الفصل الأول |العفوية أحيانا قاتلة|

1.5K 58 94
                                    

لطالما كانت العلاقات بين الأقراب مادة دسمة للتقصي
و النميمة و الغيرة القاتلة.

سيدة في الثلاثينات من عمرها تقف أمام بوابة المنزل ترحب بالضيوف القادمين إلى حفلة السيدة الصغيرة كما
يطلق عليها، تنحني بكل إحترام إلى الجميع ...

إنتهت من إستقبال جميع المدعوين لتستدعى من قبل
سيدة المنزل جو سوجين.

_ " تشيريم-آه هّلا ساعدت هآي جين في تحضير نفسها ؟ "
أردفت السيدة جو و هي مسرعة.

لم تكلف نفسها عناء الإستماع لسيدة الخدم كيم تشيريم
فقد كانت معارضة لهذا من الأساس و لكن ما بيد
الخدم إلا الإستماع و تنفيذ أوامر أسيادهم.

أخذت المصعد متوجهةً إلى الطابق الثالث حيث تتواجد
غرفة جو هاي جين الملقبة بالسيدة الصغيرة.

طرقت الباب طرقاتٍ خفيفة بعدما تصارعت مع نفسها
كثيرًا ، دخلت الغرفة بعدما أذنت لها ، إنحنت لها
و أخبرتها عن سبب قدومها .

أومأت هاي جين برأسها لتباشر سيدة الخدم برحلة
بحثٍ لفستانٍ يليق بسيدتها الصغيرة.

إقتانته أحمر بلون النبيذ مع حذاءٍ بكعبٍ عالي بنفس اللون
أضافت بعض اللمسات لشعرها الطويل لتنتهي من
مهمة التجهيز.

أشارة السيدة كيم لهاي جين بالمرآة ، إنتابها
خوفٌ شديد من ردةِ فعلها على ذوقها ، رغم أن جميع
أفراد العائلة يثنون على ذوقها الراقي و النادر
و لكنها هذه المرة شعرت بشعور مختلف فقط لأنه
يخص هاي جين .

يبدو أن إحساس السيدة كيم قد خذلها هذه المرة
و لم يكن بمحله بتاتًا فقد إحتضنتها كثيرًا
و قبلت خدها ، مثل الأطفال تمامًا .

بالرغم من أنه قد يكون أي عناق كردٍ لجميلها
و لكنه العناق الأول الذي تحظى به
من طرف هاي جين المدللة التي قد
تولت تربيتها ل 19 سنة .

بادلتها بالعناقٍ مطول و سمحت لدموعها لتتسلل
بين جفونها ، لم تستطع هاي جين فهم سبب تلك الدموع
إلا أنها أخذت تربتُ على ظهرها بخفة .

فكل منا يملك ذكرياتٍ و أشباح ذكريات
فربما تجسدت إحداها اليوم ، فحتى لو كان المرء غامضًا
يكبتُ جميع الأحاسيس بذاته هو إنسان أيضاً
فماذا بمشاركته فيها و مواساته ؟!

نزلت هاي جين إلى الطابق السفلي حيث تقام حفلتها
و هذا بمناسبة تخرجها من معهد الفنون و الموسيقى
تلقت الكثير من التهاني من قبل الأقرباء
و شركاء العمل و الأصدقاء و الثناء
لكونها أصغر فردٍ من العائلة يبدع و ينجح
هذا النجاح الباهر .

و لأنه هناك دائما من يحسدنا و يتمنى لنا
الفشل لا تكتمل سعادتنا أبداً ...

صدر صوت إهتزاز من حقيبة اليد الخاصة بهاي جين
ليعلن عن وصول رسالة ، تصفحتها لتجد
مرسلها إبنت عمها جو هانا و التي كان محتواها
* أوني! أنا آسفة جدًا على كل ما سببته لك من متاعب
أعلم أنني فاشلة و ساذجة فمصير الفاشلين أمثالي
الإختفاء من هذا العالم *

ضغطت على زّر الإتصال و حملت حقيبتها
و خرجت مسرعة ، طلبت سيارة أجرة و عاودت الإتصال
للمرة الخامسة و الخوف والقلق يعتلي وجهها .

يمكننا قول أن مهنة جو هاي جين الأساسية
هي القلق و الخوف على جميع من يحيطون بها
و هذا ما يسمى بالسذاجة أحياناً ...

أجابت هانا أخيراً و إستطاعت معرفة مكانها
أعطت السائق العنوان ليزيد من سرعة السيارة وصولاً
إلى نهر ألهان .

الذي يعد جنة بالنسبة للبعض و أكثر الأماكن
روعة في سيول و للبعض الآخر جحيم لما يستقبل
و يحتضن من ٱناسٍ قد أقدموا على الإنتحار ...

هرعت مسرعةً إلى هانا و إحتضنتها ، إبتعدت عنها
و أخذت تتفحصها بعينيها عن ما إذا قد
أصابها مكروه ما .

_ " أوني ! حمدا لله على سلامتك ، لقد قلقت عليكِ "
أردفت هاي جين .

تعالت ضحكاتٌ في الأرجاء محدثةً صدى على الجسر
الخالي من الناس ، مسببة الرهبة و الدهشة
لأحدهم ...

„ _________________ „

جثة تطفو على سطح النهر
وجه بشوش مبتسم بجسد ضعيف البنية

أناس متجمعون حول الجسر ، قلوبٌ رحيمة
تستفسر عن الإسعاف و أخرى عن الشرطة
و قلوبٌ تسكنها شياطين تستمتع و تتحدث بالسوء
عن روحٍ قد رحلت إلى السماء تاركةً لكم الحياة
لتملوا منها ...

××××××××××××××

سونجاك ... جوريو ... في عهد الملك تايجو „

تفقدت الخدم المنشغلين و خرجت مسرعة متوجهةً
إلى الغابة حيث توجد حضيرة محظورة تسللت
إلى داخلها ...

وقفت أمام النهر لبرهة ألقت آخر نظرتها على
سونجاك ، إبتسمة و السعادة تغمرها
و قفزت في النهر ...

مصير السذجة دائماً ما يكون محتومٌ
و مقرونٌ الموت و الهلاك قد يكون داخلياً
فالكثير منا من هو ميت من الداخل
و إما خارجياً فيترك العالم ليرحل بعيدًا ...

هل ستكون هذه حقاً النهاية البائسة ؟
أم أن هناك قدر آخر مخبئً ينتظر ؟

_ نهاية الفصل _

„ يتبع „

آرائكم و إنتقاداتكم تهمني

نشر بتاريخ :- 19|12|2016 .

MOON LOVERS | أحباء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن