياة... !؟ كان يرددها بصوته الضعيف و المرتجف حتى غاب عن عالمه. :
