السجنل

531 1 2
                                    

أصبحت المكالمه يوميه.... تكلمه و تحكيله تفاصيل يومها ,لم يكن يستمتع بالحديث لكن جمال صوتها كان يعطيه أمل بأن ربما تفتح حديث مهم أو ينبت لها عقل بجمال صوتها.

رغم أنه يرى انها ساذجه الأ انها فى كل المده الماضيه لم تعطيه أى معلومه مفيده عن أسمها ,سنها أو سكنها...وكان هذا الغموض مريح بالنسبه له رغم محاولاته الكثبره أن يعرف.

التليفون يرن لكنه ليس الوقت المعتاد لمكالمتها

"أيوه بقولك...هو انت موبيلك لاقط سجنل؟؟ "

"نعم أيه السؤال الغريب ده يابنتى؟...أفرضى يعنى انه لاقط هو أحنا ساكنين فى نفس المنطقه؟"

"لأ ياذكى بس انا شكه أنه عيب الشبكه...كمان انا حاسه ان سجنل الشبكات داخل فى بعضه انا بسمع أصوات ناس تانيه فى التليفون"

كلمه سجنل نورت فكره فى دماغه,جعلته يقفل الخط و هى تتكلم,ولم تجعله حتى يسمع رنات الهاتف بعد ذلك....."أيوه انا رساله الماجستير هتكون عن سجنل ,أشارات القمر الصناعى" هكذا قال لنفسه و هو مبتسم وسعيد

هل ستكون هذه هى الفكره؟.دراسه سجنل الأقمار الصناعيه,عشق الفكره وأخذه الحماس وقرر أن يذهب الى دكتور الرساله الأن ليطرح عليه الفكره,فرغم أن الدكتور قادم من أمريكا بلد التكنولوجيا الأ انه لا يملك موبيل و لا يعترف به.

بعد أن قفز فى حذائه و نزل بسرعه الى الشارع أكتشف أن الساعه العاشره مسائا و مفيش جامعه بالليل...فقرر أن يذهب ليحلق ذقنه فهو لم يحلقها منذ شهر,ولو عليه لن يحلقها أبدا لكنه مل من زعل والده منه و تذكيره كل مره بالشاب صاحب أبن عم جارنا ألى خرج و مرجعش و الناس كلها عارفه أنه أمن الدوله هى الى خطفته,,,رغم أن فيه مليون سبب تانى لأختفائه زى مثلا أنه متجوز.زى البطاله

دخلت الى الحلاق "جميل" و جميل ده أسمه مش صفته

جميل "أزيك ياباشا فينك؟ كل مره تجيلى و هى طويله كده ياباشا انت كده بتتعبنى أنت دقنك حساسه لأنك أنسان حسيس بلاش تسيبها طويله..كمان ديه بتسمرك و الله بتسمرك

وأنطلق جميل فى كلامه وحوراته المختلفه,,فمره يتكلم عن الكوره فيلبس عبائه الخبير الكروى العالمى الذى يعرف ما لا يعرفه حسن شحاته أو مانويا جوزيه.ومره يتكلم عن السياسه و البلد و يعطينى الأحساس أنه بصباع رجله الصغير ممكن يحكمها لكن المره ديه قال حاجه جديده

"باشا أنا عاوز أروح أنجلترا معندكش حد يظبطنى؟"

"لأ و الله ياجميل"

"ياباشا انا مش عاوز حاجه ببلاش أنا مستعد أدفع لحد عشر الأف أسترلينى....ياباشا انا عاوز أروح حته نظيفه عاوزين ننظف بأه"

رقم عشره الاف أسترلينى خضنى...وكم تمنيت أن أسأله هو انت معاك الرقم ده منين؟...لكنى خفت يفتكر أنى بحسده ....ياترى بعد الماجستير مرتبى هيزيد أد أيه؟؟.....بيقولوا 200 جنيه و ناس بتقول لأ دول بس 100 جنيه.

لو تفائلنا وقولنا انه 200 جنيه...يعنى كام سنه تحويش على العشره الاف أسترلينى؟؟؟

أستيقظ من نومه و كلمه سجنل مازالت تتردد فى أذنه...لم يتناول أفطاره لأنه مبيفطرش أصلا .شرب القهوه التى اعدتها أمه و هى تحذره من أن صحته هتضيع من القهوه الى على الريق ديه...و أخذت تحكيله كل مشاكلها مع جيرانها و مشاكلها مع ابيه و كيف أنه بعد 30 سنه جواز أكتشفت أنها أتسرعت فى الجوازه ديه...وهو لا يستمتع بهذا الحديث لكن حبه لأمه دفعه لأصطناع الأنتباه وهى تتكلم ولاتتوقف ثانيه لأنها تعرف أنها لو توقفت هيهرب و يجرى و مفيش حد فى البيت صاحى غيره

ما أنت توقفت أمه عن الكلام لتعطس حتى جرى نحو الباب مصطنع مفاجأه تأخيره عن ميعاده...طيب ياحبيبى لما تيجى هكملك الحكايه....طبعا ياأمى انا هاجى بدرى مخصوص ...سلام ياأمى و تسلم ايديكى على القهوه

دخل الجامعه أخذ يقفز السلالم حتى و صل لمكتب الدكتور فلم يجده

أيه يابسيونى بتدور على أيه؟ سأله معيد زميله كان فى الغرفه

مشفتش الدكتور بتاعى

"أه أستنى كده يمكن فى جيبى"

تهريج سخيف و قفشه أنتهت من القرن الى فات ..تهريج معيدين بجد

"هاها هتلاقيه عند عميد الكليه"

لم يطيق الأنتظار ذهب و انتظره أمام مكتب العميد وجده لسه خارج و فى ملامحه غضب و أحمرار كأنه على وشك الأنفجار

"مالك يادكتور"

لحد دلوقتى مش عارف أفتح أدراج المكتب بتاعى بيقولولى ده كان مكتب دكتور هيطلع معاش كمان شهرين أستنى شهرين علشان نقدر نكسر الدرج

"طيب ما تأخذ منه مفتاح الدرج؟"

انا كلمته و هو مش رادى عاوز يعاقب الجامعه علشان نقلوه أسيوط بس انا مش هستسلم انت عارف انا فى أمريكا كان معايا نسخ من مفاتيح كل المعامل و الكليه....هما بيحلموا لو عوزنى أطفش ...ياأنا يا هما

"المهم قرأت الكتاب الى انا أدتهولك؟"

"أيوه يادكتور انا عاوز أعمل الرساله عن سجنل الأقمار الصناعيه أدرس كيفيه تشفيرها و أرسالها"

" عظيم روح مكتبه الجامعه و جمع كل الكتب الى درست المواضيع ديه و أرجعلى"

رجعت البيت بدون ولا كتاب فلم أجد فى المكتبه شىء نافع عن موضوع بحثى..لكنى متأكد انى سأجد على النت ...كل شىء على النت موجود...جمله مشهوره كان يقولها أسامه صديقى...مفسرا خروجه كل يوم مع فتاه مختلفه

يا بسيونى أحنا عيشين من نعمه النت

فقلت مادام النت يجيب بنات حلوه كده أكيد يقدر يجبلى معلومات عن السجنل

بسيونى الطائرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن