بسيونى

1.3K 4 2
                                    

"دائما يشعر انه سيكون شيء مختلفا,سيأتى بفكره تغير الدنيا,سيملك و يسيطر سيحكم و يعدل.

دائما متفائل ببكره و ينتظر الفكره التى ستأتى صدفه,المسأله مسأله وقت مش أكثر"

تخرج من هندسه القاهره ولم تأتى الفكره بعد, وهو معيد عادى كمئات المعيدين فى مصر...ذاكر و اجتهد و فهم النظريات لكن أين نظريته هو؟؟...أين الفكره؟؟.

رجع البيت و دخل غرفته و قفل الباب وجائت أمه

"أنت مش هتبطل العاده الى فيك ديه مش تسلم الاول و بعدين تخش الكهف بتاعك"

هو " يأمى ما انا مسلم الصبح قبل ما انزل...كمان مين الى شال الورقه الى أدام السرير؟؟؟"

أمه" أنا ديه ورقه معفنه بألها سنين و أيه الى انت كاتبه ده "فكره بسيونى" فكره أيه ديه انا مش فهماك"

هو" ليه بس كده يا أمى عموما بكره هتفهمى "

أستيقظ بنشاط على غير عادته فاليوم موعده مع دكتور الجامعه,أختاره من أجل رساله الماجستير لعلمه بقدومه من أمريكا من ايام قليله.

ولأن أمريكا بلد الأحلام فكل حاجه تيجى من ريحتها كويسه.دخل عليه مكتبه فأكتشف انه بلامكتب مجرد طرابيزه صغيره فى غرفه صغيره يشاركه فيها معيدين ودكاتره أخرون.

"أهلا بسيونى أتفضل" قالها بابتسامه ثم أكمل نظره الى درج المكتب محاولا فتحه.

"يادكتور حضرتك عارف انى معيد جديد و كنت عاوز أتشرف بأنى أحضر رساله الماجستير مع حضرتك"

"طبعا طبعا عندك أفكار معينه؟" قالها و هو وجهه محمر من محاولته فتح الدرج بالعافيه.

"لأ يادكتور الحقيقه مفيش فكره معينه لحد دلوقتى بس انا هفكر "

مضت دقائق و لم يرد حتى ناداه "دكتور حضرتك سمعتنى"

"أه طبعا ,تخيل مدينى الدرج ده وكل الأدراج مقفوله....عموما يابسيونى أنت لازم يكون عندك فكره و تكون بتحبها علشان تخلص فى عمل الرساله...عموما انا ممكن أطرح عليك فكره تعرف حاجه عن الستاليت؟"

"أنا أعرف النايل سات" قالها محاولا أضافه روح الدعابه على النقاش

رد عليه وكأنما لم يسمع شيئا "خد الكتاب ده أقرأه و تعالى كمان أسبوع قولى رأيك"

طول الطريق الى البيت أقلب الكتاب مابين معجب بالطباعه والألوان حاجه أمريكيه فاخره و مابين كاره للفكره ,كيف تكون فكره مشروعى مطروحه عليا,مهما كانت ديه مش فكرتى.

رمى الكتاب ولم يمسكه الأ أثناء النوم ,مع كل صفحه يكتشف معلومات لم يكن يعرفها,وأخذ يشعر بالخجل لضعف معلوماته فكيف لمعيد فى هندسه أتصالات لا يعرف الفرق مابين القمر الصناعى التليفزيونى و قمر التجسس و كيف ان قمر التجسس يدور فى محور قريب من الأرض ويدور من القطب للقطب أما القمر التليفزيونى (النايل سات مثلا) فهو على مسافه بعيده جدا من الأرض و هو ثابت فوق منطقه معينه.

كلام جميل بس انا هعمل رسالتى عن أيه برده...أكيد مش هعمل قمر صناعى...انا هنام و بكره افكر...وأخذ ينظر الى السقف متمنيا أن يأتيه النوم..فهو يأخذ وقت طويل للنوم ووقت أكثر للصحيان...تمنى ان يكون له حبيبه أى انثى تكلمه وتقوله تصبح على خير ياحبيبى...كم تمنى ان يسمع كلمه حبيبى من انثى غير أمه.

رن الهاتف ...أكيد ده أسامه عاوز يكلمنى ويحكيلى أزاى أن صحبته زعلت لما عرفت انه صاحب أختها رغم انها لسه مسمحاه أنه كان مصاحب بنت خالتها و أنها أتصدمت لأنه فى أسرار فى حياته هى متعرفهاش.

"أيوه يا اسامه نعم" رديت بغلاسه لعله يختصر ويسبنى انام.

"هاههاه أسامه مين انا مش أسامه"...أيه ده ديه ضحكه حريمى والله حريمى...لم أنطق بكلمه و على وجهى أبتسامه من الأذن لأذن.

"ممكن أكلم شريف"

"لأ حضرتك شريف أخويا أتجوز هو مش ساكن هنا"

"ياخساره انا كنت بحب أكلمه أوى بالذات لما أكون مضيقه...هو انت مين؟"

"انا أخوه وممكن تعتبرينى شريف..انت عارفه لما كان شريف بيكون مضايق كان ديما يشتكيلى؟

(يتبع)

بسيونى الطائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن