باريس - شارع العاشر غربا
5:00 فجرا
دخلت لمنزلها أو بالأحرى غرفة متهالكه فوق سطح أحد البيوت ، مزرقه الاطراف من البرد ، شعرها اشعث ، السواد يحفر حفراً عميقه تحت زمردتيها الزرقاوتان تنظر لإخوتها المتكدسين في تلك الزاوية من الغرفه نأمين على تلك الملاءة التي لا تزيد الأرض إلا خشونة وقسوة
- هل معك شيئا أم كالعاده
قطع صوت أمها المزعج هدوء وسكينة بزوغ الفجر لترد بياس وعدم مبالاة
- لا كالعادة
-عديمة الفائده ، ياليتني لم انجبك تذهبين كل يوم لتعودي بعد شروق شمس بدون ما
يسد جوع إخوتك الرب وحده يعلم ما كتي تفعليه طول هذه المده .......عاهرةكانت كل كلمة تنطقها ألام تهدم جزء من حائط البرود والامبالاة لدى فتاتنا و مع ذلك تأخذ نفس عميقة وتصمت فألتعب والجوع وتلك الحياة القاسيه جعلت منها جسد بلا روح تستقبل الكلام الجارح وكأنما لا تسمعه
-سأذهب للنوم
انفجرت والدتها من الغيظ ذالك الذي ظهر في صوتها عندما قالت
-نامى و أرجوا ألاتستيقظي مرة أخرى
تجاهلتها وأستلقت بجسدها على الملاءة بجانب إخوتها اغمضت عينيها وشعورها بالنعاس والإرهاق منع عقلها حتى من التفكير فيما تحمله على عاتقها
8:00 صباحاً
-استيقظي .... استيقظي يا عديمة الفائده
اخرجي وابحثي عن رزقك لعسى ولعل أن ان اجد من خلفتك فائده وذالك الفتي الأحمق خاصتك ينتظرك بالخارجاستيقظت على كلمة "فتى أحمق " الذي أدركت انه هو صديقها المقرب زين لتنهض مسرعة
-هذا ما ستيقظتي لأجله "زين" نطقت إسمه بأشمازاز واضح لتكمل " إن لم تعودي اليوم و معك المال فلا تأتي إلى هذا المنزل
- كانت ستستعمل سلاحها الدائم " عدم المبالاة " ولكنها اختارت أن تخرج ما في قلبها، التفت إلى أمها ببرود وقالت
- أنا لا أفعل شيء في حياتي غير أن أحضر لكي مال، منذ نعومة اظافري خرجت إلى شارع كي اجلب لك المال انظف البيوت وابيع في طرقات وأمسح الأحذية كرامتي محيت بسببك أشعر بالخزي عندما أسير في الشارع بين كل هؤلاء الفتيات اللواتي حصلن على من يحميهم من نسمة الهواء وانا تطرديني امي كل صباح كي اجلب المال، إذا كان هذا هو سبب ولادتك لي فالموت أرحم.
أنهت كلامها وأخذت نفس عميق تحبس الدموع العالقه في أعينها نظرت لأمها قليلا لتراه نظرة الندم والضياع نظرة لم تتوقع أن تراها
خرجت مسرعة من الغرفه تحاول حبس دموعها
- لماذا تاخرتي ظننت إنك موتي
أنت تقرأ
الشارع العاشر غربا
Short Story-------- مدينة الرومنسيه والترف باريس لا تستطيع الاعتراف بوجود تلك الفئة من الناس الذين أسمى احلامهم الوصول إلى الحد الأدنى من المعيشة الكريمه هم لم يختاروا هذا الدرب ولكن سبل الحياة رمت بهم فيه مشردين ، جوعى و مساكين كل هؤلاء جمعهم شيئان أثنان الف...