ﻭﻗﻒ ﺣﺎﺯﻡ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ، ﻃﺎﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ، ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻞ ، ﻛﺮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ ، ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺗﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻮﻋﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﺯﻭﺟﺘﻪ . ﺃﺳﺮﻉ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻳﻤﺮ ﺑﺨﺎﻃﺮﻩ ، ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻳﻮﻡ ﺳﻔﺮﻫﺎ . ﺁﻩ . ﻟﻘﺪ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﺘﺎﻥ ﺳﺮﻳﻌﺎ.. ﻻ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ . ﺗﺬﻛﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﺄ ﺗﺮﺷﻴﺤﻬﺎ ﻟﻺﻋﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ . ﺗﺬﻛﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺜﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ، ﻭﻳﻘﻨﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ، ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﺮﻭﻑ ﻋﻤﻠﻪ ، ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ، ﻭﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ، ﻭﻭﻟﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ . ﺗﺬﻛﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻟﺪﻳﻬﺎ ؛ ﺇﻧﻪ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ . ﺗﺬﻛﺮ ﺇﺻﺮﺍﺭﻫﺎ ، ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ، ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻒ ﺫﻟﻚ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺃﻏﻠﻰ . ﺇﻧﻬﺎ ـ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮﻫﺎ ـ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ . ﻭﺇﻥ ﺗﺄﺟﻠﺖ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﻻ ﺗﻄﺮﻕ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ . ﺇﻧﻪ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ، ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻟﺪﻳﻬﻤﺎ ﺃﺣﻤﺪ ، ﻭﻋﻦ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ، ﻭﺳﻴﻌﻮﺽ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ، ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻌﺪ . ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻭﻓﺮ ﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮﺓ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ . ﺁﻩ .. . ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﻤﻀﻲ . ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺎﻥ ﺷﻜﻠﻬﺎ ، ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ، ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ؟ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻣﺮﺕ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻷﻓﻮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ . ﻭﺻﻠﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ، ﻟﻤﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ . ﺁﻩ . ﻛﻢ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻣﻘﺪﺍﺭﺍ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ؟ ﻭﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺤﻼﻭﺓ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ . ﺷﻌﺮ ﺣﺎﺯﻡ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ، ﻭﺗﻘﻠﺒﻬﺎ ﻳﻤﻨﺔ ، ﻭﻳﺴﺮﺓ ، ﻭﺷﻌﺮ ﺑﺸﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻪ ﻭﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﺃﺣﻤﺪ . ﻟﻜﻦ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺄﻝ ﺑﻠﻬﻔﺔ : ﺃﻳﻦ ﺃﺣﻤﺪ ؟ ﻫﻞ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻜﺮﻭﻩ ؟ ﻫﻞ ... ﻫﻞ .... ﺷﻌﺮﺕ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺼﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ . ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ ، ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺧﻔﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺎﺑﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻕ ﺍﺑﻨﻬﺎ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺪ ﻟﻪ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻟﻴﻌﻮﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﺮﺩ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ، ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻌﺎﺩ . ﻭﺟﻔﺎﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻭﻱ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻟﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ . ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺄﻝ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻒ ﺍﻟﺨﺎﺋﻒ : ﺃﻳﻦ ﺃﺣﻤﺪ ؟ ﻫﻞ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻣﻜﺮﻭﻩ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﺩﺉ : ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ ، ﺇﻧﻪ ﺑﺨﻴﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﺎﺟﺄﻫﺎ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﻭﻟﻢ ﻟﻢ ﺗﺤﻀﺮﻩ ﻣﻌﻚ ؟ ﻫﻞ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﺣﺪﻩ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻲ ﺇﻧﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .