39- ما هي تداريب الصوم؟
مادام الصوم فترة روحية مقدسة، يهدف فيه الصائم إلي نموه الروحي، أذن يليق أن يضع أمامه بعض التداريب روحية، لكي يحول بها هذه الرغبات الروحية إلي حياة عملية. فما هي هذه التداريب؟
تختلف التداريب الروحية من شخص إلي أخر.
وذلك بحسب احتياج كل إنسان. سواء كانت هذه التداريب تشمل مقاومة نقط ضعف معينه في حياة الصائم، أو تشمل فضائل معينة تنقصه، أو اشتياقات روحية تجول في قلبه.
وهكذا تختلف في الشخص الواحد حسب احتياجه.
فما يحتاج إليه إنسان في وقت، غير ما يحتاجه في وقت آخر. وذلك حسب حروبه من جهة، وحسب درجة نموه من جهة أخري. المهم أن توجد التداريب، حتى يشعر الصائم أنه يضع هدفا خاصًا أمامه أثناء الصوم يحاسب نفسه عليه، ويتابع تنفيذه، وحتي بنتيجة واضحة من صومه بالإضافة إلي الفضائل العامة للصوم.
وما سنتحدث عنه الآن، هو مجرد أمثلة.
وليضع كل إنسان ما يناسبه من تداريب أثناء صومه. وليكن ذلك تحت إشراف أب اعترافه بقدر الإمكان.
40- تداريب وقت الصوم خاصة بالصوم
والغرض منها ان يكون الصوم سليمًا، ناميًا في نوعيته.
ومنها تداريب خاصة بضبط النفس:
وقد تشمل منع الصائم لنفسه من أكل أصناف معينة يشتهيها. سواء كلن ذلك منعًا كليًا طوال فترة الصوم، أو منعًا جزئيًا خلال فترة محددة أو يوم معين. أو كان ذلك المنع عن طريق الإقلال من الكمية، أو عدم طلب صنف معين بالذات. وقد تشمل تداريب ضبط النفس: فترة الإنقطاع وتحديدها و النمو فيها. والبعض يلجأ إلي نظام التدريج حتى خلال الصوم الواحد. فالصوم الكبير يشمل ثمانية أسابيع، قد يتدرج الصائم أثناءها في درجة نسكه وانقطاعه عن الطعام. ويشمل ضبط النفس يوم الرفاع، يوم العيد أيضًا، فلا يكون الأكل فيهما علي مستوي التسيب بلا ضابط. كذلك ضبط النفس يشمل أيضًا عنصر الجوع.
وقد يكون التداريب خاصة بالفضائل المصاحبة للصوم.
وبهذا تشمل النواحي الروحية في الصوم كضبط النفس عمومًا خارج نطاق الأكل، والسيطرة علي الجسد عمومًا، والامتناع عن كل شهواته الجسدية، وكل الترفيهات الخاصة بالحواس. وتداريب السهر، وتدريب البعد عن الكماليات. وكذلك التداريب الخاصة بما في الصوم تذلل وانسحاق أمام الله، وما فيه أيضًا من زهد، يتسع نطاقه بالتدريج.
41- تداريب الصوم الخاصة بالتوبة
لأن الصوم هو بلا شك فترة توبة. وتداريب التوبة كثيرة نذكر منها: