مواجهة المكان

5 2 0
                                    

       انتهيت من كأس الشاي وكنت بحاجة شديدة إليها، ثم انسحبت خارجاً من المطبخ ولدى الباب شعرت بالنسمات الباردة التي تقتحم من نافذة بسطة الدرج، فتوقفت اعترضها والتفت يساراً الى الدرج أنظر درجاته الصاعدة وأحاول أخذ قرار بصعودها. وبالفعل صعدتها بخطى خفيفة ورشيقة وأتيت النافذة أعب من النسمات العليلة وأنظر المدينة من عل، وكان أقرب شيء لناظري هو الشوارع الواسعة  المليئة بالسيارت، والتي لا يكاد يصلني صوت ابواقها، ومن بعدها تقف مباني الجامعات متراصة  وقد كسيت كل مجموعة منها بنفس اللون ثم تأتي من خلفها الأبراج المرتفعة وقد سدت علي الأفق فكان طرفها كانه يخترق السماء ، وكانت المدينة من بُعد صامتة خرساء تشبه لوحة معلقة.
       ازداد شرودي وأنا أتأمل هذا المنظر وتفكرت في القصيدة التي كانت بين يدي وكنت قد قرأتها مرتين أو ثلاثة واستبدلت كلمتين فيها، ثم اقتنعت أني أصبحت جاهزاً. وكان صوت المتاسبقين غائباً لا يصلني منه شيء فلم أعلم كم تقدم منهم بعد التلاثة الأوائل، لذا كان يجب أن أعود، ثم هبطت إلى الممر عائداً للقاعة وعندما وصلت هذه المرة لم أشعر بطول المسافة نفسه فكانت أقصر بكثير وتخلو من كل شيء إلا صوت خطواتي المتثاقلة.
       وعدت إلى مقعدي بعد غياب طويل أتلمسه ، وأجيب أسئلة علاء التي لا معنى لها ،وأختلس النظرات على الفتيان والفتيات من حولي ، وكان الوقت قد مر سريعا وتقدم عدد لا باس به من المتسابقين ورحت أشاهدهم يلقون قصائدهم وكانت بعض قصائدهم لا تشبه الشعر إطلاقاً ، ثم بعد عدد قليل منهم بدأ المتسابقون من مدينتي بالتقدم للمسابقة . بعد دقائق سأكون مكانهم فبدأت بالتجهز ، حاولت قراءة القصيدة مرة أخيرة لكني عجزت ، وظللت متصلب النظر نحو من كان يلقي قصيدته ولكني لم اسمع حتى كلمة واحدة منها ، بحثت في ذاكرتي عن أشياء تزيدني ثقة بنفسي ، وعلى كثرتها لكن أحدها لم يسعفني ، كأنها كانت خرافات ، كيف يتخلى عنك ما تحتاجه بشدة وكيف أن الذكرى لم تقف بجانبي يومها ، شعرت بخيبة كبيرة من نفسي ومن ذكراي حتى وددت لو افقدها ، فازداد توتري وجبني واقتناعي بأنني لن اتمكن من هذا الأمر .
      
      
  

انتهى الجزء الرابع ..
الجزء الاخير قريبا جدا ..
كونوا بالقرب

      
      

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 02, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خارجٌ عن المكان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن