حياتك تعتمد على قراراتك

1.4K 71 33
                                    

اغلقت عيناي بهدوء بينما اتنفس بعمق احاول التقاط انفاسي و لملمه شتات نفسي
عيناي تغلقان ببطء و افتحهما مجددا...تنفسي المضطرب احاول تهدئته و تنظيمه
اتنهد بعمق و احاول النهوض رغم الجروح التي تملئني ذالك الصراخ لا ازال اسمعه للان صوت السوط و تلك الضربات كل شئ كان يمر امامي و يعاد مرارا و تكرارا ليقلل من مقاومتي و لكن لمعت صورهم بذهني فجأه و تلك الكلمات التي قرائتها سابقا تتكرر بعقلى كما لو كنت اقراها الان لانهض بقوه بينما تنفسي يتسارع لأقاوم جروحي التي بدات بالنزيف بغزارة مجددا
اتحرك ببطء متجها لذالك الباب لاخرج بينما اضع يدي لامسك بها كتفي و ذراعي الذين يؤلمانى من شده النزيف و من كثره استخدامهم
جسدي باكمله يرتجف و ينزف و لكن لا ابالي فانا اخيرا على وشك نيل الحريه صحيح ان الحركه مؤلمه صحيح انى فقدت الكثير من الدماء صحيح انى للان اشعر بالعذاب النفسي و الجسدي الذي كانوا يمارسونه على و لكن بضعه خطوات و سابدا بنيل الحريه قليلا قليلا و خطوه خطوه اتجهت لذالك الباب المليئ بالصدمات و الضربات و بعض قطرات الدماء القديمه عليه لافتحه و اعبر من خلاله....اخيرا نلت الحريه الجسدية على الأقل...هذا ما خطر بعقلى حين عبرت ذالك الباب
بهدوء خطوه خطوه بدات اسير مبتعدا عن ذالك الباب و فى ذالك الممر المظلم المليئ بصور و لوحات لاشخاص خمنت من شكلهم انهم اصحاب ذالك القصر المهجور الذي انا به
اتنفس ببطء حتى لا افقد وعي و استمر بالسير فانا اقسمت على الخروج من هنا و الا ساموت و لذا استمرت خطواتى البطيئة فى طريقها المجهول حتى وصلت لسلالم تتجه للعليه لاتذكر تلك الرساله و كلماتها تعاد بعقلى - سر حتى تجد سلالم تاخذك للعليه و اصعدها و ستجد شئ مختلف حاول تحريكه و سيظهر باب العليه لك -
صعدت السلالم و انا ائن بخفه من الألم و فى كل خطوه اخطوها اشعر بالارهاق و التعب يتزايدان على
الالم النفسى...الجسدي...الروحى...المعنوى...
عقلى قد خدر جسدي من شده الالم و فقد الدماء بينما قلبي هههه و اي قلب هذا!!؟ لقد قضوا عليه...قتلوه بابشع الطرق...لم يعاملونى كإنسان بل كشخص تجردت روحه من الشعور...بكل حال استمررت بصعود السلالم حتى وصلت لنهايتها اخيرا و ما لفت نظرى باب العليه الملتحم بالسقف و الذى يتدلي منه حبل للاسفل
اطلقت تنهيده طويله و بدات البحث عن الاختلاف حتى لاحظت لوح خشبى ذو لون مختلف قليلا فاقتربت منه بحرص و ضغطت عليه بطرف قدمى ليصدر ذالك الصوت الخافت و ينفتح باب فى الجدار امامي
وقتها جال بعقلى كم ان اصحاب هذا المنزل اذكياء و كم صاحب الرساله شخص رائع عقلى وقتها صرخ بجمله (العليه فخ)
تجاهلت الامر و دخلت من الباب لينغلق خلفى و تضئ الغرفه الكبيره و يقترب انسان آلي منى و هو يردد - دعنى اضمد جراحك دعنى اضمدك جراحك -
حسنا اعترف تفاجئت من الأمر لكن ليس كثيرا  و تنهدت بينما هو قد اقترب بالفعل و بدأ بتضميد جراحي
كنت افكر اثناء ذالك فى خطوتى القادمه فأنا بالفعل قد هربت منهم و الآن ماذا سأفعل؟؟
افقت من تفكيرى على يد ذالك الآلي الممدوده لى حيث بها كوب ماء و بعض الحبوب
نظرت للآلي بإستغراب حين قال -تلك الحبوب ستفيدك فى تعويض ما فقده جسدك من دماء-
تناولتها و انا انظر لجسدي بتعجب فهو قد شق ملابسى و قام بتضميدي بالكامل تقريبا و كل هذا و انا غارق بأفكارى دون شعور
ابتسمت بسخريه حين فكرت بأن عقلى بالفعل قد قام بتخديرى حتى لا اشعر بكل تلك الآلآم
بكل حال قام الروبوت بالتحول لشكل سرير و اخبرنى ان استلقى ليقوم بعلاج اعضائى و هذا ما فعلت استلقيت و غططت بنوم عميق ابتعد فيه عن هذا العالم الذى لم يعلم كيف يرحمنى او كيف يساعدنى وقتها...نمت لأهرب من ذالك العالم المؤذى...نمت لأهرب من كوابيس واقعى...نمت و تركت ذالك العالم الذى جعلنى اتجرع اسوء ما فيه...نمت و تجاهلت العالم الذى ارانى ما لم يره ابناء جيلى...نمت لأهرب لأحلامى التى كان لها رأى آخر بى...نمت لأنى لم أنم من قرون أجل بالنسبه لى هى قرون فأنا أعذب منذ زمن...
نمت دون أن أشعر ليراودنى حلم غريب...عجيب نوعا ما حيث ظهر احد الأشخاص و ظل يخبرنى ان أنتقم منهم لأجل نفسى و حتى لا يعاد الأمر مع آخرين غيرى...ظل يحفزنى للانتقام و يردد انه لأستعيد روحى و قلبى المسلوبان فعلى ان انتقم...اذا لم ارد ان اكون مجنون و أفقد عقلى بسببهم فيجب أن أنتقم...يجب أن أسترد حقى و حريتى التي سلبوها منى...
استيقظت و انا اتخذت قرار الأنتقام...اتخذت قرار أنه لأعود على قيد الحياة فيجب أن أنتقم منهم ربما تتسائلون عن الذى حدث حسنا الأمر بإختصار أنى من العباقرة و لذا تم بيعى لمختبر علمى و بعد رحله تعذيب هناك تم الهجوم عليهم ليتم خطفى و تعذيبى عمري!؟لأنى من العباقره القليلين انهيت الجامعه بالسابعه عشر و بقيت عام في المعمل و اثنان فى التعذيب...اجل عمرى عشرون
تتسائلون لما ان كنت عبقرى فلما لم اهرب!؟ الأمر بسيط فى المعمل كنت فأر تجارب...محتجز بغرفه لا نوافذ بها ذات جدران بيضاء و حاجز حديدى مكهرب بدرجه ان لمسته سيسير التيار حتى يشل أجهزتك العصبيه لأسبوع غير هذا التجارب التى اجروها على و الحقن المخدره التى يجبرونا على تعاطيها...كانوا يقتلون جسدي ببطء وقتها...روحى التى كنت أشعر أنها تصعد للسماء يوميا لكن لم أكن أن المستقبل يمتلئ بالكثير بعد...لم أعلم أن القدر يخبئ لى من اللعب و الأحداث ما يكفى لأصابه أي شخص بالجنون...بكل حال ...منذ دخولى المعمل و أنا أتظاهر بالغباء و حتى عند خطفى بعد عام ظللت أتظاهر بالغباء...فى ذالك العامان بعد الخطف تعمقت بمعرفه الألم الجسدى و النفسى...حبوب هلوسه...مخدرات...ضرب...سوط...الحديد الساخن...الوشوم...كل شئ جربته بهذان العامان...كل ما يمد للألم النفسى أو الجسدى بصله...كنت أنام بذالك السجن القذر و جروحى تملئ جسدى و تستمر بالنزيف...تتسائلون كيف لم أمت!؟ بإختصار ذالك العام الذى قضيته بالمعمل و التجارب التى كانوا يجروها علي جعلت جسدى لا يتأثر بالنزيف كثيرا و اكسبتنى بعض القدرات بكل حال فى ذالك العامان تم القضاء على روحى تماما و سلبها من جسدى هههههه او تحديدا لنقل أنهم قضوا على جسدى و روحى...قضوا علي تماما...جعلونى وحش لا نبض و لا جسد له فقط يعيش لأنه وجد رساله أسفل سريره بعد أن ألقوه في السجن الذي يحبسوه به بعد تعذيبه و لأنه لم يستطع الحركه ظل على حاله حتى تسرب ضوء الشمس لينعكس على تلك الرساله أسفل سريره فينتبه لها و يرتاح لدقيقه قبل أن يبدأ بالزحف تجاهها
و بعد عدة محاولات نجح فى الوصول للسرير و مد يده ليصل لتلك الورقة التى تراكم عليها التراب و تغير لونها من مرور الزمن عليها
فتحها ببطء و ظل يقرأها و لكن للاسف لقد جائوا ليقوموا بتعذيبه مجددا لذا أخفاها فى مكانها قبل دخولهم و بعد رحله تعذيب طويله بالأسواط الكهربائية و السلاسل المشدوده عليه لتمنع حركته و بعد جرحه بالسكاكين و جعله هدف يطلقون عليه و المصارعات و الكثير غيره اخيرا اعادوه لزنزانته أعادوه ليظل يبصق دمائه بينما جراحه تنزف بغزاره أعادوه بعد أن طمسوا حياته اكثر...بعد أن بدأ يفقد إحساسه تماما...بعد أن بدأ البرد فى اكتساح قلبه...
زفر الهواء بعد أن انتهى من بصق دمائه
أنفاسه بدأت تخفو و أنين طفيف بدأ يظهر من بين شفتيه الممزقه...الكدمات...النزيف...روحه التى صعدت مسبقا قبل أن تموت فعليا...كل شئ يؤلمه...يحرقه...يجعله يرغب بالبكاء و لكن أى بكاء هذا و تلك التجارب اللعينه قضت عليها...
أصعب شئ أن ترغب بالبكاء و لا تستطيع...أن تشعر بتمزق روحك لأشلاء دون أن تستطيع فعل شئ لها...ألا تستطيع أن تواسى نفسك أو تقيم الحداد عليها...فقط أن تتألم لتلك الدرجه التى تشعر فيها بأن روحك قد غادرتك...تركتك و هجرتك فهى لن تتحمل البقاء معك أكثر...هى تموت ببطء لذا هى فقط ذهبت للإنتحار و تركك دونها...
عدت للزحف مجددا حتى وصلت لتلك الرساله و قرأتها و كالعادة يأتي شخص ليأخذنى لتبدأ رحله تعذيبى مجددا و بكل مره تختلف الطريقه...
استمر هذا الحال حتى نهايه العامان وقتها كنت قد حفظت الرساله و علمت كيف أهرب و قبلها كنت قد نفذت ذالك الطلب بالورقه حيث كان بها أن أكتب رساله للذى سيأتى بعدى و أخبره أني هربت فهو يعلم أن من يخرج من هنا لن يعود و بالفعل وجدت ورقه و قلم مخبأين فى مكان لا يصل لهما ضوء الشمس أسفل الفراش و أخذتهما و كتبت و أعدت كل شئ لمكانه و بعدها انطلقت للهروب حتى وصلت لهنا...أجل هذه الغرفه حيث الإنسان الألي و الأن ذالك الروبوت قد قام بتزويد عقلى بكل تلك المعلومات التى سأستخدمها فى الإنتقام
عامين قضيتهما بالتخطيط و معالجه جراحى تماما وعام قضيته فى التركيز على التدرب على القتل و اقتناص الأهداف...سكنت الغابه و تصارعت مع الوحوش البريه...الجبال صعدتها و الأشجار أقفز من فوقها...تعلمت حياه الغاب و عدت لأنتقم أجل عدت و أنا أملك ثلاث و عشرون عاما عدت بعد أن صرت ذالك البارد المجنون الذى فجر ذالك المختبر و قضى على الخاطفين بأبشع الطرق بينما عيناه تلمع بالثقه و الحده و ابتسامه السخريه مرتسمه على شفتيه...قضى على كل من طمس إنسانيته بطريقه وحشيه...و فى كل يوم أشرب فنجان قهوتى استمع للتلفاز و هو يعرض اكتشافهم لجثه ممزقه و محروقه و قد فقد منها بعض الأجزاء...أجل هى عاده عندما أقتل سأشرب فنجان قهوة فى اليوم التالى و أنا أستمع لخبر عثور الشرطه على جثه حثاله منهم...
صرت ذالك القاتل المجهول و السئ فى نظر الناس و المفجر الذى يهابونه صرت ذالك المجنون الذى يقفز فوق المبانى ليلا بينما الشاش يلف وجهه و يديه...ماذا!؟هل تعتقد أنى أخذت أجزاء منهم و تناولتها...أخذتها و رميتها بالبحر لتأكله الحيوانات رغم أني لا أظن أن الحيوانات ستأكل ذالك الطعام الفاسد فهؤلاء الأشخاص تجردوا من إنسانيتهم...بالنسبة لى أضع بضع قطرات من دمائهم فى كوب قهوتى و بعد الإنتهاء من شربه أكسر الكوب ببساطة فأنا لا أريد ما يذكرني بهم
بكل حال نسيت قول أنى صرت ذالك الشخص الذى يحترمه الجميع لأنه رئيس أكبر شركه للإلكترونيات...أجل أنا الذى عشقنى الجميع لجمالى و إثارتى
احذر فأنت لا تعلم ما داخل البشر...و لا تعلم مع من تلهو فقد تكون اخترت الشخص الخطأ للعب معه و عندها تكون قد بدأت بالسير على طريق موتك...

__________________________________________

حياتك مرهونة بك...قراراتك و طريقه تفكيرك...
انت من تختار كيف تعيش مهما واجهت فى حياتك

FOR DEATHWhere stories live. Discover now