ضجيج القلب

106 5 4
                                    

كان حضوره هادئا..كهدوء أمواج البحر في ليل ساكن..
ترك ضجيجا في القلب .. ثم غادر بهدوء كما حضر..
هكذا ظلت هديل تتذكر كل ما مضی بينهما من لحظات جميلة, ومواقف مضحكة, و أخرى مليئة بالكثير من الصدف.
كفكفت قطرات عينيها التي كانت تنهمر كشلال لا يريد التوقف,  ركضت الی غرفتها وأغلقت الباب علی نفسها و رمت بنفسها علی السرير وقد احتضنت وسادتها, تلك الصديقة الحميمة لها ولكل آهاتها و أناتها طوال تلك الفترة الماضية.
تمتمت وهي تجهش بالبكاء..رحال لما تفعل بي هذا..ولأول مرة منذ عرفته قامت بنطق اسمه عوضا عن مناداته غريب..
ادركت حينها أنه لابد له أن يرحل من حياتها كما هو اسمه, لكنه سيبقی قمرها الذي أنار ظلمة حياتها,  و زرع ورود البسمة علی وجهها .." ستبقی في قلبي ماحييت" هكذا قالت هديل؛ بعد أن جمعت شتات نفسها ونهضت عن فراشها وتوجهت لشرفة غرفتها التي كانت تطل علی منظر جميل لحديقتها التي انعكس عليها ضوء القمر وكأنها رأت صورته فيه..فتنهدت بعمق وعيناها لا تكفان عن التحليق للأفق علها تری بصيص أمل يخرجها مما يعتريها الآن من أحزان..

#الغيابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن