نار تتأرجح في المدفأة، تعطي ظلالا حمراء، وترسل حلقات دافئة من النور فوق السجاده التي عاد بها والد مايسي هاريس يوما من الشرق...تكتكت الساعة..وتمطت القطه السياميه وأبرزت مخالبها وهي تحلم.وتكورت مايسي على نفسها كالقطة، فوق مقعد اثري قديم،وأكملت ما تبقى من غرز التطريز.
غرزت الابره في القماش متنهدة، ثم القته جانبا. والتفتت ثانية الى الساعة، لقد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل. قامت عن مقعدها وأخذت تذرع الغرفه ذهابا وإيابا..ثم قطعت الغرفه نحو الباب، ثم عبرت الممر الى غرفة ابيغال الصغيره.كانت الغرفه مبعثره كالعادة...رف المدفأة الصغير ملئ ببطاقات الدعوه،فناجين القهوه، صحون سجائر،ثياب ملقاة على الكرسي وعلى الارض.طاولة زينه مكتظ بأدوات التجميل، اساور، خواتم، عقود...كم تكره هذه الغرفه...وكم تكره الفوضى!
ترددت قليلا..ثم فتحت خزانة الملابس وتساءلت..لم فعلت ذلك ياابيغال؟ المعطف لايزال في مكانه، والفساتين ايضا..حدقت مايسي بالملابس محتفظه بهدوء وجهها المعتاد،ثم مررت يدها فوق فرو الستره البني الناعم..فأحست بالذعر يقبض على عضلات معدتها من جديد..من اين لابيغال كل هذا؟حتى هي التي لاتهتم بالملابس تعرف انها غالية الثمن..احد هذه الفساتين من تصميم وصناعة "ديور"..الفرو من"سان لوران"، ولا يمكن مطلقا لشقيقتها أبي ان تشتري مثلها..فراتبها كسكرتيره في مؤسسة "باكلير ولايتوود" للمحاماة، اقل بكثير من راتبها هي في المعرض.قد يكون ديكي قد اشتراها لها..لكن مايسي لم تقتنع بهذه الفكره..ربما استعارتها..لابد ان يكون هناك تفسير منطقي لامتلاكها هذه الملابس.
تركت مايسي الغرفه بسرعة وعادت الى غرفة الجلوس.وقفت قرب النافذة وفتحت الستائر السميكة وراحت تتأمل ما خلفه تساقط الثلج فوق المدينه من مناظر خلابه.حيث انسدل ضوء القمر على بياض الثلج فانعكس سحرا على الليل الشتائي.
وكانت مايسي لا تزال مستغرقة في احلامها، حين سمعت هدير محرك سيارة، ثم تلاه صوت اطارات وقد اوقفتها المكابح..ثم تناهى اليها صوت الموسيقى من راديو السيارة.
تراجعت مايسي الى الوراء وأسدلت الستائر..وسمعت صوت اغلاق الباب في الاسفل ووقع اقدام أبي على السلم..فجلست على المقعد وأمسكت قطعة القماش بيدها، عليها ان تبدو هادئة..وان لا تفقد اعصابها..لابد من وجود طريقه تدفع أبي لشرح كيفية وصول هذه الثياب الثمينه الى خزانتها،فهي ما تزال مسئوله عنها، ولطالما كانت كذلك.
توقفت أبي امام الباب بوجه متجهم:
" اوه..لازلت ساهرة..حسبت انك نمت منذ ساعات ".
رفعت مايسي نظرها اليها..كم تبدو جميله..لقد ورثت الشعر الاسود الكثيف عن امهما..وخلعت أبي الشال الحريري عن كتفيها العاريين فشعرت بقشعريرة خفيفة فأسرعت نحو النار وركعت نحو القطه، وظهرها الى شقيقتها.
" هل يدفؤك ما تلبسين؟ ".
" اوه..لا تكوني مزعجه مايسي..تبدين احيانا كعمتي العجوز كارلا! بالطبع كنت دافئة، فالسيارات مجهزه بوسائل للتدفئة هذه الايام.ألا تعلمين؟ ".
" لكنها ليله باردة..وظننت انك سترتدين المعطف الفرو ".
فلمعت عينا أبي والتفتت بسرعة.
" هل دخلت غرفتي ؟ ".
" اجل..لأفتش عن قماش التطريز ".
تكدر وجه ابيغال، وعلمت مايسي انها تبحث عن الكذبه التي ستقولها لها.فبقت صامته..وأخيرا هزت أبي كتفيها:
" اه..هكذا أذن حان وقت الاستجواب..ولهذا انت بانتظاري ".
فتنهدت مايسي:
" بالكاد يكون هذا استجوابا، لكنني انتظرك..ولو لم افعل لما استطعت الامساك بك..صحيح هذا أبي؟ انت دائما مستعجله.ولا وقت لديك للتفسير ".
فصاحت ابيغال بحده:
" ما الذي يجعلك تظنين انني مدينه لك بتفسير؟كم اتوق بعد سنه من الان لأقول لك ان تذهبي الى الجحيم! ".
فابتسمت مايسي بحزن:
" هذا بعد سنه من الان..ولكن في الوقت الحاضر لازلت مسؤوله قانونيا عنك،انت في العشرين من عمرك فقط..أبي، الا يمكنك فهم هذا؟ ".
" وانت في الخامسة والعشرين..فما الغريب في الامر؟انت لست امي! ".
تألمت مايسي من كلامها.فابيغال بالكاد تذكر امهما..وما كانت امهما ستفعل ما تفعله هي الان.كانت ستترك ابيغال تفعل ما يحلو لها،كما كانت دائما.وربما هي على حق..فهذا اسهل.
" ابيغال..ارجوك..لم اختر هذا الوضع بنفسي..ولكن بما ان الامر هكذا..".
" هذا امر ممتع بالنسبه لك فلا تتظاهري بغير ذلك ولطالما كنت كذلك حسبما اذكر.وبما انك انت التي حصلت على المال انا لا استطيع فعل شئ..اليس كذلك؟ ".
" هذا غير صحيح! لم اكن اريد المال مطلقا ولا شان لي به واعلمي انه يكاد ان ينفذ ".
" على اقساط مدرستي؟ لا اصدقك! ".
" على هذا وأشياء اخرى ".
فضاقت عينا ابيغال مشككة:
" لا استطيع التفكير بشئ..فأنت لا تصرفين المال مطلقا، ولا تخرجين، ولا تقابلين أحدا لا تشترين شيئا، كل ما تفعلينه هو العمل، والعودة الى المنزل للعمل فيه مجددا...حسنا فلا تتوقعي مني ان اعيش مثلك.فقد ينتهي بك الامر لتكوني عانسا لعينه ".
" ابيغال..انت مجبره للاجابه على اسئلتي..من اين اتيت بكل هذه الملابس؟ ".
" اشتريتها طبعا.وما غير ذلك؟ ".
لاحظت مايسي ان اختها لم تستطع النظر اليها،بل التفتت الى النار، فتنهدت.وأجفلت ابيغال:
" هل اعتقدت ان ديكي هو الذي اشتراها لي؟ ".
" لم اعتقد شيئا..انظري الي..انها ملابس غالية الثمن جدا..حتى انا اعرف هذا..وأتساءل ما اذا كنت قد استعرتها؟ ".
فاستدارت ابيغال بعنف لتقول ساخرة :
" استعرتها؟هل ارتدي ملابس استعملها شخص اخر؟لا..مطلقا!اتظنين انني اذهب مع ديكي الى كل هذه الاماكن الفخمه وانا ارتدي ملابس مستعمله؟لا..فهذا ليس اسلوبي! ".
وضحكت.وخيم عليهما صمت قصير،وعادت ابيغال تداعب فراء القطه،وقد بدا عليها القلق والاضطراب فأحست مايسي بالشفقه والعطف عليها..فهما بالكاد تعرفان امهما وتحملتا سلسله لا تنتهي من وصاية العمات والخالات والمربيات، اما والدهما فكان دائم الترحال والتنقل حول العالم.وليس عجيبا ان تكون ابيغال كما هي عليه، عنيده، قوية الاراده، تحاول الحصول على ما تريد بأي ثمن،ثم لا تلبث ان تمله بسرعه.
" ابي...ارجوك...لا تدعينا نتشاجر ".
ومدت يدها اليها..فجأة التفتت ابيغال وأمسكت بيدها.والتقت عيناهما،فلاحظت مايسي ارتباك اختها الواضح جليا ووجهها وعينيها الدامعتين.فتنهدت..اذن هي محقه بشكوكها، فقالت مايسي بلطف:
" اخبريني ".
" اوه ماي!انا في مأزق! ".
جذبت مايسي اختها لتجلسا معا على السجاده امام المدفأة. وابتسمت لها فهي تفهم مزاج أبي المتقلب ودفاعها الحاد دائما كان يبشر بالاعتراف.ضمتها مواسيه وقالت بنعومة :
" لا يمكن ان يكون الوضع بهذه الخطورة..اخبريني..فأنت تعرفين انني لا اتخلى عنك وأنني على استعداد دائم لمساعدتك ".
فقالت أبي باكيه:
" لن تستطيعي هذه المرة! لن يستطيع أحد ".
" بالطبع استطيع! ".
" ثمن هذه الملابس من مال سرقته ".
حدقت فيها مايسي مذهولة غير مصدقه:
" سرقته؟أبي..لا يمكن ان تكوني فعلت هذا! ".
فرفعت ابيغال رأسها:
" لقد فعلت..كنت بحاجه لبعض المال..وذلك بعد مقابلتي لديكي..كان يأخذني الى اماكن فخمة واردت ان ابدو أنيقة مثل باقي الثريات اللواتي يرتدن هذه الاماكن الفخمة...".
" لكن أبي..كان لديك الكثير من الملابس...".
" لا..كلها ثياب قديمه باليه شاهدني الجميع عشرات المرات ارتديها...اردت التأثير على ديكي..وعلى تلك المرأة المشاكسة امه..احب ديكي ياماي، وأريد الزواج منه..اللعنه! ".
"ولكن..من اين حصلت على المال؟ ".
" من المؤسسه ".
احست مايسي بتصلب شرايينها..وحدقت بشقيقتها غير مصدقه.
" من مؤسسة باكلير ولايتوود؟ ابيغال كيف فعلت هذا؟! ".
عادت اختها الى البكاء:
" لقد فعلت!بدا الامر بسيطا، وهذا فضيع.اعرف انك تعتبرين اصحاب المؤسسه محامين وأوصياء على العائله لكنهم ليسوا وكلاء لعائلتنا فقط، انهم وكلاء كبار الاثرياء ايضا..وهناك زبونه لهم...عانس عجوز حمقاء، سلمتهم كل اعمالها..وهي مجنونه بحب الحيوانات ".
وضحكت بسخرية قبل ان تكمل:
" طبعت لها وصيتها بنفسي فقد تركت كل اموالها اللعينة لريع ملجأ سخيف للقطط المشردة! ".
" وماذا بعد؟ ".
" فكرت ان هذا هدرا للمال..والمؤسسة ترسل لها دائما شيكات، بمبلغ الفوائد من اسهمها، وهي تصرفها على الحيوانات..لدينا في المكتب دفتر شيكاتها، وكان السيد باكلير العجوز يملأ اسم المستفيد، ويوقعها بالنيابة عنها ثم يرسلها شهريا الى حيث تذهب. وكنت اطبع القائمة وأرسل الشيكات بنفسي. ثم..منذ حوالي الثلاثة اشهر، مرض السيد باكلير العجوز.وترك كل الشيكات على طاولته..أخذت بعضا منها، ثم حررت الشيكات بأسم المؤسسه وأخذتها الى المصرف، ليس دفعه واحده بالطبع، وصرفتها..دون ان يشك بي أحد فانا معتادة على صرف شيكات المؤسسه ".
وحدقت مايسي بشقيقتها برعب:
" لكن الشيكات بحاجه الى توقيع ".
فردت ابيغال:
" اوه..هذا امر بسيط!استطيع تقليد توقيع السيد باكلير وعيناي مغمضتان.وكنت انا من يطبع اللوائح وأغير الأرقام..".
" انت..زورت توقيع السيد باكلير؟ ".
" حسنا..كنت مضطرة..لن يصرفوا الشيكات وتوقيعي انا عليها ".
شعرت مايسي بالغثيان.
" كم..كان المبلغ..ابيغال؟ ".
" ليس بالكثير..".
" كم؟ ".
" حوالي الاربعة الاف دولار ".
فشهقت مايسي مصدومة. وأحست برأسها يدور..وبدأت على الفور بالحسابات المعقدة..كم بقي من مالها؟ لو انها باعت اخر مجموعه من اسهمها ؟ واستدارت ابيغال لتدفن رأسها في حجر شقيقتها وقالت بصوت مختنق:
" اوه ماي..انا اسفه..لست ادري مادهاني ".
ومسحت مايسي شعر شقيقتها وضمتها الى صدرها وحافظت على رقة صوتها وهدوئه وهي تقول لها:
" ابيغال..اسمعيني..ما من فائدة الان من الكلام..لا استطيع التفكير كيف تمكنت من فعل هذا،ولكن بما انه حصل وانتهى الامر، يجب ان نفكر بمخرج.اليس كذلك؟ اصغي الي..معي بعض المال..".
على الفور جلست ابيغال متسعة العينين:
" كم؟ "
فردت ببطء:
" اظنه يكفي..غدا سنذهب معا..ونشرح ماحدث..وستعتذرين وندفع المال، وأنا واثقة ان باكلير العجوز سوف.... ".
" الامر ليس بهذه البساطه! ".
" ابي..كل شيء سيكون على مايرام. وسترين. ستضطرين للاستقالة، فأنت لم تحبي يوما تلك الوظيفة اصلا..والسيد باكلير العجوز كان..مولعا بامنا..ومن اجلها،انا واثقه انه لن...".
" اوه...مايسي..لقد قلت لك من شهر مضى انك لا تستطيعين رؤيته..انه مريض جدا ولم يحضر الى المكتب منذ ان اصابته النوبه القلبية...".
وتملك الخوف قلب مايسي:
" اذن..من استطيع ان اقابل؟ ".
" كورد باكلير ".
" كورد؟ ".
" اجل...برأيك ماهي فرص النجاح معه؟ اتظنين كورد باكلير سيتركني بكل ادب مع اعتذار،وشيك ملائم ".
وعادت الذكريات بمايسي الى يوم صيف منذ سنوات بعيدة...يوم جنازة امها.كانت تقف قرب القبر،ومعها شقيقتها والشمس تلمع فوق رأسيهما وعينان محدقتان قاسيتان مصوبتان نحوهما فيهما نظرة ازدراء، قاسيه، اوه...اجل كانت اخر مره شاهدته فيها، ولكنها تذكر كورد باكلير جيدا...وتنفست الصعداء ثم قالت :
" لا..في هذه الحاله لا فرصة لنا ".
فمالت ابيغال اليها وقالت بإلحاح:
" الا ترين؟لهذا السبب كنت متوتره في الاسبوع الماضي.كان يجب علي ان اخبرك...لقد جاء كورد ليشرف على المؤسسه في غياب والده، عندما سمعت الخبر عرفت ان الامر مرهون بالوقت..اوه ماي سيكتشف الامر..لقد طلب جردة كاملة...وما ان يعرف...".
صمتت وأطرقت برأسها..فقالت مايسي:
" اتظنين انه سيقاضيك؟ ".
" اعرف انه سيفعل!وقد يتولى القضيه بنفسه !".
" حتى لو شرحت له الموقف او اعدنا له المال...".
" هذا لن يؤثر فيه...انت تعرفين كم هو قاسي القلب وهو يكرهنا! ويكره امنا..لطالما قلت لي ذلك! وسيكون سعيدا بهذا اليس كذلك؟ لو فعل لانتهى امري..ولن يتزوجني ديكي مطلقا اوه..ماي..اتمنى لو اموت! ".
ضمت مايسي شقيقتها بحنان،محاوله التخفيف عنها:
" لابد ان هناك شيئا نستطيع فعله ".
" شئ واحد فقط..نستطيع الذهاب الى ليو..اوه لن استطيع التحمل..هناك المزيد لم اقله لك ".
" المزيد؟هل له علاقة بليو؟ ".
" اوه..اعرف رأيك بليو..لكنه ليس سيئا كما تظنين!انه افضل من اخيه الرهيب.على الاقل ليس باردا..انه...".
وأغمضت مايسي عينيها..وبدأ رأسها يؤلمها..كورد وليو..لن يتركها الماضي وشأنها أبدا وركعت ابيغال امامها:
" ماي..اسمعي..يجب ان اخبرك..لقد اخبرت ليو بالأمر. وقال انه سيساعدني..لقد وعدني...".
" يساعدك؟اتعنين سيكلم كورد؟ ".
" بالطبع لا!فلن يهتم كورد بما قد يقوله ليو..قال انه سيحاول اخفاء الفضيحة ".
" اخفاء الفضيحة؟! ".
" اسمعي..لا تنظري الي هكذا!قال اذا وجدت طريقه لدفع المال فسيصلح الدفاتر قبل الجردة..ولن يعرف احد قط بما حدث..اوه ماي..الا تفهمين..انها فرصتنا الوحيدة! ".
" تعنين المزيد من الاكاذيب؟ ".
" وما الفرق؟ستستعيد تلك المرأة الحمقاء العجوز مالها..ونتجنب الفضيحة.ثم انا وديكي..لكن هناك مشكله..ليو اشترط امرا ".
فشهقت مايسي بحده:
" شرط؟ ".
فأحنت ابيغال رأسها :
" قال انه..سيفعل هذا من اجلي..اذا اقمت علاقة معه ".
احست مايسي بالدم يغلي في عروقها:
" ماذا؟ ".
فرفعت ابيغال رأسها وصاحت:
" وهل هذا امر فظيع؟لطالما كان معجبا بي.وهو يعلم انني لست مثلك..اعني..ليس سرا في المكتب انني..حسنا..."مودرن"..يعلم علاقتي بديكي..اوه..انت تعلمين ماي..كان لي علاقة عندما كنت في السادسة عشره. الا تفهمين؟الامر كله نوع من المزاح!غير انه يعني مايقول! ".
" اتظنين هذه مزحه؟انه ابشع شيء سمعته في حياتي! ".
" اوه لاتكوني متكبرة! ".
" متكبره؟أهكذا تنظرين الى الأمر ".
احمر وجه ابيغال، وقالت :
" سيخرجني من ورطتي ".
" لو كان عندك حد ادنى من الاخلاق، لما ورطت نفسك منذ البداية ".
فوقفت ابيغال وصاحت بشده:
" اخرسي!اكرهك احيانا مايسي..دائما تعظين..دائما تصرخين..من السهل عليك الكلام، فأنت لم تجربي الحب في حياتك...فكيف يمكنك ان تفهمي؟كنت يائسة، ألا تفهمين؟ يائسة.وكورد مسافر..ولن يعود قبل الاسبوع المقبل.حتى ذلك الوقت ستكون الجردة جاهزة.عندها سينتهي امري...وليو فرصتي الاخيره. الا يمكنك فهم هذا؟ ".
حدقت مايسي بأختها في صمت،ثم قالت:
" كورد مسافر؟ ".
" اجل..ولكن ليو هناك كالعادة.ومعه مفتاح الخزانه حيث دفاتر الحسابات..وبإمكانه اصلاحها..ولن يستطيع احد غيره هذا ".
" هل استطيع رؤيته؟ ".
" اوه ماي..هل ستفعلين هذا؟سيكون كل شيء على مايرام اذن..انا واثقة..اذا عرضت دفع المال..وإذا علم انك تعرفين.فانا واثقة انه سيتراجع عن طلبه..ويمكنك افهامه امر حبي لديكي..ارجوك ماي..اظنك ستنجحين ".
نظرت مايسي الى وجه اختها المبلل بالدموع،الاحمر اللون، وغمرت قلبها موجه من الحب والمسؤولية...انها لا تريد رؤية احد منهما..مجرد التفكير في الامر يجفف حلقها..لكن اذا كانت مضطره..فهي تفضل رؤية ليو على رؤية كورد.
" سأقابل ليو، ابيغال، هل تعديني ان لا تكرري الامر ثانية؟ ".
باندفاع قوي عانقت ابيغال شقيقتها وصاحت:
" بالطبع سأفعل !اوه ماري..ليباركك الله كنت اعلم انك ستساعديني ".
" اساعدك من اجل ديكي..لأنك تحبينه ".
" انت الحبيبه!اوه..ماذا افعل من دونك! ".
واستغرقت مايسي في التفكير ثم قالت:
" غريب..كنا نشاهد بعضنا كثيرا في الماضي..عندما كنا صغارا..خاصة ليو..كورد كان اكبر سنا، ودائما في المدرسه. اتذكرين يوم ذهبنا نحن الاربعه الى فنكوفر عند عمتنا كارلا لقضاء العطله الصيفيه ".
" بشكل غامض..كنت وكورد دائما معا..وكان الامر مملا بالنسبة لي.لكنني اذكر المنزل، كان على الساحل مقابل جزيرة فنكوفر..اليس كذلك؟ ".
" اجل..اجل..لقد مر زمن طويل، ولست ادري اذا كنت سأعرف ليو الان ".
فضحكت ابيغال:
" لطالما حاول ليو تدبير لقاء بينكما، لكنك انت كنت من يرفض..فأنت حمقاء بالنسبة لمثل هذه الامور ".
فتنهدت :
" اجل..ربما انا كذلك..حسنا سأراه في الغد.وربما من الافضل ان تبقي انت في المنزل غدا، الى ان انهي كل شيء ".
" ماي..اتظنين حقا ان كل شيء سيكون على ما يرام؟ ".
" طبعا..وسأتمكن من انهاء الأمر قد اكون امرأة..لكنني اكثر من ند لليو باكلير ".
" وكورد؟ ".
ارتجفت مايسي ولم تجب..وفكرت بصمت..لا..لست ندا لكورد..لكنني لن اتعامل سوى مع ليو..وليس مع شقيقه المحامي الشهير.
استعادت بذاكرتها تلك العينين الرماديتين الباردتين.فأرتجفت دون وعي..كانت المره الاولى التي ترى فيها الحقد في عيني انسان..حتى في ذلك الوقت المبكر من عمرها..فهمت معنى تلك النظره..
اوه..لا..انها لن ترغب مطلقا في مواجهة كورد باكلير.والشئ الوحيد الجيد في كل هذا الامر الفظيع انها لن تحتاج لمواجهته
أنت تقرأ
نداء المستحيل
Randomهذي رواية من روايات احلام وضعتها بين ايديكم واعدت كتابتها واضفت لها بعض الصور اتمنى ان تعجبكم هي لكاتبة ﻗﺪﻳﻤﺔ اسمها فانيسا جيمس ﻟﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ . ﺑﺲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻷﻧﻪ ﻟﻬﺎ ﺭﻭﺍﻳﺘﻴﻦ ﻣﺘﺮﺟﻤﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺣﻼﻡ احداها ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ_كانت له_ ال...