PART 1

9 0 0
                                    

سان بطرسبورغ :

الثلج يتساقط والعربة تسير.زويا مغمضة العينين ،تصغي الى رنين اجراس الخيول وكأنها موسيقى حالمه .منذ صغرها وهي تحب هذه الاصوات ،وتحلم ان يأتي من يكتشف موهبتها في رقص الباليه ويضمها الى فرقته ،متناسية ان والدها هو ابن عمة القيصر ،وانه من العار على فتاة من الاسره المالكه ان تحترف الرقص .

فتحت زويا عينيها وطلبت من ڤيودور ،سائق العربة العجوز ،ان يحث الخيول على الاسراع ،لان عليها ان تكون في المنزل قبل موعد العشاء كما وعدت امها التي لو علمت بأمر هذه الزياره الى القصر الإمبراطوري لوضعتها في الحجر الصحي ؛فالكل هناك مصاب بالحصبه باستثناء ماري ابنة القيصر الصغرى ،الاغلى والاحب الى قلب زويا .

امام القصر ،اوقف الحراس القوزاق بثيابهم الخضراء وقبعاتهم الصوفيه المغطاة بالثلج ،العربه ؛وما أن وقع نظرهم على زويا حتى اشاروا الى فيودور بمتابعة الطريق.

تابعت العربه سيرها نحو كنيسة القصر القصر المفضل لدى الإمبراطورة ،التي اشرفت على زخرفته ،غرفة غرفة ،فرصعت غرفة الجلوس الارجوانية اللون بحجارة الاويال وأضافت على غرفتها الخاصه جوا رومانسيا يزرع الدفء والاستراحة في النفس .لذا لم تكن عائلة القيصر تستعمل القصر الشتوي في سان بطرسبورغ إلا في المناسبات الرسميه او لإقامة الحفلات الراقصة .

توقفت العربه امام مدخل القصر وترجل ڤيودور فيما كان إثنان من الحراس يمسكان بلجام الحصانين ،ومد يده لزويا ليساعدها على النزول من العربة ،فيما كان الثلج يتساقط على معطفها .

ترجلت زويا ودخلت القصر وهي تأمل ان يكون لديها الوقت الكافي لشرب الشاي .اما ڤيودور فقد ادخل الخيل الى الإسطبل وجالس اصدقاءه فيه .

داخل قصر ألكسندر ،تقدمت خادمتان لمساعدة زويا على خلع معطفها ،بينما هي ترفع قبعتها المصنوعة من فرو السّمور عن رأسها ،تاركة شعرها ينسدل متموجا على كتفيها ؛...حتى ألكسي ،ولي العهد الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره ،كان يبدي إعجابه بلون شعرها ...ولم تكن زويا بالنسبة الى ألكسي إلا بمثابة واحدة من شقيقاته ،فهي على غرار اولغا و تاتيانا و أنستازيا و ماري ،شاركت في تربيته جميعهن ينظرن اليه كطفل .ما ان اخذت زويا طريقها داخل ممرات القصر ،حتى سألت الخادمتين عن صحته :وجاء الجواب مقلقًا :انه يعاني من الحصبة والسعال الحاد .وهو تحت رعاية السيد غيليارد ليل نهار .

أما صاحبة السمو الملكي فتهتم ببناتها الثلاث :أولغا وتتيانا واناستازيا اللواتي انتقلت إليهن الحصبه من اخيهن ألكسي ولهذا السبب مُنعت زويا من زيارة القصر لئلا ينتقل المرض لها .

كانت عينا زويا الخضراوان تشعّان فرحا وهي تعبر القاعة دون إحداث اي ضجه لئلا تزعج الامير ميشكيرسكي كبير مساعدي القيصر او تثير انتباهه مشت على رؤوس أصابعها رغم انها تنتعل حذاء شتويا ،وصعدت الادراج متوجهة الى غرفة ماري .قرعت الباب فجاءها صوت ماري الناعم والرقيق :
-نعم،من الطارق؟
فتحت زويا الباب وأدخلت رأسها اولا سامحة لخصلات شعرها ان تتتدلى على كتفيها لترى رفيقه عمرها واقفة بهدوء قرب النافذه تراقب تساقط الثلج بعينيها الزرقاوين الواسعتين .وكان اللقاء عناقا وقبلات وابتسامات ،قطعتها زويا بصوت ملؤه الشوق :((ها انا اتيت لإنتشالك من وحدتك يا حبيبتي ماشكا)).

وضعت ماري يديها على كتفاي زويا وهي تحدق لها بفرح عظيم وقالت وهي لاتكاد تصدق ان زويا هي التي تقف أمامها :

-شكرا لله ...اعتقدت ان الضجر سيقضي عليّ ...انا سجينة هذه الغرفة لا اغادرها ليلاً او نهاراً ...الكل مصاب بالحصبه ...حتى المسكينه (آنا)صديقة والدتي تمضي نهارها تهتم بشقيقاتي الثلاث ،تعد لهن الشاي والحساء وتتأكد من تناولهن الدواء في مواعيده ...وفي الليل تنتقل الى قصر كاترين المجاور الذي تحول الى مستشفى بعد اندلاع شرارة الحرب ،لتشارك فريق الصليب الاحمر في العناية بالجرحى ....وتحث الجميع بما فيهم انا على ان يحذو حذوها .

خلصت من اول وبارت اتمنى تعجبكم الرواية
553 كلمة

زُويٓا..؟!Where stories live. Discover now