قصة كتبتها فونو يوم ميلاد ريم
.|| الثّامِن مِن نُوڤمبر • ١٢:٠٠ ||
أو كَمَا يقُولون .. يوم ميلادي ؟
أيّ ميلادٍ قَدْ يَكُون بهذا السوء ؟
أَنَا لمْ أَكُنْ بهذه السّلبِيّة طَوَال حَيَاتي ، مَا اللذي تَغَيّر ؟
شيءٌ مَا مَفْقُود بدَاخلي ؟
شيءٌ كانَ يملؤُني بالأملِ دائماً .. أنّ فِي ذلِكَ اليوم تَتَحقق الأُمنيات ~
هلْ كُنْتُ حَقّاً بتلكَ السّذاجَة ؟ أُمنياتي شِبْه مُسْتَحِيلَة !
انتَظَرْتُ تَحَققها فِي كلّ عَامٍ مُعتَقِدَةً أنّ تغْيير بعضَ أوْرَاق التَقْويم لتَسْتَقِر عَلى يَوْمٍ انْتظَرته كثيراً بقلّةِ صبرٍ قدْ يُغَيّر شَيئاً قَدْ كَان .. أَو أنّ تحرّك عينِي مَع تَحرّكاتِ عَقَارِب السّاعَة مُترقّبَة لِسَماعِ جَرَس مُنتَصَفِ الليلِ قَد يُحَقّق أمَانيّ ؟ أَنَا حَتّى لَم أُولَد عِنْدَ مُنْتَصَفِ الليل .. فَ لما قَد تَبْدَأ ذِكْرَى مِيلَادِي فِي وَقْتٍ لمْ أَرَى فيهِ بزّة الطّبِيبِ الخَضْرَاء المُزرَقّة حَتّى ؟
لَا دَاعِ للانْتِظَارِ طَوِيلَاً .
تَسَلّلْتُ إِلَى المَطْبَخِ بِتَمَلّل ، أَعْدَدْتُ شَطِيرَة حَشَوْتُهَا بِمُرَبّى التّين الّتي لَا أَهْوَاهَا حَتّى ، لَكَنّها الشَيْء الوَحِيد الصّالِح للأَكلِ فِي هَذهِ الثّلاجَة والجُوعُ وَلِيدُ المَلل .
وَضٓعْتُ الشّطِيرَة عَلى إِحْدَى الطّاوِلاتِ لأبْحَثَ بِعَينيّ في أَرجَاء الغُرْفَةِ عنْ هَاتِفِي .. أَيْنَ وَضَعْتُهُ هَذِهِ المَرّة ؟
وكَعَادَتِي عِنْدمَا أَبْحَثُ عَنْ شَيءٍ مَا ، أَجِدُ شَيْئاً آخَر كُنْتُ أَبْحُثُ عَنْهُ مُنْذُ مُدّة وَلَم أَعُد بِحَاجَةٍ إِلَيْه .
إِنّهَا الشّمُوعُ الّتِي كُنْتُ أَبْحَثُ عَنْهَا عِنْدمَا انْطَفَأت الأَضْوَاء بِسَبَبِ عُطْلٍ فِي الكَهْرَبَاء .
حسَنَاً ، لَا بَأْس بِحَفْلٍ صَغِير أُقْنِع نَفسِي بِه أنّهُ كَانَ يَوْمَا رَائِعَاً .
وَضَعْتُ شَمْعَتَيْن فَوقَ شَطِيرَةِ مُرَبّى التّين ، أَشْعَلْتُهُمَا وَأَطْفَئْتُهُمَا مُبَاشَرَة دُونَ أَنْ أَهْمِس حَتّى بِحَرْفٍ وَاحِد !
" البَشَر فِي العَادَة يَتَمَنون أُمْنِية قَبْلَ أَنْ يُطْفِئُوا الشّمُوع "
هَمَسَت أُخْتِي التي ظَهَرَت مِنَ العَدَم قَبْل أَنْ يَخْتَفِي الدّخَانُ النّاتِج مِنْ إِطْفَاءِ الشّمْعَتَيْن .
" إذاً ؟ "
هَمَسْتُ بِتَمَلّل
" لَا بَأسَ بَأَن تَتَمَنّي أُمْنِيَة بَعْدَ إطْفَائِهَا "
تَحَدّثَت بِهُدُوءٍ عَلَى غَيْرِ العَادَة .
" أَتَمَنّى فَقَط أَنْ تَتْرُكُونِي أَنَام بِسَلام إِلى أَن تَنْتَهِي هَذِه الـ٢٤ سَاعَة ! "
صَرَخْتُ فِي وَجهها .
تَوَجَهْتُ إِلى سَرِيرِي مُبَاشرةً تَارِكَةً الشّطِيرَة التي لوّثَتْها الشّمُوع .
أَغْلَقْتُ عَيْنَايْ بَينَمَا أُحَدّق بِنَافِذتِي التي تعْكِسُ الليلَ الدّاكِن ، فَتَحْتُ عَيْنَايَ مُجَدّداً لِأَرَى مَظْهَر النّافِذَة عَيْنه ~
مَاذا الآن ؟؟! لِمَ لَا أَشْعُر بِرَغْبَةٍ فِي النّوْم مَع أنّي كُنْتُ أَشْعُرُ بِرَغْبَةٍ قَاتِلَةٍ فِي النّومِ مُنْذُ لَحظَات ؟
اعْتَدَلْتُ لِأَجْلِسَ القُرْفَصَاء عَلَى مَرْقَدي ، أَمْسَكْتُ بِهَاتِفِي وَبَيْنَمَا أَكْتُبُ رَمْزَ مُرُورِي السّرّي - اقْتَحَمَتْ أُخْتِي الغُرْفَة مُتَذَمّرَة
" أَحَقّاً لَنْ تَسْتَيْقِظِي انْ لَمْ أُوقِظَكِ بِنَفْسِي ؟! "
صَرَخَت قَائِلَة .
نَظَرتُ إلَى شاشَة هَاتِفِي بَينَمَا لَا أَزَالُ مُشَوّشَة
|| التّاسِع مِنْ نُوڤَمْبر • ١٢:٠٠ ص ||
لَحْظَة ! عَقْلِي تَوَقّفَ عَنْ العَمَل !
" هَل تَحَقّقت تِلْك الأُمْنِية حَقّاً ؟ "
صَرَخْتُ بِحَمَاس ونَشْوة لَطِيفَة تَسَلّلَت إِلى فُؤَادِي الذي بَاتَ بَائِسَاً واسْتَيْقَظَ وَكَأَنّه يَمْلِكُ الدُنْيَا وَمَا فِيهَا !
" لَقَدْ أَطْفَئْتِ شَمْعَتَيْن لِذَا كَانَ عَلَيْكِ أَنْ تَتَمَنّي أُمْنِيَتَيْن ، لَكِنْ أَعْتَقِد بِأنّه لا بَأْس أَنْ تَتَمَنّي أُمْنِيَة أُخْرَى الآن لِأَنّكِ قَدْ تَمَنّيْتِ تِلْكَ الأُمْنِيَة بَعْد أَن أَطْفَئْتِ الشّموع ، وهَذَا يُثْبِت أنّ الأَمَانِي لَا تَشْتَرط وقتاً تتَمَنينها فِيه لِتَتَحَقّق "
تَحَدّثَت بِطَرِيقَةٍ غَرِيبَة لمْ أَعْهَدَهَا عَليْهَا .
...
الأَمَانِي لَا تُحَقّق نَفْسَهَا .
ثِقْ بِالله أيّهَا العَبْدُ القَانِط ، واعْلَم أَنّه لَو أُتِيحَ لكَ أَنْ تَرى الأَقْدار ، لَنْ تَخْتَارَ إلّا مَا قَد اخْتَارَهُ الله لك .
لِذا ..
" أَتَمَنَى أَنْ تَتَحَقّق خَيْرُ أُمْنِيّاتِي "- تَمّ بِحَمْدِ الله -
فُونُو
أنت تقرأ
شَطِيرَةُ ذِكْرَى المِيلَاد ( قصة قصيرة )- فُونُو
Short Storyأَنَا حَتّى لَم أُولَد عِنْدَ مُنْتَصَفِ الليل .. فَ لما قَد تَبْدَأ ذِكْرَى مِيلَادِي فِي وَقْتٍ لمْ أَرَى فيهِ بزّة الطّبِيبِ الخَضْرَاء المُزرَقّة حَتّى ؟ ~