لما افضت الخلافه الى عمر بن عبدالعزيز قدم عليه الشعراء فاقامو ببابه اياما لا يؤذن لهم بالدخولحتى قدم عليه عدى بن ارطأه
فقال له :
يا أمير المؤمنين الشعراء ببابك والسنتهم مسمومه وسهامهم صائبهفقال عمر رضى الله عنه مالى والشعراء
قال عدى : يا أمير المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مدح فاعطى وفيه اسوة لكل مسلم قال عمر : صدقت فمن بالباب منهم ؟قال عدى : هناك عمرو بن ابى ربيعه القرشى فقال عمر لا قرب الله قرابته ولا حيا وجهه
اليس هو القائل
الا ليتنى فى يوم تدنو منيتى
شممت الذى ما بين عينيك والفم
وليت طهورى كان ريقك كله
وليت حنوطى كان من مشاشك والدم
وياليت سلمى فى القبور ضجيعتى
هنالك او فى جنة او جهنمليت عدو الله تمنى لقائها فى الدنيا والله لا يدخل على ابدا فمن بالباب غيره قال عدى هناك كثير عزه
قال عمر اليس هو القائلرهبان مدين والذين عهدتهم
يبكون من حذر الفراق قعودا
ويسمعون كما سمعت حديثها
خروا لعزة ركعا وسجوداابعده الله فوالله لا يدخل على ابدا فمن بالباب غيره قال عدى الاخطل التغلبى قال عمر اليس هو القائل
ولست بصائم رمضان عمرى
ولست بآكل لحم الاضاحى
ولست بزاجر عيساً بكورا
الى اطلال مكة بالنجاح
ولست بقائم كالعبد يدعو
قبيل الصبح حى عاى الفلاح
ولكنى ساشربها شمولا
واسجد عند منبلج الصباحابعده الله فوالله لايدخل على ابدا ولا يطؤ لى بساطا وهو كافرفمن بالباب غيره
قال عدى : هنالك جرير
قال عمر : ان كان ولابد فهذا
فدخل جرير ولما مثل بين يديه
قال له عمر :
يا جرير اتق الله ولا تقل الا حقافانشد جرير قائلا
كم باليمامة من شعثاء ارملة
ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن يعد لك يكفى فقد والده
كالفرخ فى العش لم يدرج ولم يطر
أأذكر الجهد والبلوى التى نزلت
ام قد كفانى ما بلغت من خبرى
انا لنرجو اذا ما الغيث اخلفنا
من الخليفة ما نرجو من المطر
ان الخلافة جاءته على قدر
كما اتى ربه موسى على قدر
هذى الارامل قد قَضيت حاجتها
فمن لحاجة هذا الارمل الذكر
الخير ما دمت حيا لا يفارقنا
بوركت يا عمر الخيرات من عمرفقال له عمر : والله يا جرير لقد وافيت الامر ولا املك الا عشرة دنانير
ثم قال لخادمه ادفع اليه العشره
فلما خرج جرير
قال له الشعراء : ما ورائك يا جرير
فقال : ورائى ما يسوؤكم خرجت من عند امير
يعطى الفقراء ويمنع الشعراءرحم الله عمر بن عبدالعزيز رحمة واسعه
أنت تقرأ
الشعراء بين الدهاء والفصاحه
Poesieيستطرد هذا الكتاب حكايات متنوعه عن بعض الشعراء الذين تناقلو الأدباء و الرواه اشعارهم التي دارت غاياتها بين ( العفو .. و المال وغيرها ) في مختلف العصور ..